الطبيب الجراح والفنان التشكيلي الراحل قتيبة الشيخ نوري

    

  الطبيب الجراح والفنان التشكيلي الراحل قتيبة الشيخ نوري

           

             

                اعداد : بدري نوئيل يوسف

      

ولد في بغداد عام 1922 من عائلة كردية معروفة في بيت علم ودين ، وكان والده الشيخ نوري الشيرواني رجل دين متنورا ودنيويا وكان في حياته شيخ الطريقة النقشبندية في العراق ، وهو الشيخ نور الدين ابن الشيخ اسماعيل ابن الشيخ حسن الشيرواني ، ولد في اربيل سنة 1866 م وتوفي سنة 1942 م وشغل في حياته مناصب كثيرة ، من بينها مدير لمستشفى الغرباء في بغداد في زمن العثمانيين ، وشيروان مدينة صغيرة تابعة لمحافظة اربيل واليها ينسب اهلها ومنهم الشيخ نور الدين الشيرواني.
عمل الشيخ نوري في مهنة التدريس مدة خمسون سنة اسس خلالها دار المعلمين في البصرة ، ودار العلوم في الاعظمية وله عدة مؤلفات مترجمة منذ العهد العثماني .
اكمل الراحل الدكتور قتيبة الدراسة الابتدائية في الكرخ وكذلك المتوسطة والإعدادية ، وتخرج من الكلية الطبية العراقية عام 1948 م ، وبرزت شخصية الدكتور والفنان منذ نشأته الاولى بالذكاء المتفوق والعطاء الفني في كل مجالات الحياة اليومية وهو عراقي اصيل متمسك بعراقيته .
اسس وقاد نشاطات الطلاب الاجتماعية والثقافية في الكلية الطبية والمعاهد العالية  ، وساهم في الحركة الوطنية ، وأحيى عدة حفلات موسيقية واوركسترا عراقية لأول مرة في العراق، وهو لا يزال طالب في الكلية ، كما ساهم في تنشيط الحركة المسرحية الطلابية ، وبعد تخرجه من الكلية الطبية عمل في الطبابة العسكرية وكان متميزا في نشاطاته العلمية والفنية عام 1948 ، وحصل على اختصاص الجراحة من انكلترا في الاذن والأنف والحنجرة سنة 1952 ـ 1954 وتميز خلال الخمسينات بجراحة الاذن الدقيقة تحت المجهر وتصنيع طبلة  الأذن، والقى بحثا عنه في المؤتمر الطبي العراقي لأول مرة وكان الرائد والأشهر في حقل اختصاصه الطبي .
بدأ يرسم وهو طالب في الكلية وأقام معرضا للرسم لطلاب الكلية الطبية ، وساهم به وساهم مع الفنان فائق حسن وجماعته على تأسيس جماعة الرواد للفن الحديث عام  1950 م .

  

وساهم وأسس مع الفنانين العراقيين الاوائل جمعية الفنانين التشكيلين واشترك في الكثير من المعارض داخل العراق وخارجه : ـ
•جميع المعارض لجمعية الفنانين التشكيلين العراقية السنوية .
•المعارض السنوية لجمعية الرواد (1950 ـ 1959) .
•جميع معارض جماعة البعد الواحد (1971 ـ 1972 ـ 1975 ).
•معرض الملصقات الجدارية في قاعة المتحف الوطني للفن الحديث 1970 .
•معرض الفن المعاصر قاعة نادي الاعلام العراقي 1971 ومهرجان الواسطي الفني في بغداد 1972.  
•معرض الفن العراقي الشامل 1973 .
•معرض السنتين العربي الاول (البينالة ) 1974 .
•معرض اسبوع النضال العربي في جمعية الفنانين التشكيلين العراقيين 1974 .
•معارض الفن العراقي المتجول خارج العراق بولونيا ، السويد ، النرويج ، دمشق والكويت  وغيرها
من عام 1975 ـ 1977 .
•انتخب رئيسا لجمعية الفنانين التشكيلين العراقية مرتين 1972 ـ 1974
القى عدة محاضرات فنينة في العراق والعالم العربي عن : ـ
•الفن العراقي المعاصر وتاريخ البوستر ومميزاته ، البوستر السياسي العراقي
•الحرف العربي ، العلاقة الفلسفية بين العلم والفن ، الفن البصري .
•الرسم الفوتوغرافي ، الفن الاسباني المعاصر ، الجدران في الاندلس
الراحل قيتبة هو من مؤسسي جماعة البعد الواحد في الفن ( الفن يستلهم الحرف).
انتخب ممثلا للعراق في سكرتارية الاتحاد العام للفنانين التشكيلين العرب عام 1972 وأقام ستة معارض شخصية على قاعة المتحف الوطني للفن الحديث ببغداد (1969 ، 1971 ،1971 ،1972 ،1975 ،1977 ) وله مؤلف فني كتاب منجز غير مطبوع من البوستر (200) صفحة ومؤلف منجز عن الفن والعلم. له مجموعة سلايدات تزيد عن ستمائة سلايد عن الفن العراقي المعاصر . ويملك مجموعة كبيرة من الافلام الفوتوغرافية عن مختلف الفنون والمعارض الفنية في العراق وخارجه ،كان محبا للسفر والترحال للتتبع والاستزادة من العلوم والفنون لحد الادمان ، توفي في حادث سيارة خلال سفره الى الكويت عن طريق ناصرية ـ بصرة الصحراوي .
يوم 11 نيسان 1979 اهتزت الاوساط الفنية والعلمية والاجتماعية لوفاته داخل العراق وخارجه ، وأقيمت على روحه الطاهرة حفلة تأبينية بمناسبة مرور اربعين يوما على وفاته في حديقة جمعية الفنانين التشكيلين العراقية ، القيت فيها كلمات التقديرية لشخصيته الفذة ، وقصائد وقطع موسيقية ترك الفقيد اثارا عميقة في الحركة الفنية العراقية المعاصرة والبحث العلمي والجراحة .
من كلماته المأثورة عن الحياة ( انني اؤمن بالحب من خلال حبي احاول أن اترجمته الى عمل ، فأتمنى من كل الناس الطيبين أن يترجموا عواطفهم الحلوة الطيبة الى أعمال لخلق علو حلو جميل مملوء بالمحبة الملونة).

   
وتقول زوجته المصون الدكتورة سميرة بابان اديب : ـ
((عرفت قتيبة لأول مرة عند دخولي كلية الطب عام 1946 وقد اعجبت وانبهرت بشخصيته المتدفقة في كافة المجالات فقد كان بحق قائدا للطلبة في المجال الوطني والثقافي والاجتماعي ، وكان قتيبة رئيسا للجنة الطلبة في الكلية وشعلة النشاط لا النشاط السياسي والوطني الذي كان ملتهبا في حينه بين اوساط الطلبة ضد الحكم الملكي والاستعمار فحسب بل في كافة اوجه النشاطات الفكرية والاجتماعية في الكلية)) .
((لقد حقق قتيبة ما اختطه لنفسه وللطلبة من غزارة العلم وتعدد الافاق ، فكان جراحا ماهرا رائدا في الاذن والأنف والحنجرة لا يكل من الاستزادة من العلم ومن حضور المؤتمرات والندوات العلمية وكان فنانا دءوبا باحثا لا يكل عن تتبع ما ينشر  في مجالات الفنون التشكيلية والتصوير والموسيقى والفلسفة والأدب، وتعلمت منه عدم الجمود عن المعرفة بل مناقشه ومجادلته وكل ما أقرا واسمع للوصول الى الحقيقة فقد كان يؤمن بالإنسان وبحرية الفكر التي تجعل من الانسان خلاقا مبدعا مجددا وبعد فقد عشت حياة مليئة بكل جوانبها مع قتيبة )).
قال عنه الدكتور الجراح خالد عبد العزيز القصاب : ـ
((برز قتيبة بصورة خاصة في معرض الرواد السنوي الثالث 1953 وكان المعرض حصيلة جدال حاد وحازم بين افراد الرواد وأصدقائهم عن مقدار الالتزام الفكري للفنان وكان قتيبة ومحمود صبري روادا للفكر معبرين عن السخط العام للأوضاع قبل ثورة تموز 1958 وبعد ذلك بدأت صور قتيبة تتصاعد بشكل واضح وسريع في الحركة الفنية في العراق والعالم العربي ، وان قتيبة قد صنع نفسه بنفسه وكان مندفعا للتطور دائما ولا يعرف الكلل والتعب ،لم يمنعه نشاطه الفني أن يكون اكثر الاختصاصين شهرة في هذا الفرع وأن يترك وراءه جمهورا كبيرا من المرضى لا ينسون عنايته العلمية الصحيحة وسجلاته الطبيبة المنظمة )).
((انصب اهتمام قتيبة في الاذن بصورة خاصة وبرز بصورة واضحة في عمليات الاذن وغشاء الطبلة الدقيقة التي تجري تحت المجهر وواكب هذا التطور العلمي في هذا الاختصاص وسافر الى لندن واختص هناك ثم سافر اليها لحضور اجتماعات الجمعية البريطانية لإمراض الاذن والأنف والحنجرة  اربع مرات )).
قال الدكتور عز الدين مصطفى رسول رئيس اتحاد الادباء الاكراد في المرحوم قتيبة الشيخ نوري : ـ
((واحد من الشخصيات العراقية البارزة الذي لمع اسمه كانسان فذ في اكثر من ميدان ، ان اتحادنا الذي وجد في الفقيد واحدا من اوائل من دعوه منذ تأسيسه ماديا ومعنويا ، والطبيب العالم والفنان الكاتب والمناضل الوطني المؤمن بشعبه وبلاده  بقضية الانسان العادلة العامل بروح لاتكل ولا تعرف الخور والتشاؤم ، من أجل كل هذا العالم الشامل ومن اجل المسائل الواسعة التي ربط بها نفسه من اعماق واسعة صحية ومتفتحة ، ولقد كان قتيبة الشيخ نوري الشيرواني سليل اسرتين كرديتين عريقتين في العطاء في ميادين العلم والفكر والأدب والفداء الوطني وكان شموخه وخروجه الى عالمه الواسع وفيا للمنبت محبا له يزيد اصالته بالجديد المتطور وبعمق مشهود وبشيء رائع هو خاصيته الشخصية المتميزة والفذة ، وأول اسم في قائمة اول معرض للفنانين التشكيلين الاكراد  وكان اسمه في اطارات اخرى اوسع بكثير من هذا الاطار الذي كسب فيه عندنا شرف سجله فناننا التشكيلي )).
وقال عنه الدكتور غانم عقراوي : ـ
(( لقد عملت مع قتيبة في المجال الطبي اكثر من 15 سنة كان نعم الزميل، نعم الطبيب بشهادتي وشهادة كافة زملاءه الذين عملوا معه من ابرز وابرع الجراحين خاصة في حقل اختصاصه الذي يتطلب الدقة والتركيز في الفن وفي الفحص والتشخيص والعلاج وكأنه جمع الفن والبراءة على صعيد واحد ، لقد شاركته العمل في صالة عمليات مستشفى الراهبات مع زملائي الاطباء والممرضات والمعنيين وكان يملأ المكان غبطة وفكاهة وانشراح ، ولم يكن قتيبة ينظر الى مهنة الطب نظرة ربح واستغلال ، بل كان ينظر اليها نظرة عالم انساني فنان ، وكان من الطلائع في عملية تصنيع طبلة الاذن تلك العملية الدقيقة في الفن البلاستيكي ، وهو اول بحث من بحث الموضوع في العراق في احدى مؤتمرات الجمعية الطبية العراقية ، وكان يساهم كل سنة تقريبا في المؤتمرات الطبيبة العالمية في فرنسا وايطاليا واسبانيا وسويسرا وغيرها ليكون دائم الاطلاع على ما جد من جديد في حقل اختصاصه لما يعود بالنفع لمرضاه في الوطن . وكنت شخصيا اشارك قتيبة في حبه للموسيقى الكلاسيكية فلقد كان ذا افق واسع في حبه وشغفه بها وبغيرها من انواع الموسيقى، وبدأ ولع قتيبة بالموسيقى منذ أيام الدراسة اذا كان عضوا في لجنة الموسيقى والفن في الكلية العلمية وساهم في اعداد وتحضير الكثير من المناهج الثقافية والحفلات والفعاليات والمعارض الفنية والتمثيليات بضمنها  عزف اسطوانات مع شرح وتعليق . وعند سفره للخارج للاختصاص زاد ولعه بالموسيقى وكان يحضر الكثير من الحفلات الموسيقية العالمية وتطورها من القديم الى الحديث ساعده بذلك احساسه الفني المرهف ، وجمع الكثير من الاسطوانات والأشرطة والتسجيلات حتى اصبحت لدية مجموعة كبيرة منها ستكون تراثا فنيا كبيرا لعائلته والوطن وكانت الموسيقى تلعب دورا مهما في حياته كطبيب وكفنان وكانسان )) .

     
أقيم أمسية يوم الأربعاء  13 ـ 8 ـ 2014  في غاليري الاورفلي في العاصمة الاردنية عمان حفلة توقّيع الكاتب والناقد العراقي المغترب حمدي التكمجي كتابه الجديد الذي يستعرض فيه سيرة حياة أحد رموز الحركة التشكيلية العراقية الحديثة الراحل الفنان والطبيب قتيبة الشيخ نوري ، ويحمل الكتاب الصادر عن دار الاديب البغدادية عنوان "قتيبة الشيخ نوري: الطبيب والفنان المبدع" ويتضمن لوحات فنية انجزها الفنان الراحل في بغداد وأثناء دراسته الطب في لندن، وشارك في حفل توقيع الكتاب الذي تديره سميرة بابان زوجة الراحل قتيبة الشيخ نوري، التكمجي ، والمسرحي يوسف العاني، والفنان التشكيلي إبراهيم العبدلي ويأتي الكتاب ضمن سلسلة يؤرخ فيها التكمجي لأدباء العراق ورواده ومفكريه ومبدعيه ، وأوضح التكمجي أن كتابه جاء ضمن سلسلة كتب أنجزها في عمان توثق سيرة حياة رواد الحركة الثقافية والفنية الحديثة في العراق بهدف تعريف الاجيال المقبلة بالإرث الفني المتميز لمبدعين قادوا النهضة الثقافية العراقية أبان خمسينات القرن الماضي بإبداعاتهم المختلفة من ادب ومسرح وفن تشكيلي والتي عبرت عن أوجاع الشعب وهمومه.
أشاد الفنان التشكيلي ابراهيم العبدلي بعطاء الفنان الراحل قتيبة الشيخ نوري، وقال ان "قتيبة قدم الكثير للثقافة والفن التشكيلي العراقي، خاصة عندما تسلم رئاسة جمعية التشكيليين العراقيين، حيث أستقطب شريحة مثقفة واسعة من اطباء ومهندسين وأدباء وشعراء للانضمام الى الجمعية، كونه كان من الشخصيات الثقافية المؤثرة في المجتمع العراقي، فضلاً عن المحاضرات الثقافية والفنية التي كان يقيمها في الجمعية اسبوعياً، وكان يستضيف فيها فنانون عرب وعالميون في شتى المجالات .
اما الفنان محمود طه فيقول عن الدكتور قتيبة في ملخص مفيد بان هذا الفنان كان يحظى باحترام كافة الفنانين العراقيين وكان له ود واحترام كبيران عندهم وربما كان مرد ذلك الى ثقافته الطبية وما انعكس عليها من تعاملات إنسانية ويتابع محمود طه فيقول .. لو انك تتأمل اي ناد ثقافي عربي فلا بد ان تجد في داخله اكثر من صراخ وخصوصا بين الفنانين فليس هناك انسجام بين فنان وأخر بل نادرا ما يتفق ثلاثة فنانين عرب على قيمة فنان معين ولكن قتيبة لم يعترض احد على اسمه وقيمته كفنان على الاطلاق.
ويقول محمود طه لقد شاهدت اعمالا كثيرة لقتيبة ومنها معرض البعد الواحد الذي شارك به مع الفنانين هاشم الخياط وضياء العزاوي وشاكر حسن ال سعيد ووجيه نحلة من لبنان وكان ابرز ما لفت نظري في لوحات قتيبة ان استغلاله للحرف العربي كقيمة تشكيلية كان متميزا حقا، ويفسر الفنان طه ذلك بالقول ان قتيبة كان ضمن جماعة فناني البعد الواحد وهم ممن اتجهوا في خط جواد سليم وهو من اوائل من بدا باستخدام الخط العربي في الفن التشكيلي وكان اكثرهم ارتباطا بعلاقة حميمة مع المرحوم هاشم الخطاط من اجل الدراسة والتثقيف في الخط من خلال معايشتهم له.
اما الفنان محمود صادق فيقول انني لا اقدر على التحدث في الخصوصيات عن الفنان الراحل الدكتور قتيبة فمعرفتي به قليلة، اما بشكل عام فقد كان من الشخصيات العراقية التي يفتخر بها الفن التشكيلي العراقي وكان يجمع ما بين الثقافة العميقة جدا والفن، لقد كانت ثقافته عالية جدا وكان يحظى باحترام الجميع، لذا فقد كان كثيرا ما يستعان به في العراق من اجل التحكيم في المعارض المقامة فقد كان حياديا ولم يعرف عنه ابدا انه كان متعصبا لفنه او لمنهجه بل كان منفتحا على كل الاتجاهات وكان يمتدح اعمال الفنانين الاخرين اكثر من اعماله، وقد حدث هذا امامي في إحدى المرات اثناء اقامة معرض جماعة الرواد في بغداد قبل سنوات.
اما عن سبب عدم معرفتنا الوافية بأعمال وقيمة هذا الفنان العربي الكبير الراحل فان محمود طه يفسر ذلك بان هذا عائد الى تدني مستوى الثقافة الفنية عند الفنانين العرب، فهي ثقافة محدودة رغم ان كثيرين منهم قد درسوا في ايطاليا ومصر وغيرها ولكنك حين تسألهم عما يعرفونه عن فائق حسن او جواد سليم او حتى وجيه نحلة الذي اشتهر باستخدامه في الحرف العربي او ضياء العزاوي الذي اشتهر منذ اواخر الستينات على المستوى العربي والدولي فانك لا تجد إلا القليل القليل ممن يعرف هؤلاء و غيرهم من الفنانين العرب الكبار تماما مثلما يجهلون اولا يعرفون تماما قيمة فنان كبير راحل مثل الدكتور قتيبة الشيخ نوري.

المصادر :
تاريخ اعلام الطب العراقي الحديث ، الدكتور أديب توفيق الفكيكي .
جريدة "الدستور" اللبنانية 24/4/1979
 ملاحق جريدة المدى اليومية » الأخبار » الملاحق » عراقيون .
اذاعة العراق الحر.

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

967 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع