بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:على خلاف الواقع، تعتبر المستشفيات في العراق موطئ مرض وموت لا مكان شفاء وعلاج؛ إذ يشهد القطاع الصحي في البلاد واقعاً مزرياً، بحسب تأكيدات صار يعلن عنها مسؤولون في الدولة؛ والسبب يعود للفساد المستشري والإهمال الصحي داخل المؤسسات الصحية.
فقد أقر مجلس محافظة بغداد بالتردي الكبير في الخدمات الطبية في العاصمة بغداد، مبيناً أن المستشفيات والمراكز الصحية بالعاصمة العراقية تعاني من نقص في العلاجات والمواد الطبية، خاصة أدوية الأمراض المزمنة.
وأكد رئيس المجلس، رياض العضاض، في تصريح للصحافة المحلية، السبت 29 أكتوبر/تشرين الأول، وجود "تردٍ كبير في الخدمات الطبية" كما أكد وجود آثار سلبية تلحق بالمواطن.
وكشف العضاض عودة أمراض إلى الظهور من جديد في بغداد منها شلل الأطفال، موضحاً أن ذلك "بسبب ضعف العناية الصحية".
وبالرغم من أن القطاع الصحي في العراق والعالم كله يعد من القطاعات الإنسانية، إلا أنه "في العراق فقد إنسانيته بسبب إهمال الجهات المعنية؛ ما جعله يشكل عبئاً كبيراً على المواطن العراقي"، بحسب الطبيب عدنان الكرخي الذي تحدث لمراسل "الخليج أونلاين".
وقال: إن "أغلب المستشفيات استُغلت حزبياً وأصبحت تدار من قبل مافيات سياسية وحزبية؛ ما أوصلها لهذه الحال من نقص في المستلزمات الطبية الرئيسية، وإهمال واضح في الخدمات وقلة الكفاءات الطبية".
وحذر الكرخي من "وقوع كارثة إنسانية"؛ وذلك لـ"توقف العمليات الجراحية في مستشفيات عدد من المحافظات بسبب شح مواد التخدير".
من جانبه قال مصدر طبي، طلب عدم الكشف عن هويته، في حديث لـ"الخليج أونلاين": إن "نقص الأدوية ومواد التخدير في المستشفيات الحكومية سببه تخصيص هذه الأدوية لعلاج جرحى القوات الأمنية ومليشيا الحشد الشعبي"، لافتاً النظر إلى أن "أغلب المستشفيات تخضع لسيطرة المليشيات، وأحياناً تمنع المدنيين من دخول المستشفى".
وأضاف: إن "أعداد الموتى ترتفع بسبب العنف والأمراض المزمنة"، مشيراً إلى أنه "كان بالإمكان إنقاذهم بإجراءات بسيطة؛ لكن نقص المستلزمات والكفاءات الطبية حال دون ذلك".
بدورهم شبه عدد من المواطنين مستشفيات بغداد بـ"طريق الموت الأسرع"؛ إذ يشيرون إلى "إهمال متعمد" تنتهجه إدارة المستشفيات بحق المرضى، متهمين الحكومة بالوقوف وراء ما يجري، وفق تأكيدهم.
وقال المواطن بلال جاسم: إن "والدته توفيت من جراء مرض مزمن في الجهاز التنفسي، ولم تحصل على العلاج منذ أكثر من شهرين بسبب النقص الحاد في الأدوية داخل المستشفيات الحكومية والمراكز الصحية"، واصفاً المستشفيات بأنها "الطريق الأسرع إلى المقابر".
أما فرقد محمد فلم يخطر في باله يوماً أن يفقد ولده نتيجة لألم بسيط في بطنه، موضحاً أن ولده "كان يعاني من ألم في بطنه، وبعد إجراء الفحوصات الطبية تبين أنه مصاب بالتهاب الزائدة الدودية، ويجب إجراء عملية جراحية لإزالتها".
وأضاف: "الأطباء داخل المستشفى أبلغوني بأن مادة التخدير غير متوفرة في المستشفى، وأكدوا لي ضرورة نقله إلى مستشفى آخر أو إحضار مادة التخدير على حسابي الخاص من المذاخر الأهلية"، مشيراً إلى أن "قدر الله كان أسرع من حصولي على مادة التخدير، فتوفي ولدي، وذهب ضحية نتيجة الإهمال الحكومي".
680 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع