مهرجان زهور بغداد يدافع أدخنة الإرهاب وضجيج الخلافات السياسية

 

بغداد – محمد البغدادي – الخليج أونلاين:يقف المتجول في مهرجان الزهور الذي تحتضنه العاصمة العراقية مذهولاً وهو يرى التناقض الكبير بين هذا المكان وما يدور خارج محيطه؛ حيث يتنقل الزائر من لوحة فنية منسقة بالزهور والنباتات إلى أخرى، وقد فُرشت على مساحات واسعة من الأرض.

ذلك ما يحدث في متنزه الزوراء وسط بغداد، الذي يشهد إقامة مهرجان الزهور السنوي، الذي ينتظره أهالي بغداد بشغف كبير، في حين يتناقض المهرجان مع ما تعيشه العاصمة العراقية من تدهور أمني ومشاكل سياسية واقتصادية، وأعمال "إرهابية" تقع باستمرار.

وكانت أمانة بغداد افتتحت، الاثنين (2016/4/18)، مهرجان بغداد للزهور بنسخته الثامنة، بمشاركة عدد من الدول العربية والأجنبية، فضلاً عن مشاركة بلديات بغداد والمحافظات الأخرى وعشرات الشركات الزراعية، وتضمّن المهرجان أيضاً معارض تشكيلية وأعمالاً يدوية من التراث البغدادي، وحفلات موسقية لفرق شعبية.

أمينة بغداد، ذكرى علوش، وفي بيان تلقى "الخليج أونلاين" نسخه منه، أشارت إلى أن "المهرجان يحمل رسالة إنسانية واضحة المعالم، تقدمها بغداد تعبيراً عن حبها للسلام والوئام والتسامح ونبذ الطائفية والعنصرية، وترسيخ الوحدة الوطنية بين مكونات الشعب العراقي".

وفي الصدد قال مدير قسم الإعلام والعلاقات العامة في أمانة بغداد، حكيم عبد الزهرة، لـ"الخليج أونلاين" إنه تم إطلاق اسم "مهرجان نصر وزهور" على المهرجان في نسخته الثامنة، لافتاً إلى أن المهرجان أقيم دون أي تخصيص مالي من الحكومة المركزية؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها البلد.

  

وأضاف: أن "أمانة بغداد وفق إمكانياتها البسيطة، وفي ظل الظروف العصيبة التي تعصف بالبلاد، تحاول رسم البسمة وخلق أجواء مريحة للعوائل البغدادية، تساعدهم على نسيان ما يمرون به من الحروب والأزمات السياسية".

اللوحات النباتية التي جسدت صوراً ومشاهد مختلفة تعبر عن عشق العراقيين للحياة، وهو ما أكده الحضور الكبير للعوائل العراقية التي جاءت للتنزه والتمتع بالأجواء الخلابة التي يوفرها المهرجان، ضمت أكثر من مليون زهرة من مختلف الأصناف والمناشئ، زرعت في حدائق المهرجان، هذا بالإضافة إلى أنواع مختلفة من النباتات ومواد الزينة، شاركت فيها الجهات الفنية والهندسية التابعة لبلديات بغداد والمحافظات.

وشمل المهرجان نشاطات أخرى مختلفة، ثقافية وتراثية وفنية، بالإضافة إلى معارض للشركات الزراعية، تتيح الفرصة للشركات والمزارعين لاكتشاف الجديد في عالم المكننة الحديثة، ومستجدات تخص زراعة الزهور والنباتات الظلية وغيرها.

أسبوع كامل هو الأجمل عند سكان بغداد، الذين يجدون في المهرجان فرصة للترويح عن النفس، وقضاء ساعات من المتعة في عالم بعيد، افتراضياً، عن الواقع الحقيقي المعيش، فبمجرد الخروج من المهرجان الذي يحيط بجماله من يزوره، إلى خارج أسوار المتنزه، يجد الشخص نفسه، وسط عالم مختلف، هو الواقع الحقيقي الذي يعيشه العراق، حيث القوات الأمنية المنتشرة في كل مكان، والازدحامات المرورية الخانقة، والخوف من وقوع عملية "إرهابية".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

564 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع