الأُسر القوية تهيمن على عالم السياسة والمال‏

   

         عائلات حكمت الولايات المتحدة الأميركية

قد تنحصر المنافسة في الانتخابات الأميركية بين هيلاري كلينتون وجيب بوش، وهما ينتميان إلى أسرتين تولى بعض أفرادهما في السابق منصب الرئيس الأميركي، وهذا الأمر إن حدث يعني استكمالا لسيطرة العائلات على المال والسياسة ليس في الولايات المتحدة فحسب بل في شتى دول العالم.

ايلاف/إعداد عبد الاله مجيد: تشير الاحتمالات الاحصائية إلى أن الانتخابات الرئاسية الاميركية يمكن أن تصبح صراعا بين عائلتين، فهناك شخصان من عائلتي كلينتون وبوش ضمن المرشحين في سبعة انتخابات من بين الانتخابات التسعة الأخيرة التي أجريت في الولايات المتحدة.

وإذا انتهت الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري الى سباق ثنائي بين هيلاري كلينتون وجيب بوش فإن هذا قد يغضب البعض لكنه سيكون منسجما مع قوانين الاحصاء.
 
عائلات تحكم دولا
لكن الأمر ليس متعلقا في الولايات المتحدة فقط، فقادة دول اليابان وكوريا الجنوبية والفيليبين وبنغلاديش تربطهم صلة قرابة بزعماء سابقين في هذه البلدان، كما أن أُسرًا حاكمة تقود جمهوريات آسيا الوسطى كلها، بحسب مجلة الأيكونومست البريطانية.
 
وما زال آل غاندي في الهند وآل بوتو في باكستان يشكلون قوى يمكن ان تعود الى الحكم في أي انتخابات مقبلة، وآل كينياتا يحكمون اليوم في كينيا، وفي بيرو يتصدر استطلاعات الرأي مرشح للرئاسة اسمه فوجيموري قريب رئيس سابق للبلاد، ومن المحتمل أن يحكم كندا ومن  شخص آخر من عائلة ترودو التي ينتمي إليها رئيس الوزراء الكندي السابق بيير ترودو، ويورث مسؤولون كبار في الحزب الشيوعي الصيني مناصبهم لأبنائهم.
 
احتكار السياسة
في أوروبا تشكل سطوة الأسر القوية احد الأسباب التي تجعل السياسة في القارة تبدو وكأنها حكر على فئة معينة، فمثلا  57 نائبا في البرلمان البريطاني المنحل تربطهم صلة قربى برؤساء وزراء سابقين أو حاليين.
 
 وأنجب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اربعة أطفال من صديقته السابقة سيغولين رويال المرشحة الرئاسية في انتخابات 2007. وتتصارع الآن ثلاثة أجيال من آل لوبن للسيطرة على الجبهة الوطنية اليمينية.  ورئيس وزراء بلجيكا هو ابن وزير خارجية سابق ومفوض في الاتحاد الأوروبي، وما يزال آل بوباندريو وآل كرامنليس يمتلكان نفوذا وسطوة في اليونان.
 
غالبية الشركات عائلية
وتشير مجلة الإيكونومست إلى أن الشركات العائلية تواصل ازدهارها، موضحة أن 90 %  شركات العالم تديرها أو تسيطر عليها عائلات ، ومنها عدد من كبريات الشركات في العالم مثل "نيوز كورب" التي تملكها عائلة مردوخ و"فولكس فاغن" التي يشهد مجلس ادارتها صراعا بين العائلتين المالكتين للشركة العملاقة.  
 
وتقول مجموعة بوسطن الاستشارية إن عائلات تملك أو تسيطر على 33 % من الشركات الاميركية و40%  من الشركات الفرنسية والالمانية بإيرادات تزيد على مليار دولار في السنة لكل عائلة.  وفي الأسواق الناشئة فإن سيطرة العائلات أكبر من نظيرتها في الدول المتقدمة.
 
تنامي دور المرأة
ويعكس صعود العائلات في هذه الأسواق الازدهار المتزايد في آسيا حيث تتمتع العائلة تقليديا بدور كبير. ويُسهم تنامي دور المرأة في تزايد سيطرة العائلات على شركات كبرى في الغرب ومناطق العالم الأخرى، فمثلا تتولى امرأة إدارة بنك "سانتاند" في اسبانيا وشركة "هانكوك بروسبيكتنغ" للصناعات الاستخراجية في أستراليا وشركة العليان المالية في السعودية.
 
لكن صعود الأسر في عالم السياسة والمال لا يلغي مبدأ الحكم على الفرد في ضوء مؤهلاته، وليس بناءً على نَسَبه واسم العائلة الذي ما زال يُحسب له حساب في الولايات المتحدة مثلا.
 
أبناء السياسيين أوفر حظا
وتقدر صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية ان احتمالات ان يصبح ابن حاكم الولاية حاكم ولاية تزيد 6000 مرة على المواطن الاميركي العادي وأن احتمالات ان يصبح ابن عضو مجلس الشيوخ نفسه عضوا في المجلس تزيد 8500 مرة على المواطن الاميركي. وبالتالي فان تركيز السلطة والثروة بأيدي نخبة صغيرة يثير اسئلة تتعلق بشرعية وصول هؤلاء إلى مناصب سياسية.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1054 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع