الاخوة والأخوات كتاب وقراء مجلة الگاردينيا المحترمين
تحية وتقدير
أن رئاسة تحرير مجلة الگاردينيا كان لزاما عليها أن تفي بوعدها الذي نوهنا عنه سابقا بنشر حلقات متعدده عن كتاب حكاية ذاكرة صوريه للدكتور حسين الأعظمي ،والذي كان لذاكرة الزمان والمكان دورا مهما في إعداد الكتاب ،وقد أستعان ليس بالتدوين المسبق إنما معتمدا على الصور التي أحتفظ بها منذ سنين ،وساعدته عائلته على أعادة الذكريات ،رغم قطار الزمن الذي غادر ولايعود ،لكن الذاكره مخزونة في ذهن المؤلف زميلكم الدكتور والفنان قارئ المقام العراقي الأصيل الدكتور حسين الأعظمي ،واليوم بأسمكم جميعا نقدم الحلقة (العاشرة - الفصل الثاني / الباب الثاني) ،وفقنا الله وإياكم لما فيه خيرا ....
جلال چرمگا
رئيس التحرير
حكاية هذه الصورة
الاعظمي ومنير بشير
حكايتي مع الفنان الكبير الموسيقار الراحل منير بشير ، حكاية طويلة وكثيفة الاحداث ، فقد عشتُ وعملتُ معه زمناً ناهز الخمسة وعشرين عاماً ، ربع قرن من التجربة والعمل الدؤوب والسفر المتواصل والمشاركات الفنية في أكبر المهرجانات الفنية العالمية وعلى أفخم المسارح العالمية .. تجربة كبيرة إكتسبتها من هذا الرجل الذي أمسى فناناً أقرب الى الاسطورة ..! هو الذي إكتشفني وهو الذي فتح العالم أمامي وهو الذي غيــَّر مجرى حياتي كلها ..
عندما عاد الموسيقار الراحل منير بشير الى أرض الوطن عام 1972 من غربة طويلة إبتعد فيها عن الوطن .. كنتُ حينها لم أزل رياضياً مصارعاً حاصلاً على بطولات محلية عديدة ، فاستمع الى صوتي في إحدى المناسبات ، وإذا به يضع كل إهتمامه بي ، وكأنه عثر على كنزه المفقود ، فأخرجني من الرياضة الى الفن بجهود جبارة فاقت كل التوقعات ..! لأنني كنتُ حينها في خدمة الاحتياط العسكرية .. ومن هنا بدأتْ رحلتي مع هذا الرجل الفنان الاعجوبة ، التي إستمرت حتى وفاته عام 1997 ..
إن الحديث عن تجربة ربع قرن في مثل هذا الحيـِّز الضيق من الكتابة مستحيلاً بكل تأكيد ..! ولكن يمكنني الاشارة الى أن علاقتي بهذا الرجل كانت على أحسن ما يرام ، فقد عاملني بكل أبوية طيلة السنين الطوال ، وأخلصتُ له كل الاخلاص ، تمسَّك بي كل التمسك ، حيث لم يوافق على إنفكاكي الى أي دائرة فنية أخرى كانت ترغب بانضمامي إليها رغم الكتب الرسمية الكثيرة ، وتمسكتُ به من جانبي أيضاً ، معتذراً لكل المؤسسات الفنية التي كانت ترغب بانضمامي إليها .. وهكذا عشتُ مع هذا الفنان الكبير متجولاً في بقاع العالم بين مهرجاناتها ومسارحها الفخمة الشهيرة ، مستفيدا من تجربته العالمية ونصائحه الحكيمة وتعليماته وتربيته الفنية الراقية ..
ولعل الصورة الاولى تظهر وتعكس جانباً من العلاقة الحميمة التي كانت تسود بيننا وحرية السلوك الذي كنت أتمتع به في علاقتي معه ، بقي أستاذاً كبيراً أمامي ، وبقيتُ تلميذاً شاكراً له رعايته الفنية ، وقد تم إلتقاط هذه الصورة عام 1987 في إدارة مسرح الرشيد ببغداد ..
أما الصورة الثانية التي يظهر فيها عازفاً ومحتضناً عوده الأثير ، فقد أهداها لي بتوقيعه عندما قمتُ بزيارته وبصحبتي عازف الايقاع الشهير سامي عبد الاحد في بيته بعمــَّان في الخامس من تموز July 1997 وكنت حينها في طريقي الى المملكة المغربية والمشاركة في مهرجان الرباط الدولي في دورته الثالثة ومن ثم الى مهرجان بيت الدين بلبنان أواخر آب August ، وكانت هذه الزيارة قبل الاخيرة له ، حيث زرته للمرة الاخيرة عند عودتي من مهرجان بيت الدين في آخر اسبوع من حياته ، وكانت آخر مرة أشاهده فيها ، فقد سافرتُ الى بغداد وسافر هو الى هنكاريا في نفس الاسبوع الاخير من شهر ايلول September ، وفوجئنا بنبأ وفاته المؤسفة يوم 27/9/1997 في بودابست قبيل سفره الى المكسيك ..
رحم الله فناننا الكبير وأسكنه فسيح جناته ، إنه سميع مجيب ..
وللحلقات صلة
حسين الاعظمي
عمــَّان / 7/1/2008
هدية الحلقة
للراغبين الأطلاع على الحلقة السابقة:
http://algardenia.com/2014-04-04-19-52-20/qosqsah/23149-2016-04-16-06-33-59.html
782 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع