صدر حديثاً عن دار "ثقافة للنشر والتوزيع" الإمارات العربية المتحدة

         

               

أطياف الأحبة

المجتمع النبوي في عهد صدر الإسلام وما بعده هو المجال الذي اختار الكاتب مختار خواجة الحديث عنه في كتابه "أطياف الأحبة" ويفعل ذلك من خلال تتبع أولى مراحل الدعوة الإسلامية التي جاءت عن طريق سيد هذه الأمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام وكيفية تلقي من آمن بها ومن كفر بها. لذلك تحضر في هذه السيرة (الشخصيات القرآنية) التي ورد ذكرها في القرآن الكريم مثل شخصية النبي عليه السلام وصاحبه أبي بكر رضي الله عنه، و(الشخصيات الإسلامية) وهي التي عرفت بطابعها الإسلامي العقائدي، ولكن لم يأتِ ذكرها في القرآن الكريم، ولكن جاءت في التاريخ العربي والإسلامي مثل صحابة رسول الله وآل بيته وقادة المعارك والمحاربين والشهداء وغيرهم ممن وضعوا بصمتهم في تاريخ الدعوة إلى الإسلام والدفاع عنه.
هذه الأحداث تم تظهيرها في "أطياف الأحبة" عبر فعل القول بأنواعه، فالكاتب مختار خواجه بدا وكأنه يمتلك دينامية متميزة في التعبير وتقديم الوقائع وتنظيم مادة السرد، فهو لم تفته المزاوجة بين أساليب (الإقناع) التي تعتمد على العقل، وأساليب (الإمتاع) التي تنهض على افتتان المتلقي بجماليات التعبير اللغوي بمختلف تجلياته ومستوياته وطبقاته، فعلى الرغم من وجود السمة الفنية في شكل حضور الشخصيات الدينية والتاريخية إلَّا أن الكاتب احتفظ بدلالتها الواقعية كشخصيات مقدسة تبقى محافظة على حضورها الذهني بتفصيلاته الواقعية المخزونة في ذاكرة كل مسلم، وهو الشيء الذي يميز هذا الكتاب عن غيره من كتب تناولت تاريخ الدعوة إلى الإسلام.
- من أجواء الكتاب نقرأ:
"... في ليلة رأى النبي، صلى الله عليه وسلم نفسه يدخل الجنة، فسمع صوت قراءة، فسأل عن القارئ فقيل حارثة بن النعمان. علَّل، صلى الله عليه وسلم، ذلك بماذا؟ ما هي العلة التي تجعل رجلاً على قيد الحياة تكون قراءته مسموعة في الجنة؟ لا شيء سوى البِر.. فقد كان باراً بأمه..، وكثير الصدقة سخيا، فلا عجب أن يمتد أثره في الأرض، ويبقى. لقد تحولت منازله إلى منازل للوحي، يتنزل فيها، ويحيا الناس بها ويعيشون، بقيت دهراً طويلاً، دخلها سعيد بن المسيب يافعاً، وود لو لم تهدم، حتى يعرف الناس كيف عاش، صلى الله عليه وسلم.. واليوم، فإن كثيرين يجلسون في الروضة، وفي المسجد، ومن ضمن تلك المساحات غرف حارثة القديمة الطينية، التي تحولت مهبطاً للوحي، ثم مكاناً لتلاوته وتدارسه، وغدت جزءاً من ثاني أقدس مكان للمسلمين في الدنيا، يؤمونه ويذرفون الدمع، وهم في طريقهم إليه اشتياقاً له..".    

القمر الأخير
من على حافة الموت، تبدأ مرحلة أخرى لا يعرفها إلّا من مرّ بها، تلك هي حال بطل رواية "القمر الأخير"، للروائي عبد الباسط زخنيني، والذي جعل بداية النهاية لتجربة (الموت) بالنسبة إليه مجالاً للحكي، واستعادة تجربة (الحياة) لبطله، تلك التي قضاها بمراحلها الخمسة: الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب والقبول.
هذه المراحل الخمسة لواقعة الموت هي التي أقام عليها الروائي عبد الباسط زخنيني عمارته الروائية استناداً إلى نص نشر في أواخر ستينيات القرن الماضي، (1966) وضعته الطبيبة النفسية السويسرية المولد "إليزابيت كوبلر روس" يفيد أن هناك "خمس مراحل للاحتضار يمكن تلخيصها بالكلمة المتضمنة للحروف الخمسة الكبرى التالية: DABDA، يشير الحرف الأول إلى Denial، يشير الحرف الثاني إلى Anger، يشير الحرف الثالث إلى Bargaining، يشير الحرف الرابع إلى Depression، يشير الحرف الأخير إلى Acceptance. وتعني هذه الكلمات تباعاً: الإنكار، الغضب، المساومة، الاكتئاب والقبول". وفي هذا الإطار المرجعي، يبدأ السرد في الرواية بمشهد اصطدام سيارة بطل الرواية الذي أبقاه المؤلف بلا اسم بالحاجز المعدني واختراقها له، لتنزلق بعد لحظات مع حافة الجرف وتتوارى والبطل في داخلها في الظلام. ومن هذه النقطة يستعيد بطل الرواية مراحل حياته السابقة مع أصدقائه أحمد، بدر، حاتم، وأشرف حينما كان مدرباً لفريق كرة القدم، حيث تمثل شخصية أشرف وتصرفاته الهاجس الأكبر لبطل الرواية، وهو الصديق الذي نافسه في بطولاته وفي حبّه لفتاة التفاح، فتاة أحلامه الدائمة "أحلام" ووشايته لأهلها بعلاقتها بأشرف انتقاماً منه، هذا الحدث الذي ظلّ يطاردهُ ويحط بكللهِ الثقيل عليه في مراحل الحياة ومراحل الموت أيضاً؛ وأشياء أخرى جعلت من بطل الرواية بعد عودته من حالة الغيبوبة يفكر في كل ماحدث ويسأل نفسه: هل عشتُ حقاً في ذلك العالم وكدت أبقى عالقاً فيه؟ روحاً ضالة؟! هل هذا ما حدث بالفعل؟! لو أتيح لي أن أعيش عمراً كاملاً آخر لما استطعت أبداً أن أجيب عن هذا السؤال.
هي أسئلة تحمل في طياتها قوة الزخم الباطني الذي يستعر كلّما فكر إنسان منّا بالموت ومراحله، هي أسئلة محكومة بالشك الملتاع، تؤرق حياتنا وتثير شجوننا وفكرتنا عن الحياة الأخرى فتقودنا إلى السؤال: ماذا بعد الموت؟    

جِئْتُكَ غَيْمَةً
"جِئْتُكَ غَيْمَةً" نصوص أدبية ذات قيم شعوريَّة وقيم تعبيريَّة تسير على الخط الواقعي للكتابة، وذلك لغايات إنسانية تحقق ما تريد أن يكون عليه الواقع المعاش لا ما هو كائن عليه بالفعل. فعلى الرغم من كونه الإصدار الإبداعي الأول للكاتبة أمل عبد الله القضيبي إلّا أنه يحذو حذو الواقعية النقديَّة، في تصوير سلبيات الواقع في العصر الحديث، لكن من دون الإخلال بالمعايير الفنيَّة للكتابة التي تأتي عبر رؤية فنيّة محددة بدقة، تفتح للنقد الاجتماعي مجالاً واسعاً...
- قدمت للكتاب بكلمة الكاتبة السورية لبابة أبو صالح ومما جاء فيها: "... إن أمل القضيبي، كاتبة واعدة تحاوِلُ أن ترتقَ الثقوبَ التي تستيقِظُ كل يومٍ لتجدها في عالمها، وتدرِكُ قيمةَ الكلمة والكتاب المطبوعِ، تدركُ أنه الأبقى وأنه الحافز للاستمرار في التعبير للتغيير والتأثير.. ولهذا تماماً تحاولُ الكاتبة أن تضع قدمها على أول درجةٍ للصعود نحو الآخرِ.. لتزيد من احتمالياتِ نجاحها في ترك بصمتها الخلاقة والمفيدة في آن.. ومن هنا تحديداً يجيء هذا الكتابُ الأولُ لأمل القضيبي، والذي تتراوح نصوصُهُ بين الخواطر والمقالاتِ الأدبية والقصص القصيرةِ، ليحمِل هموماً مختلفةً تحُثُّ الكاتبةُ من خلالها على معاني الحق والخير والجمالِ".
- أما المؤلفة فقد قدمت لعملها بـ "مقدمة" تقول فيها: "جِئتُ كغيمة تهطل حُباً، تقرأُ كُتُباً، تكتُبُ سِحراً، تنشُرُ عِطراً. جئتُ إليك يا قارئ كلماتي بكتاب تفوح من بين أوراقه رائحة المطر، وشقاوة الطفولة، وحنين الذكريات. لا يمكن أن يكون هذا السِفرُ بِدَعاً، فقد سبقني غيري بنصوصهم الجميلة، وقصصهم التي كُنتُ أقرأها لهم بسعادة. جاء دوري لأقف على أول درجة، فأترك بصمة العشق الأول؛ بعضاً من نصوص أظنها خالدة .. ما دامت بين يديّ قارئ نهم، مُحب للأدب، عاشق للقراءة.
هُنَا بعضٌ مني وهُنَا أنثر كلماتي. ممتنة لكل من يقرأ حرفي، وله أبذُلُ تقديري وحُبي".   

عُمرٌ لا ينتهي
في هذا الكتاب يدعوك بلال العك إلى رحلة للتغيير، فأثر هذه الرحلة عمرٌ لاينتهي.. رحلة ستبدأ ولن تنته، رحلة لتولد من جديد وليولد كل ما حولك من جديد، لتتغير فتغيّر وليولد هذا العالم من جديد..
"عُمرٌ لا ينتهي" ليس رواية ولا قصة تتسلى بها بل هو رسالة للتغيير، يتمنى مؤلفه أن يكون لك حافزاً لتتغير، واعلم أن هذا الكتاب لن يغير فيك شيء ما لم تقرر أنت أن تتغير، وتذكر دوماً أن أول خطوة في تغيير العالم هي تغيُّرك أنت، فابدأ وتغيّرْ... هذه باختصار رسالة مؤلف هذا الكتاب لك.
- ما يميز هذا الكتاب أنّه يأتي بسياق عام يعيش فيه الإنسان، ووجوده جزء من هذا العالم؛ الذي قد يشكل لحظة راهنة أو ماضية عاشها، ولهذا يعرض المؤلف أفكاره في إطار تجربة معيشة يحياها إنسان عصرنا. يقول المؤلف: "نعيش في عالم أشبه بدوّامة أو متاهة لا تنتهي؛ فرق، أحزاب، جماعات، أفكار، مخططات، حروب، نقاشات، أديان. والكثير من المفارقات. وبين كل هذا وذاك هناك أنت، تريد أن تأخذ مكانك بينهم...". ومن هنا يمكن القول أن هذا النوع من الكتابة يحتذب موقعاً للقارئ في النص المكتوب؛ فتوليد الأفكار الممكنة، واللغة الخاصة الموجهة والتي تستدعي قيم اجتماعية إيجابية، تفترض فيما تفترضه، قارئاً لا يقف عند حدود التلقي، بل تجعلهُ يتجاوز ذلك إلى المشاركة في إعادة خلق وإبداع أعماله وحياته من جديد، وذلك من خلال إعادة إكتشاف ذاته على النحو الذي يدعو إليه المؤلف. "أحياناً، بل كثيراً، ما يحتاج المرء البحث عن ذاته في هذه الدوّامة التي نعيش بها، وكل إنسان يحتاج إلى أن يبحث عن ذاته ويحدِّد موقعه من الإعراب في عالمه، ليجد أهدافه ومواهبه وإمكانيّاته وليجد ذاته وليجيب عن جميع الأسئلة التي تخطر بباله. البحث عن الذات يأتي كلما شعرنا بالضياع وكلمّا تشتَّتنا في حياتنا المليئة بالمشتتات...".
يتألف الكتاب من سبعة أبواب، أعطى المؤلف لكل بابٍ من هذه الأبواب قيمة ومعنى يُمكن لها أن تُشكل معرفة مشتركة، وتجسيداً للعلاقة بين الذات الفردية والشروط الحقيقية أو الواقعية للوجود قابلة للقراءة والتفكيك والنقاش. وجاءت تحت العناوين الآتية: الباب الأول: الإنسان كفرد.. فالمجتمع ككل، الباب الثاني: أنت وذاتك، الباب الثالث: جذور التغيير، الباب الرابع: خلل بين الإنسان والأرض، الباب الخامس: يأتي ويرحل، الباب السادس: من زاوية أخرى، الباب السابع: إلى أن..    

قصة حب إله
في روايتها هذه، تحاول الكاتبة هيا الحامد طرح سؤال الدين من داخل النص الروائي، من دون تقويض الخطاب الديني الواضع للحدود والمتاريس بين الدين والأسئلة المنبثقة عنه، وهذا ما يتحقق بشكل جلي في "قصة حب إله" واعتبارها نموذجاً لرواية الأسئلة، بما تتوفر عليه من إمكانات أسلوبية وتفسيرية بلاغية ثرة وخصيبة، في مقاربة النص الديني وتحديد ماهيته، أي في طبيعته التجريدية بما هو قيمة شعورية و(عقائدية) لا تستقيم إلّا بين طرفين (إنسان/إله) تنتهي بالإيمان والخضوع، وهو ما تشير إليه المساحة التي يشغلها الدين وتعبيراته في حياة العالم المرجعي في هذه الرواية ووعي الكاتبة المتقدم والمواكب لأسئلة الكتابة الروائية الجديدة.
- في الوقائع، تحكي الرواية قصة فتاة تدعى مادلينا بولوس ولدت من أب إسباني مسيحي وأم تركية مسلمة، فقدت أمها في عمر الخمس سنوات، وبقيت تتنقل مع والدها بين برشلونة وقرطبة وفالنسيا إلى أن استقرت في مدريد، لأن والدها كان رساماً متجولاً.
كان لمادلينا الحرية في اعتناق الإسلام، حتى أنها كرّست له كل حياتها، دفنت جمالها عن أعين الرجال واختارت العيش كزاهدة. عملت في مركز للدعوة الإسلامية كمتطوعة في أحد الجوامع منذ كانت في السادسة عشرة، فهي اكتفت بتعليمها المدرسي فقط، ولم تلتحق بالجامعة، وعكفت على دراسة اللغة العربية وعلوم الشريعة من خلال عملها وحفظت القرآن كاملاً، أحبت دينها وأصبح هاجسها الدعوة إلى الإسلام.
وكان لمادلينا كشك صغير تبيع به كتبها الإرشادية، حتى جاء ذلك اليوم الذي وقف أمام كشكها رجل كبير في السن، بدا فاحش الثراء من خلال ملابسه وعصاه الذهبية، يسألها عن كتاب الإسلام "القرآن الكريم"، وعن الإسلام؟ عند هذه النقطة تأخذ حياة مادلينا مساراً آخر إذ يتبين أن هذا الرجل هو اسباني مسيحي من عائلة دي فييرا النبيلة الإرستقراطية وله لقب كونت الذي حافظت عليه عائلته سبعة أجيال متتالية. وقد جاء يسأل مادلينا عن ذلك الحلم الذي رأى فيه أناس يرتدون ملابس بيضاء، حتى أقبل إليه أحدهم، يخبره قائلاً: "نحن ننتظرك فأقبل إلينا" وبعد ذلك اختفى!
تتوالى الأحداث في الرواية لينكشف السرد عن جملة من التحديات التي ستواجهها هذه الفتاة الشابة مع عائلة نبيلة لقبتها بالإرهابية المسلمة، والسبب أن الكونت دي فييرا ترك بعد وفاته لعائلته وصية مفادها بأن لا يرث أحد من عائلته قبل أن يتزوجها ابنه!!
وبعد، "قصة إله" دعوة إلى الإيمان في قالب روائي، وبحث في ماهية الله، تجيب من خلالها "هيا الحامد" عن أسئلة الدين والحياة، وتشرح مضمون الدعوة الإسلامية من خلال آيات بينات في القرآن الكريم. سيجد القارئ في الرواية أجوبة عن كثير من المسائل التي لم يجد لها جواباً في كتب أخرى، فاستحقت القراءة.    

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

730 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع