الجمعيات والنوادي النسوية في العهد الجمهوري

  

         عراقيات على أحدى جسور بغداد

 

الجمعيات والنوادي النسوية في العهد الجمهوري

بقلم:افراح شبل عبد الحسن

هناك العديد من الجمعيات نسائية ظهرت في العهد الملكي ، الا انها تركت بصماتها في العهد الجمهوري اللاحق فكان ظهور اول الجمعيات النسوية في العراق عام 1924 تحت اسم (نادي النهضة النسوي)ويعتبر ظهور هذا النادي في حينه خطوة مهمة في دفع الحركة النسوية الى الامام في أيام كانت المرأة فيها تصارع التخلف والجهل ..

     

ولكن هذا النادي لم يستمر طويلا لعدم وجود الدعم المادي له ، وفي عام 1933 ظهر الى الوجود الفرع النسوي لجمعية الهلال الاحمر ، وفي عام 1935 أسست جمعية بيوت الامة وجمعية مكافحة العلل الاجتماعية التي أُسست عام 1937 وهذا يشير الى دخول المرأة الى ميدان جديد حتى لوكان بأعداد قليلة لكنها لعبت في تلك الفترة دورا ًمهما لا يستهان به في تحفيز المرأة ورفع شأنها في هذا المضمار من خلال الاتصال ببقية الجمعيات في خارج العراق والتعرف على افكارها والانضمام إليها أو الاستفادة من خبرتها في تشكيل الجمعيات المشابهة لها في العراق.

               

ونتيجة لعوامل عدة أثرت على المرأة بعد ثورة 14 تموز 1958 كزيادة وعيها وادراك حقيقة دورها في المجتمع ، فنجد ان مساهمة المرأة بعد الثورة كانت اكثر قوة ووعيا حيث شهدت هذه المرحلة نهوضا جماهيرياً عاصفا .. كان ذلك بحكم تطور فرص تعليمها ودخولها في مجالات جديدة ،فأصبحت مساهمتها اكبر وخصوصا في صفوف الطالبات إضافة الى الافكار العديدة والجديدة التي انبثقت من مختلف الفئات الامر الذي ادى الى افراز المزيد من الاحزاب والحركات في هذه المرحلة والتي تعاملت مع قضية المرأة كجزء من القضية العامة .
وقد استمرت اغلب تلك الجمعيات بالعمل حتى بعد ثورة 14 تموز1958 اضافة الى نشوء جمعيات أخرى جديدة ، وخاصةً بعد صدور قانون الجمعيات رقم (1) عام 1960،ويعد هذا القانون اول تشريع يصدره النظام الجمهوري لتنظيم شؤون الجمعيات بعد الثورة وفق تصور جديد ينسجم وفكرة النظام  الجمهوري وتطبيقاً لأسس الحرية والديمقراطية التي نادت بها الثورة.
فقد جاء في هذا القانون في الأسباب الموجبة لإصدار القانون بأن (قانون الجمعيات  رقم (63) لسنة 1955 كان مبنيا على أساس منح السلطة التنفيذية وزارة الداخلية ومجلس الوزراء) سلطات مطلقة في إجازة الأحزاب ورقابتها وحلها فضلا عن حرمانه لفئات من المواطنين العراقيين من حقهم في الانتماء الى الاحزاب دون سبب مقنع الى غير ذلك من الأحكام المنافية لمبادئ التنظيم السياسي المتعارف عليها في البلاد الديمقراطية)).

            

              طوابع في ذكرى تأسيس الجيش العراقي/ 1960

وقد حدد يوم عيد  الجيش (6 كانون الثاني) للبدء بتشكيل الاحزاب والجمعيات  وقد يبنى هذا التشريع على اساس اقرار مبدأ حق التنظيم لكل جمعية لا تتعارض أغراضها مع استقلال البلاد ووحدتها الوطنية ونظامها الجمهوري ، كذلك نص على اشراك المواطنين في ممارسة حق تكوين الجمعيات ، وغيرها من الاحكام التي تساند الاحزاب والجمعيات على القيام بفعالياتها تتضمن حقوق اصدار الصحف والتعاون مع الاحزاب الاخرى.
ومع إعطاء الحق لكل المواطنين في الاشتراك في هذه الجمعيات وتكوينها بموجب هذا القانون لكنه أستثنى فئات معينة تقتضي مسؤولياتها الابتعاد عن الاشتراك في الجمعيات العامة ، ومنهم أفراد القوات المسلحة والقضاة والتلاميذ في المدارس وغيرهم من الفئات.
ويعد صدور مثل هذا القانون حماية لكافة الجمعيات في ممارسة نشاطاتها وأعمالها بحرية ، وهذا بدوره أدى إلى ظهور جمعيات جديدة اتخذت من النشاط الاجتماعي والأدبي طابعا لها.

     

ولا ينكر ان تصاعد وامتداد التيار اليساري في العراق اثر ثورة 14 تموز 1958 ، كان له الدور الكبير في تصعيد نشاط المرأة ودخولها المعترك الاجتماعي والسياسي بنشاط اوفر مما كانت عليه وقد تمثل في تلك الجمعيات حيث اخذ نشاطها يزداد بشكل واضح حتى اصبح في عام 1960 ، 193 جمعية رجالية ونسائية في بغداد فقط ومعاهد الإناث وكذلك الحال لزيادة الصحف والمجلات النسوية .
وقد استمرت بعض الجمعيات الاجتماعية والدينية التي أسست قبل ثورة 14 تموز في أداء أعمالها في جوانب الحياة المختلفة ، وكان لها تأثيرا واضحا في الحياة الاجتماعية بما قدمته من خدمات متنوعة للمجتمع وكانت هذه الجمعيات أما فروع للجمعيات التي شكلها الرجال في بغداد ، او جمعيات قائمة بذاتها
وللوقوف على نشاط هذه الجمعيات وبيان أغراضها يمكن تصنيفها بحسب توجهاتها إلى:
أ- جمعيات ذات طابع خيري واجتماعي
1- جمعية الهلال الأحمر ، الفرع النسوي

                        

أسس الفرع النسوي للهلال الأحمر سنة 1933، في بغداد برعاية الملكة خزيمة وبقى كذلك حتى عام 1945 عندما تقدمت نخبة من عضواته بطلب تشكيل فرع جديد يكون مستقلاً ماليا وإداريا مع محافظته على علاقته الوثيقة بجمعية الهلال الأحمر وتعاونه معها لتحقيق أهداف الهلال الإنسانية .
وكان له عدة نشاطات وخاصة في أوقات النكبات والحروب التي وقعت ، اما في أوقات السلم فيأخذ الفرع على عاتقه مهمة الأعمال الخيرية والخدمات الاجتماعية وتتكون الهيئة الإدارية من سبع عضوات يجدد انتمائهن كل سنة .
أما فعاليات الفرع فكانت تتم من خلال مساعدة المركز العام لجمعية الهلال الاحمر في النكبات في الايام الاعتيادية وكذلك العديد من الانجازات الاجتماعية والإنسانية من مساعدة الفقراء من طلبة المدارس والارشاد الصحي والعناية الصحية بسكان الاكواخ والفقراء وتدريب الفتيات على الاسعاف الاولي وكذلك ادارة مستوصف لرعاية الامهات والأطفال وتوصيل المياه النقية الى المحلات التي تفتقر لها ، وخياطة الملابس للفقراء وتوزيع الأقمشة.

           


ومن الجدير بالذكر ان الجمعية قد حظيت بدعم مالي من قبل الاسرة الحاكمة فقد كان الملك فيصل الثاني يرسل المبالغ النقدية لدعم مشاريع الجمعية الخيرية باستمرار وخاصة في الأعياد والمناسبات .
وبذلك ظل فرع الجمعية النسوي هو الوحيد الذي يمارس نشاطه من بداية تكوين الجمعيات في ثلاثينيات وحتى بعد ثورة 14 تموز 1958 ، حيث اجيزت مع باقي الجمعيات المجازة عند صدور قانون الجمعيات عام  1960   وقد سجل الفرع حضوراً في مؤتمرات عديدة منها اجتماع الصليب الاحمر البرتغالي في هولندا عام 1959)، وكان للجمعية فرع نسوي في البصرة أسس عام 1960.
 
2- جمعية مكافحة العلل الاجتماعية
أسستها السيدة سارة الجمالي سنة 1937 مع نخبة من السيدات العراقيات، وهي اول وهي أول جمعية نسوية تحصل على اجازة رسمية بتكوينها ،وكان اسمها عند تأسيسها ((جمعية مكافحة المسكرات)) وكان غرضها آنذاك مكافحة المسكرات وانقاذ مدمني الخمر.
وبمرور الوقت تبين لها أن الخمور ليست المشكلة الوحيدة التي يعاني منها المجتمع فقررت توسيع أعمالها وغاياتها فقدمت سنة 1945 طلبا الى وزارة الداخلية لتغيير اسم الجمعية من (مكافحة المسكرات) إلى (مكافحة العلل الاجتماعية) ، وقد وضعت في غايتها أهداف جديدة هي الفقر والجهل والمرض
ومن أعمالها في مجال الخدمة الاجتماعية تأليف لجان للإشراف على السجون والمدارس الاصلاحية والقيام بزيارة سجون النساء حيث عملت بمثابة الباحثة الاجتماعية كذلك قامت بتأسيس معهد رمزي للمتخلفين عقليا والصم البكم والكائنة في محلة السفينة بالاعظمية ومن الجدير بالذكر هنا ان سبب تسمية المعهد يرجع الى اسم أول طفل متخلف دخل المدرسة وهو رمزي مجيد سلومي ،كذلك قامت بإنشاء معملا للخياطة تشتغل فيه طالبات المعهد فن التطريز والحياكة والخياطة وقد طور المعهد وخاصة في العهد الجمهوري حيث فاتحت الجمعية وزارة العمل والشئون الاجتماعية حول أيجاد مجال تدريب خريجين المعهد على مهن تساعدهم على اكتساب العيش في الحياة العملية على ان تكون مدة الدراسة فيه 6 سنوات . وقد اجيزت الجمعية ضمن قانون الجمعيات رقم (1) لسنة 1960 ،وكانت الهيئة الادارية تضم المدرسات وربات البيوت والموظفات.
3-جمعية حماية الأطفال : -الفرع النسوي-
تأسس الفرع النسوي لجمعية حماية الاطفال في بغداد في 12 اذار عام 1945 بهدف انشاء جيل صحيح التربية من خلال العناية بالاطفال والحوامل ، وتآلفت الهيئة الادارية الفرع النسوي من :

    

                        صبيحة الشيخ داود

الرئيسة اسيا توفيق وهبي ،ونائبة الرئيسة عصمت السعيد ،والسكرتيرة صبيحة الشيخ داوود ،والعضوات سرية الخوجة وشفيقة الباجه جي ،وسعاد العمري ،وممدوحة الفارس ،وناهد الحيدري ، ومائدة الحيدريوكان هدف الجمعية حماية الأطفال من الأمراض ورعاية امهاتهم، كما قام الفرع بتوزيع المواد الغذائية والأدوية والفيتامينات ومن أعماله الأخرى المساهمة في توفير الملابس الأسر الفقيرة ،وتأسيس مراكز العناية بالأطفال الذين لا تستطيع أسرهم العناية بهم ومن منشآت الفرع مستوصف الشيخ عمر ،الذي شيد في منطقة الشيخ عمر عام 1947 .

                

                                                         الملكة عالية
كذلك ساهم الفرع بتأسيس ناد رياضي ثقافي وتوجيهي هو ناد الشباب الرياضي عام 1956 ،وقد حظي الفرع بدعم الملك فيصل الثاني ووالدته الملكة عالية والاميرات بديعة وجليلة وقد واصلت الجمعية عملها بعد ثورة 14 تموز عام 1958 ،حيث اجيزت بعد صدور قانون تأسيس الجمعيات رقم (1) لسنة 1960وقامت بفتح فروع جديدة لها في الموصل والبصرة لتقديم الخدمات الاجتماعية والانسانية لنساء المحافظتين عن طريق المستوصفات الصحية ودور الحضانة التي اشرفت عليها وزارة العمل والشئون الاجتماعية .
وفي عام 1958 زود الفرع ببعض الملاعب كالأراجيح والفرارات والعتلات للحديقة المجاورة الى مديرية رعاية الامومة والطفولة تفتح ابوابها في المناسبات والأعياد بصورة مجانية.
وبعد عام 1960 شرع الفرع بفتح مشروع انساني يضم الاطفال الاصحاء بعد عزلهم من امهاتهم المريضات المصابات بامراض معدية او غير قابلة للشفاء حتى سن معينة ينتقلوا بعدها الى دور الرعاية الخاصة بالشباب ، وذلك عن طريق دار الحضانة التي اطلق عليها (البيت الصحي) ، وقد انضم الى الهيئة الادارية للفرع عضوات جديدة غي العهد الجمهوري منهن ،حياة عبد القادر جميل أنتمت عام 1959 ،وضياء عصمت سامي ،التي انتمت عام 1961 ، ومن المؤتمرات التي شارك فيها الفرع في العهدين الملكي والجمهوري:

1-مؤتمر الدراسات الاجتماعية المنعقد في القاهرة في تشرين الثاني عام 1950 وقد مثلت الفرع فيه السيدة رئيفة علاوي .
2-مؤتمر المنظمة العالمية المنعقد في لاهاي – هولندا ، في ايلول عام 1956 قد مثلت الفرع فيه كلاً من السيدة عصمت السعيد والسيدة سمية الزهاوي .
3-مؤتمر الطفولة العالمي المنعقد في بروكسل –بلجيكا في تموز عام 1958 وقد مثلت فيه الفرع السيدة عاطفة الخضيري .
وقد كان للفرع نشاطات عدة في حقل الخدمة الاجتماعية فقد اعتاد على زيارة المستوصفات والمدارس والعوائل الفقيرة عند الشتاء وفي الأعياد لغرض توزيع الملابس والمواد الغذائية والأموال عليهم ،وكذلك اشترك الفرع في حملة معونة الشتاء مع وزارة العمل والشئون الاجتماعية عام 1958.

                         


 4-جمعية اخوات الفقير
تأسست هذه الجمعية في بغداد بتاريخ 12 اذار 1945 ،وهي جمعية خيرية نسائية ، وقد تأسست بناء على الطلب المرفوع من قبل السيدة فكتوريا يوسف غنيمة وعدد من السيدات الى وزارة الداخلية(وقد حملت اسم (جمعية أخوات الرفق بالفقير) ثم أبدل اسمها إلى (أخوات الفقير) ،وكانت غايتها إعانة الفقراء والترفيه عنهم وتقديم المساعدات المالية لهم دون الخوض بالمسائل والقضايا الدينية والسياسية واي امر يضر بالصالح العام.
وقد حددت الجمعية ،وحسب ما جاء في نظامها الأساسي في المادة الثانية منه اهدافها بمساعدة الطلاب الفقراء وتأسيس المدارس والمعاهد لهم وإنشاء المستشفيات ومعالجة المرضى والمحتاجين وتسفير الفقراء الى مسقط رأسهم ودفن الموتى المحتاجين وتقبل الجمعية في عضويتها كل فتاة بلغت العشرين من عمرها ممن تتصف بحسن الاخلاق والسمعة الطيبة بعد دفعها للاشتراك الشهري ،اما الهيئة الادارية فقد تألفت من الرئيسة والنائبة والسكرتيرة وأمينة الصندوق وست عضوات، وتضطلع كل واحدة منها بمهمات حددت لها بموجب قانون الجمعية الأساسي.
أما واردات الجمعية المالية فتأتي عن طريق اشتراكات العضوات الشهرية والتبرعات والاعانات وريع ممتلكات الجمعية وربع حفلات الجمعية واليانصيب، وقد اتخذت لها موقعا في بغداد في منطقة الكرادة الشرقية في بداية تأسيسها وفي عام 1949 شيدت مركز ثابت لها في منطقة العلوية نتيجة لاتساع نشاطاتها وبعد ثورة 14 تموز 1958 استمرت بممارسة نشاطاتها في نفس المركز الى عام 1976 .
اما بالنسبة لنشاطات الجمعية في حقل الخدمة الاجتماعية فقد كان لها اسهامات عديدة تمثلت بتوزيع الملابس على المحتاجين والفقراء وإقامة الحفلات الترفيهية للأطفال وإغاثة منكوبي الفيضانات التي تعرضت لها بغداد عام 1946،والترفيه عن الجيش بعد عودته من فلسطين عام 1948 ،من خلال مساهمتها بإرسال المواد الغذائية والهدايا الى ساحات القتال ،كذلك فقد قامت بإنشاء معهد للتطريز والخياطة عام 1950.

كذلك كان لها مساهمات في المهرجانات الوطنية في العهد الجمهوري حيث ساهمت في عيد الام العربية مع باقي الجمعيات النسائية العراقية لتكريم الام العربية في عام 1958 ، أما عام 1959 فقد شاركت مع باقي الجمعيات الخيرية في مهرجان يوم عيد الشجرة المقام في بغداد، كما واصلت اعمالها حيث خصصت في عام 1960 مبلغ قدره 200.000 دينار الى هيئة معونة الشتاء التي أسست لتعمل على تخفيف الأعباء عن المحتاجين ،اضافة الى تخصيص المنح الدراسية للطلاب المعوزين والدارسين في كلية بغداد ودفع نفقات اليتيمات في ميتم راهبات التقدمة الكائن في بغداد في منطقة الباب الشرقي ،وغيرها من الاعمال التي استهدفت حماية المرضى المعوزين ومدهم بالأدوية اللازمة ومن الجدير بالذكر ان الجمعية قد توقفت عن العمل وحلت نفسها في عام 1945 ثم اجيزت في العام نفسه ووحدت هيئة جديدة واستمرت الهيئة نفسها في العمل حتى بعد ثورة 14 تموز 1958 الى عام 1966 حيث انتخبت هيئة جديدة.

ب-جمعيات ذات طابع ديني
1-الجمعية المسيحية للشابات
تأسست هذه الجمعية في عام 1946 ،وكانت هيأتها الادارية تصر على ان تكون تسميتها بـ(الجمعية المسيحية للشابات)، لكي يكون بإمكانها قبول العضوات من مختلف الاديان وقد اعترضت مديرية شرطة بغداد على ذلك عند أجرائها الكشف على مقر الجمعية الذي كان بالاساس فندق استأجرته القوات البريطانية المرابطة في بغداد للشابات المسيحيات اللائي كن يستخدمن في الجيش البريطاني ، وقد بينت مديرية الشرطة بأن هذه الجمعية سوف تغلق عند مغادرة تلك القوات.
أما أهدافها فكانت متعددة منها إيجاد رابطة بين البنات والسيدات من مختلف الاديان وتثقيفهن وتوفير السكن الملائم للطالبات الغريبات فضلا عن نشاطات رياضية وترفيهية وايجاد مركزا لتلك النشاطات .وقد استمرت الجمعية بالعمل في العهد الجمهوري –بعد ثورة 14 تموز 1958 حيث كانت ضمن الجمعيات التي اجيزت في العام 1960 على اثر إصدار قانون الجمعيات رقم (1) لسنة 1960.
وقد حققت العديد من الاغراض في حقل الخدمة الاجتماعية في هذا العهد تمثلت بانشاء دار ضيافة في منطقة المنصور في بغداد ،حيث قبلت فيها العديد من الطالبات الغربيات والموظفات المنقولات من الألوية إلى بغداد.
كذلك قامت بإنشاء مقر جديد لها وعلى حسابها الخاص بعد ان منحتها حكومة الثورة قطعة ارض في بغداد ،حيث استوفت كل ما تحتاجه العضوات في هذه البناية الجديدة بالاضافة الى قيامها بعدة ندوات ثقافية داخل مركز الجمعية كذلك تعليم البنات اصول الاسعافات الاولية والخياطة والتطريز واقامة المعارض وتوزيع الملابس على الطالب والطالبات الفقيرات اما ابرز فعاليتها على الصعيد الوطني فقد ساهمت في مكافحة الامية منذ تاسيسها حتى العام 1962 .اضافة الى مساهمتها معونة الشتاء وعلى الصعيد الدولي فقد ساهمت في مكافحة المجاعة التي حدثت في فترة الستينيات في بلاد الهند.
 
2-جمعية الأخت المسلمة
تأسست هذه الجمعية عام 1950 كفرع تابع للجمعية الاخوان المسلمين وكانت تعرف بـ(جمعية الاخوة الاسلامية) وبعد صدور قانون الجمعيات رقم 63 لسنة 1955 حصل الفرع على الاذن بتأسيس جمعية مستقلة باسم (جمعية الأخت المسلمة) بتاريخ 23 نيسان 1955 أما أهدافها فقد تمثلت بنشر تعاليم الدين الاسلامي ومبادئه والدعوة والتمسك به وتربية المرأة تربية اسلامية صحيحة ومكافحة الانحلال الأخلاقي وروح التفرنج.
وقد تألفت هيئتها عند تأسيسها من نهاد الزهاوي الرئيسة ،وزهرة خضر نائبة الرئيسة ،خيرية المفتي سكرتيرة ،فاطمة الباجي جي أمينة صندوق ، مديحة شاكر المحاسبة وعدد من العضوات ، حيث استمرت الهيئة بتقديم خدماتها الى ما بعد عام 1958ثم أجيزت في العام 1960 على اثر اصدار قانون الجمعيات رقم (1) لعام 1960 ، حيث تغيرت الهيئة واستمرت الى عام 1966 بعدها أجريت انتخابات جديدة وقد اتخذت الجمعية وسائل عدة لتحقيق اهدفها منها عقد الاجتماعات النسائية وإلقاء الدروس والمحاضرات الدينية والعلمية التهذيبية وطبع الكتب والرسائل والنشرات الدينية وكذلك فتح الدورات الصيفية للتعليم والتهذيب.
وقد ازداد نشاط الجمعية توسعت اعمالها بعد ثورة 14 تموز 1958 ، فبالاضافة الى قيامها بفتح مركز تعليم الخياطة استعاضت عنه بفتح مركز مكافحة الامية عندما لمست رغبة النساء في التعلم وقد حقق هذا المركز نجاحا ملحوظا وعلى اثره اخذت الجمعية اذناً يجعله مدرسة مسائية واستمر التطوير فيها حتى العام 1966 ، حيث أكملت الصف السادس واشتركت طالبتها في امتحان في امتحان البكالوريا .
كما قامت بفتح مدرسة نهارية سميت بـ(روضة وابتدائية الأخت المسلمة) وابتدأت بصف واحد حتى تدرجت في بقية الصفوف الى الصف الخامس في العام 1965 فضلاً عن ذلك فقد اضطلعت الجمعية بجمع الزكاة المستحقة من العضوات وانفاقها على الفقراء والمحتاجين في عيدي الفطر والاضحى كما قامت بتخصيص المبالغ المالية لاكساء الفقراء من طلاب وطالبات المدرستين اللتين تشرفت عليهما وكذلك شراء الكتب واللوازم المدرسية لهم.
3-جمعية منتدى المرأة المسلمة
تأسست هذه الجمعية بتاريخ 2 ايار 1961 ، وهي منتدى اسلامي ثقافي نسائي الغرض منه توجيه المرأة وجهة اسلامية صحيحة وتربيتها تربية اجتماعية صالحة كما جاء في المادة الثالثة من نظامها الداخلي.
فيما يتعلق بنشاطات الجمعية في حقل الخدمة الاجتماعية فقد كان لها إسهامات بارزة تمثلت بتوزيع الاموال وعينات من مشروع الزكاة على الطلاب والطالبات الفقيرات في بعض المدارس ،واقامة اسواق خيرية وقد شاركت مديرية السجون العامة في احدى هذه الاسواق حيث عرضت المديرية منتوجات مصانع السجون من خلال السوق الخيرية للجمعية .
أما أبرز نشاطاتها فكان إرسال إحدى عضوات الجمعية للتوظيف في سجن النساء (كمرشدة وواعظة)، وهناك كان ذلك في عام 1963 إضافة إلى مساهمتها المعنوية والمادية في المناسبات الوطنية تمثلت بالتبرع بالمال او ارسال البرقيات وغير ذلك ،كان هذا ابرز مساهمتها ونشاطاتها الوطنية ،اما على المستوى الدولي فقد تجاوبت الجمعية مع اخوة الدين في الوطن الاسلامي عند الحاجة من خلال تبراعاتها للمؤسسات والجمعيات الاسلامية حيث تبرعت بمبلغ من المال لجمعية الجيل الجزائرية مع الاعلانات ،وقامت بالتبرع للمؤسسات والجمعيات الاسلامية في نيجيريا الافريقية بمجموعة من المصاحف وكان ذلك بواسطة السفارة العراقية هناك وقد استمرت الجمعية  باقامت المشاريع الخيرية من بناء مدارس البنات وغيرها من النشاطات.

          
 ج-جمعيات ذات طابع عام
1- جمعية البيت العربي
تأسست هذه الجمعية على اثر الأحداث والنكبات التي حلت بفلسطين اذ بدأ اللاجئون يفدون الى بغداد الامر الذي حدا بمجموعة من السيدات العاملات في الحقل الاجتماعي الى التفكير بتاسيس جمعية تسهم في العناية باللاجئين ورعاية شؤونهم وشؤون أطفالهم.
وكان هذا السبب الرئيسي لتكوين هذه الجمعية بتاريخ 27 نيسان 1948 وقد سمحت لها وزارة الداخلية باجراء اكتتاب عام في كافة انحاء العراق لمدة سنة . ومن الجدير بالذكر فان العضوات المؤسسات لهذه الجمعية كن من مدرسات ومديرات المدارس الثانوية .
ويعزى للجمعية إنشاء أول دار حضانة في العراق عام 1956 ايمانا منها بأهمية رعاية الاطفال حيث يعتبر إنشائها من اهم الاعمال التي قامت بها الجمعية في مجال الخدمة الاجتماعية اذ لاقا تشجيع كبيرا واقبلا عظيما وقد توسعت أعمالها الانسانية في العهد الجمهوري ،وازداد عدد العضوات المنتميات لها ،وكانت هيئتها الادارية في العام 1958 تتألف من :

       

أديبة ابراهيم رفعت والدكتورة لمعان امين زكي والدكتورة سعاد خليل والشاعرة لمعية عباس عمارة وامنة احمد رمزي وفاطمة احمد قدري ونزيهة الاعرجي ومأرب علي .
وفي عام 1959 قامت الجمعية بفتح دار للحضانة مجانية في منطقة الشيخ عمر وقد استمرت سنة الا انها اغلقت في العام 1960 وذلك لارتفاع التكاليف وقد شاركت الجمعية في العديد من المؤتمرات الدولية منذ العام 1949 حيث مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي ولجنة حقوق الانسان الى حلقة الدراسات الاجتماعية لجامعة الدول العربية المنعقد في بنغازي سنة 1959 اضافة الى كونها اول من فكر ونادى باجازة المرأة الحامل ومنحها فترة استراحة لمدة 6 اسابيع وبراتب تام.
2- جمعية الاسرة العربية
تأسست سنة 1961 بعد اجازتها من قبل وزارة الداخلية ومقرها في بغداد ،وتتلخص اغراضها في خدمة الاسرة ثقافيا واجتماعيا وصحيا ومما كانت تسعى في تحقيق اغراضها بالوسائل التالية.
1- العمل على دراسة مشاكل الاسرة العراقية مستعينة بدراسات ذوي الاختصاص في علم النفس والاجتماع وبالباحثات الاجتماعيات .
2- تنظيم محاضرات موسمية ثقافية .
3- تشكيل لجان ثقافية وصحية ورياضية وفنية .
4- مكافحة الامية بفتح مدارس خاصة .
5-التعاون مع المؤسسات الحكومية والغير الحكومية والجمعيات ذات الأهداف المتشابهة.
6- القيام برعاية الاسر العربية المشردة في الوطن العربي والعناية بأفرادها .
وكان للجمعية العديد من اللجان التي اضطلعت بعدة مهام منها اللجنة الاجتماعية والفنية والرياضية والصحية ،حيث اخذت على عاتقها زيارة اللاجئين الفلسطينيين في ملاجئهم في بغداد مثل ملجأ سينما مترو وملجا الصفا وقد درست مطاليبهم وحالتهم الصحية وقامت بتقديم تقرير الى وزارة العمل والشئون الاجتماعية آنذاك. فضلاً عن احتفالها بكل المناسبات الوطنية والقومية المشهورة .كذلك قيامها باستقبال الوافدات العربيات واقامت الحفلات الترحيبية لهن وكان لها حضور متميز في العديد من المؤتمرات التي أقيمت في جمهورية العربية المتحدة إضافة الى زيارة الموفدات من قبل الجمعية الى الجمهورية في العديد من المناسبات في العهد الجمهوري والعهود الأخرى حيث استمرت بالعمل الى ما بعد 1963  ومن أبرز مؤسسي الجمعية السيدة جهادية القره غولي ، وقد انتخبت رئيسة لها في عام 1963 .

   

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1030 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع