العالم الجديد في السنة الجديده ٢٠١٦

     

  العالم الجديد في السنة الجديده 2016

منذ نشأة الإنسان و هو يبني توقعات و تخيلات حول نهاية العالم المحتملة أو كما يسمى: “يوم الحساب” أو “يوم القيامة” أو “يوم الدينونة” , و بداية من الألفية الثانية كانت هناك أولى التوقعات عن نهاية العالم في سنة 2017 م، وتوقع المبرمجون انهيار الاقتصاد العالمي بسبب أن اجهزة الحاسوب القديمة كانت مبرمجة على استيعاب خانتين في حقل السنة المالية, لكن تم التعامل مع هذه المشكلة وحلها، واهتز الاقتصاد العالمي في ايلول 2017م لأسباب أخرى.

ثم صدرت توقعات عن نهاية العالم في سنة 2017 لأنه كما يعتقد البعض ان فيه رقم الشيطان و هو تاريخ 06/06/2017 م .. و الآن يتوقعون نهاية العالم في سنة 2016 م! و التوقعات الأخيرة لنهاية العالم في سنة 2016 م حققت ضجة إعلامية أكثر من سابقاتها، وهناك كثير من الناس يؤمنون الآن بنهاية العالم سنة 2016 م،ويأخذون احتياطاتهم استعدادا لتلك السنة!!.

لماذا يعتقد بعض الناس أن نهاية العالم في سنة 2016 ؟

بدأت الحكاية من اكتشاف رزنامة قديمة صنعها شعب المايا حوالي القرن السادس قبل الميلاد , وهذه الرزنامة تنتهي بتاريخ محدد، و بعد تحويل هذا التاريخ إلى تاريخ العد الميلادي فأنه يوافق تاريخ 21 / 12 /2016 م , و تم نشر مواضيع عدة تتحدث عن نفس الموضوع، و تصدقه ونشرت على شبكة الانترنت وفي بعض المجلات و الصحف, مما دفع الناس إلى تبهير الموضوع و تفخيمه , فقاموا بربط الفراعنة بالموضوع، و قالوا ان الفراعنة ايضا توقعوا تحولات في كوكب الأرض ستحدث بسنة 2016 م , استحضروا الفراعنة إلى ساحة التنبؤات لأنهم محور الحضارات القديمة و ان لم يتحدثوا عن الموضوع فلن يكون له طعمة , و من ثم جالوا العالم من مشرقه إلى مغربه بحثاً عن مواضيع تاريخية ذات صلة ”بنهاية العالم”, وبناءً على ذلك تم صنع عدة مواقع على الانترنت مخصصة للتحدث عن نهاية العالم سنة 2016 م و حققت تلك المواقع نجاحا ً كبيرا حتى الآن .. , حتى أن هناك بعض البرامج الوثائقية تحدثت عن نفس الموضوع ، لكن كل هذه البرامج التي شاهدتها تعتمد على الخرافة أكثر من الدليل العلمي , و أخيرا تمت الاستعانة بوكالة ناسا, فقالوا أن هناك غير الكواكب الإحدى عشر المعروفة كوكب يدعى كوكب “نايبرو”، وهو كوكب كبير جدا، يضاهي حجمه حجم الشمس، و مداره واسع جدا ً حول الشمس، و يستغرق 4100 سنة ليتم دورة واحدة حول الشمس و هو الآن يقترب من كوكب الأرض , و نظرا لحجم الكوكب الهائل فإن مغناطيسيته ستكون عالية، و ستعمل على تغيير قطبي الأرض: أي سيصبح قطب الأرض الشمالي جنوبي و الجنوبي شمالي.. وسيتبع ذلك فيضانات و زلازل و غيرها من المشاكل التي تنجم بسبب تغير الأقطاب. وقالوا ان الديناصورت انقرضت قبل 4100 سنة بسبب هذا النقلاب القطبي، وربطوا تاريخ وصول هذا الكوكب بتاريخ 21/12/2016 لتكتمل القصة.
ماذا سيحصل حقا ً في عام 2016 م هو ارتباك في حقل الاتصالات , بسبب ما يحدث للشمس عندما تقلب أقطابها كل إحدى عشر سنة مرة بسبب زيادة الكثافة المغناطيسية على أقطاب الشمس. وهذه ظاهرة تم رصدها منذ زمان بعيد، إذ تقلب الشمس قطبيها مطلقةًً عدد هائل من الإشعاعات في الفضاء التي تؤثر في و سائل الاتصال اللاسلكية على الأرض , أي ستؤثر على الاتصال بالستلايتات و محطات التلفاز و شبكات الانترنت و الهاتف و أي شيء آخر يحتاج الى الموجات اللاسلكية في جميع أنحاء العالم مما يؤثر على الاقتصاد العالمي بشكل مباشر, لكن هذه الإشعاعات لا تهدد الحياة على الأرض . و علماء الاتصالات يعملون – كما عملوا سنة ألفين لحل مشكلة الكمبيوتر- يعملون الآن لتلافي المشاكل التي ستسببها هذه الإشعاعات على الأرض للتخفيف من أضرارها .
لماذا لم نتضرر من هذه العاصفة في المرات السابقة؟ السبب هو أن تكنولوجيا الموجات اللاسلكية والحزم الضوئية تطورت وانتشرت بشكل واسع في الأحد عشر سنة الأخيرة، فلم نكن نملك هذا العدد الهائل من الستلايتات والأجهزة الخلوية وخدمات الانترنت اللاسلكية وغيرها، لذا لم نعر للعاصفة الشمسية اهتماما ً و لم تؤثر بشكل كبير علينا .
و الآن جراء انتشار وسائل الإعلام المتطورة أصبح هناك العديد من الناس الذين يؤمنون بنهاية العالم سنة 2016 م. بل أن منهم من بدأ يأخذ احتياطاته لمواجهة ما سيحصل في سنة 2016 م، و شراء بعض المنتجات الوهمية التي تباع عبر شبكة النت ليحمي نفسه من ذلك اليوم . و بعد بحث  الموضوع وجدنا أن معظم الناس الذين يصدقون هذا الموضوع هم من الولايات المتحدة الأمريكية و من كندا , و مع ذلك وجدناعددا لا بأس به من العرب في المنتديات العربية يصدقون و يناقشون في الموضوع , و يصدف أن يوم 21 / 12 /2016 يكون يوم جمعة و كما نعتقد نحن المسلمين فإن يوم الحساب سوف يأتي يوم جمعة.
ومن المتابعه لهذا لموضوع، نجد :
1- موضوع “القيامة” شغل العقل البشري منذ فجر التاريخ وتحدثت عنه الأساطير القديمة والديانات السماوية، مما حدا بالكثير من العرافين والمنجمين للتنبؤ بتحديده في يوم كذا سنة كذا.. طبعا دليل فشلهم أننا مازلنا على هذه الأرض، فالساعة من أمر ربي.. لا يعلم ميقاتها البشر.
2- رزنامة شعب المايا لا تشير الى تاريخ محدد بل تشير إلى عدة قرون بعد سنة صنع الرزنامة و بجمع هذه السنين الى سنة الصنع، و تحويلها إلى التاريخ الميلادي يكون التاريخ 21/12/2016 م , لكن كل هذا لا يشير إلى نهاية العالم، بل يشير الى تاريخ انتهاء الرزنامة فقط لا أكثر ولا أقل
3- أما عن الفراعنة فلم أجد لهم صلة بالحديث عن تاريخ 2016 م اصلا ً .
4- كوكب “نايبرو” تتحدث بعض مواقع النت عن اقترابه من كوكب الأرض و أنه سيكون سبب دمار الحياة على الأرض, لذا أرسلت سؤالاً إلى موقع ناسا، و يبدو أنه تم السؤال عن هذا الكوكب كثيرا، فكان الجواب ” أرجو أن تكون هذه المرة الأخيرة التي تسأل فيها عن خرافة الكوكب نايبرو .. هذا الكوكب ليس له وجود أصلا ً و الخرافات عن نهاية العالم سنة 2016 هي الدافع الذي خلق خرافة كوكب نايبرو، لذا لا داعي لأن نؤمن بهذه الخرافات و نصدقها و نتخوف من المستقبل ” .
كل دافع فكرة الحديث عن نهاية العالم سنة 2016 م هو تفسير نقوشات قديمة تشير بشكل غير مباشر الى ذلك التاريخ , و بسبب تطور وسائل الاعلام و الطرق المقنعة في عرض التوقعات التي تشير الى نهاية العالم اقتنع بها الكثير الناس , و ما دام هناك ضعفاء عقول يؤمنون بتلك التوقعات كان هناك رأس ماليين يستغلون ضعفاء العقول لبيع كتبهم و منتجاتهم التي تتحدث عن نهاية العالم و كيفية الحماية من ذلك اليوم .
لا يمكننا توقع ما سيحدث سنة 2016 و ان كانت نهاية العالم أو لم تكن الشيء الوحيد الأكيد هو اننا سنشهد نهاية كأس العالم 2016 م و نهاية كأس امم اوروبا 2016 م , و ما سيحصل لك سيحصل لسبعة مليار آخرين على سطح الأرض.. لا يوجد ما نخسره .
الرابط ادناه يشير الى تغييرات في سيطرة المسلمين في الكثير من الدول الاوربيه والغربيه نتيجة هجرة اعداد كبيره من المسلمين ... وجدنا من المناسب ان يطلع قراء الگاردينيا على مااحتوى من احصائيات تقديريه ولكي يمكن القارئ المقارنه مع مامتوفر في الرابط من معلومات ومع ماورد اعلاه ،نأمل أن تستمتعوا بذلك لقرب عام ٢٠١٦ ومن الله التوفيق
رئاسة تحرير مجلة الگاردينيا

 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

659 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع