الحسد .. عند العراقيين السومريين سكان وادي الرافدين

                 



إعداد: هيام الخياط:الخوف من الحسد من الموروثات البابلية و قبلها السومرية، و قد تأثر بها سكان وادي الرافدين بصورة عميقة.. ففي الريف العراقي من النادر جداً ان تجد بيت يخلو من اية قرانية او قطعة حجرية زرقاء تختص بمنع الحسد...

تعمق هذا الموضوع في حياة الريف اكثر من حياة المدينة، و اكثر تجلي لهذا الشيء يكون في تأثيره على لهجة سكان الريف..

موضوع تصغير الاشياء في اللغة معروف، لكن في ريفنا اصبح ذلك من المسلمات حيث من النادر ان تجد شخصاً في ريف الجنوب على الاقل لا يقوم بتصغير ما يمتلكه من بيت او سيارة او حيوانات او حتى عائلته، و كل ذلك خوفاً من الحسد.. فمثلا لو جلست في بيت احدهم وسألته عن حاله، سيقول لك (زوين) وهو تصغير لكلمة زين. و لو سألته عن ما يمتلكه من هوش (بقر) فسيقول (عندي هويشة وحيدة).. و على هذا يكون البيت (أبّيت)، و العائلة (عويّل) و السيارة (سويويرة) و الحنطة (حنَيطة) و الدكّان (دكيكين).... الخ

الموروث البابلي يقول ان ما تطلقه عين الحاسد من اشعاع، تحتاج الى ان تتشتت الى سبعة اجزاء على الاقل حتى ينتهي تأثيرها، لذلك صنعوا (ام سبعة عيون) و جعلوا اللون ازرق حتى يجذب العين اكثر باتجاهها..

ابن الريف حين يستخدم صيغ التصغير في حياته لا يقصد ان يجحد نعمة الله و يستصغرها، إنما هو شاكرٌ لها في نفسه حين تتعمق معه، لكن خوفه من الحسد يغلب على طبعه بدون ان يشعر......

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

402 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع