المرحوم عبداللطيف الدراجي .. سيرة رجل وزير الداخلية الذي استشهد مع عبدالسلام عارف

   

المرحوم عبداللطيف الدراجي .. سيرة رجل
وزير الداخلية الذي استشهد مع عبدالسلام عارف

    

            صديق الگاردينيا الدائم

            

حديثنا اليوم عن سيرة المرحوم العقيد عبداللطيف الدراجي، وزير الداخلية الذي استشهد مع الرئيس الشهيد المرحوم عبدالسلام محمد عارف في حادث الطائرة الأليم مساء يوم 13 نيسان/أبريل 1966م، خلال زيارة تفقدية للرئيس ووزرائه لألوية (محافظات) الجنوب للوقوف على خطط الإعمار فيها، وسقطت الهيليكوبتر التي تقلهم فوق منطقة النشوة أثر عاصفة رملية.
العقيد عبد اللطيف الدراجي واسمه الكامل هو (عبداللطيف جاسم عبدالله حيدر عبد علي الدراجي)، وهو من مواليد مدينة الرمادي بمحافظة الانبار سنة 1913، كان والده موظفاً في دائرة البرق والبريد والهاتف. وقد اكمل المرحوم عبداللطيف دراسته الاولية في مدرسة الفلوجة الابتدائية. ودخل دار المعلمين الابتدائية في بغداد وتخرج فيها سنة 1933 وعيّنَ معلماً في مدارس هيت والبو عيثة.
دخل عبداللطيف الدراجي الكلية العسكرية الملكية ببغداد سنة 1937 ضمن حصة أبناء العشائر وتخرج فيها برتبة ملازم ثان سنة 1938 . ونظرا لتميزه فقد اختير ليكون معلما في الكلية العسكرية. وبعد ذلك انتقل الى الوحدات الفعالة وتدرج في المناصب العسكرية وأعيد للعمل في الكلية العسكرية حتى سنة 1957 حيث رقي الى رتبة عقيد ونقل ليكون آمرا للفوج الاول في اللواء العشرين وكان يعسكر انذاك في شمالي العراق ، وصار واحدا من ابرز الضباط الاحرار قادة ثورة 14 تموز 1958 .

         

وهناك التقى كل من الزعيم الركن عبد الكريم قاسم والعقيد الركن عبد السلام عارف وتم الاتفاق بين الثلاثة وباقي الضباط الاحرار على تنفيذ خطة الثورة وتغيير النظام .
وبعد نجاح ثورة 14 تموز 1958 تسلم عبداللطيف الدراجي امرية اللواء الـ 20،  وظل كذلك حتى 14 اب 1958 عندما عين آمراً للكلية العسكرية 1958-1959 وصدر مرسوم جمهوري بتعيينه متصرفاً (محافظا ) للواء الكوت (محافظة واسط ) 1959-1961 ثم أصبح متصرفا (محافظاً) للواء الموصل (محافظة نينوى ) 1961-1963.

  

                    الحرس القومي

ويروي لنا ولده السيد غسان عبداللطيف الدراجي أنه أثناء تولي والده متصرفية لواء الموصل وظهور ممارسات الحرس القومي، تصادم مع وزير الداخلية آنذاك علي صالح السعدي، واضطر الدراجي لتقديم إستقالته ولكن نصيحة من البكر وعارف بان يذهب سفيراً للعراق في ليبيا وفعلا التحق سفيرا للعراق في طرابلس، ثم تم نقله لاحقا الى سفارتنا في انقرة (تركيا) قبل أن يتم استدعاؤه من قبل الرئيس عبدالسلام عارف لإستيزاره وزيراً للداخلية في أيلول1965 .

               

استوزر للداخلية في وزارتي عارف عبد الرزاق وعبد الرحمن البزاز وكان عضوا في مجلس الرئاسة عند سفر المشير الركن عبد السلام عارف الى الدار البيضاء لحضور مؤتمر القمة العربية في ايلول 1965 الى جانب كل من عارف عبد الرزاق رئيس الوزراء واللواء عبد الرحمن محمد عارف رئيس أركان الجيش وكالة.

      

الرئيس المرحوم عبدالسلام محمد عارف مع عدد من مرافقيه في سفرة تفقد البصرة قبيل سقوط طائرتهم بساعات قليلة يرحمهم الله جميعا ويتغمدهم بغفرانه ورضاه....

استشهد السيد عبداللطيف الدراجي وزير الداخلية بحادث الطائرة المشؤوم ليلة 13 نيسان 1966 فوق قرية النشوة بين البصرة وميسان مع الرئيس المشير عبدالسلام عارف وعدد من الوزراء والمرافقين اثناء تفقدهم احوال المحافظات الجنوبية.
عرف الشهيد عبد اللطيف الدراجي بأنضباطه العسكري العالي، وشجاعته، واقدامه، ونظافته ونزاهته، وحبه لوطنه، ولاخلاصه لمبادئه وقيمه. وعرف بأريحيته وقد تمتع بأحترام اصدقائه وزملائه .رحم الله اللواء عبد اللطيف الدراجي(أبو صفوان) وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه.
وكان المرحوم قد كتب وصيته لأهله قبل حادث الطائرة بخط يده وتوقيعه كتب فيها:

 

((... وصيتي أرجو أن لا يؤلمكم كثيراً ذهابي عنكم لآنني والحمد لله عشتُ شريفا ومتّ شريفا وهذا جل ما يبتغيه الأنسان.. أستودعكم الله والمجد والخلود للوطن العربي الأسلامي)).
رحم الله الشهيد عبداللطيف الدراجي الذي عاش شجاعا وشريفا ومات شجاعا وشريفا..


 

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

776 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع