"العراق حضارة وارث تأريخي وفني وفولوكلوري وفيه المتاحف التي سرقت واهملت فمن سيسترجعها ويعيد هيبتها"
للمقهى مكانة خاصة في الوجدان والعاطفة والذاكرة، فهو النادي الاجتماعي لأرباب الفكر والسياسة والأجتماع والفن والثقافة والمسنين وحتى العاطلين، ومنه ينطلق الابداع والهيام، عرفت الدول العربية المقاهي منذ منتصف القرن التاسع عشر، حيث ارتبط الانسان بالمقهى بطقوسه ودلالاته بشكل مستمر.
لعبت المقاهي في القرن العشرين أدوارا مختلفة سياسياً واجتماعياً وفكرياً وأدبياً وإبداعياً، حيث ازدادت وشائج الصلة والتقارب والأنسجام والحنين او التباعد والأفتراق بينهما، ومن طاولاتها خرجت التظاهرات والأبداعات الفنية والشعرية والادبية والرسم وحتى بعض من التخطيطات للثورات، وهكذا كان الحال كما زودنا التأريخ من تلك الأدوار عن مقاهي القاهرة وبغداد ودمشق ولبنان والجزائر...
هنا في الآمارات نتواجد كعراقيين في جلسات تحاورية واجتماعية واستذكارية فيها من الحنين والعاطفة والألهام وجلها عن بلدنا لما كان عليه وكيف اصبح الآن، واحسن مكان يجمعنا هو المقهى ولا سيما تتواجد هنا الآن مقاهي جميلة وأنيقة فيها من الحداثة المطعمة بأرث الآمارات القديم، روادها من رموز الثقافة والأدب والفن والعلم والتجارة سواء كانوا مواطنين أم وافدين، هذه الجلسات بالنسبة لي انعكست في كتابة العديد من المقالات برفقة الأصدقاء، وها هنا كان جوهر محاورتنا عن متاحفنا وارثنا الانساني وما حصل لها من سرقة وخراب وما فقدته من رسوم لفنانين رواد أغنوا بعملهم لأكثرمن قرن ولكي لا ينسى العراقيون ما حصل لبلدهم فالذكرى والقلم كفيلان بالتذكير ومنها بدأت السطور تصاغ لتكون مقالة عسى أن تكون مفيدة وهادفة علمتنا المشاهدات والتطلعات والتجارب وكينوناتها لأغلب الدول بل معظمها من لهم تراث تأريخي، أن الآثار والكنوز التاريخية هي أكثر ما يجمع ويربط ويعزز الانتماء الوطني لأفراد المجتمع، خصوصاً فيما اذا كانت تعود لفترات زمنية مختلفة، ان بلاد ما بين النهرين يشكل مخزونا هائلا من المقتنيات التاريخية آثارياً وهي تسطر ملحمة حضارية حيث ان كل قطعة من ارضه فيها بقعة اثرية تحمل في طياتها الف حكاية وحكاية، وكما معلوم ومدون فأن آثارها هي الأقدم في العالم، ويحدثنا التأريخ ان شعب بلاد ما بين النهرين منذ القدم،
واحد تحت راية واحدة هي راية المدنية الأولى، فيها الأدارة الفكر والعلم بشتى فروعه، ومنها انطلقت عبر ألدول من شرقه إلى غربه، ومن جنوبه إلى شماله لتتعدى حدوده إلى مدن حوض المتوسط والعالم.
اكتسب التراث الحضارى للعراق اهمية بالغة خاصة فى الاوساط الثقافية والعلمية, باعتبار ان هذا التراث هو الاساس فى تواصل الحضارات الانسانية لاكثر من سبعة آلاف عام، ذلك الوقت الذى بدأ فيه الانسان تسجيل التراث، بعد نشوء الدولة المدنية العراقية وإن كانت تحت الأنتداب البريطاني وبما ان البريطانيون كانت لهم معرفة بآثار العراق وخاصة مس"بيل" وهي استاذة التأريخ وسبق لها ان زارت العراق عام1909 قبل الانتداب وعملت في التنقيب، كانت هي عارفة لقيمة المتاحف واهميتها كما وان الدولة الحديثة هي الأخرى تشعر بالأنسان وكينونته وعمقه التأريخي، فأصدرت الدولة قرارها بتاسيس متحف، كان المتحف عند تأسيسه يقع في السراي القديم ببغداد الشرقية (الرصافة) حيث يشغل حيزا صغيرا في بناية القشلة وتعني مقر الحكم والإدارة في العهد العثماني.
ولما توسعت مقتنياته وتكاثرت عليه القطع الأثرية بفضل عمليات تنقيب علماء الآثار في المواقع الأثرية المختلفة نقل المتحف من مكانه الصغير إلى بناية تقع في شارع المأمون، ثم زادت مقتنيات المتحف وضاق مرة أخرى على قطعه الأثرية فنقل إلى بناية جديدة مصممة وفق الطرق العالمية الحديثة لحفظ وعرض الآثار في منطقة الصالحية ببغداد (الكرخ) وقد وضع تصاميم المبنى الجديد مهندس ألماني يدعى"باخ" ، كما وضع تصميم البوابة العالم الآثاري الأنكليزي "ستيفن لويدز" الذي كان يشغل مستشارا عند السيد ساطع الحصري، وعند بدأ العمل استدعي المصمم باخ وشارك لفترة كما وأشرف مهندسون عراقيون لعمل الشركة اللبنانية بدأت سنة 1957 وانتهت منه سنة 1963
شكل المتحف بعمقه ومدلولاته روح المكان وذاكرته الانسانية والتراثية والاجتماعية والثقافية، والتي كانت تحمل تماثيل ولقى ونماذج وايقونات وقلائد عكسها التاريخ ولونها الحاضرالذي عشناه بتفاعلاته الجميلة، واصبح شامخا منذ العام 1966 واعتبره من زاره من الاجانب وعلماء الآثار بانه من المتاحف المهمة في العالم، تعاقبت على المتحف العراقي إدارات عديدة كانت في الأولى أجنبية، وذلك ايام الانتداب البريطاني حين تولت إدارته مستشارة الحاكم المدني البريطاني السيدة دونت جيرترود بيل وذلك سنة 1923
وبعد وفاتها نهاية سنة 1926 تولى تسيير المتحف البريطاني ر.س كوك من سنة 1926 إلى 1929
ثم تلاه الألماني جليوس جوردن من سنة 1931 إلى 1934. وبعد ذلك تولى إدارة المتحف المفكر السوري ساطع الحصري من سنة 1934 إلى 1941
وبعد هذه الفترة تولى إدارة المتحف مديرون عراقيون، من بينهم ناجي الأصيل وقد صدرت في فترته مجلة (سومر) المهتمة بالآثار. وطه باقر وهو المشهور بترجمته لملحمة جلجامش عن نصها الأكادي، والدكتور مؤيد سعيد والدكتورة هناء عبد الخالق ...
ومن آخر من تولوا إدارة المتحف دوني جورج الذي وقع في فترته الغزو الأميركي للعراق واستباحة المتحف وقد استقال بعدتهديده بالقتل وذهب للعيش في الولايات المتحدة ومات هناك نيجة لأزمة قلبية؟.
عندما نقرأ صفحات التاريخ نجد فيه دعوة صريحة لحماية ما خلفه الأجداد من تراث، سواءٌ أكان تراثاً معمارياً أو فنياً فها هو القاضي (أبو يعلى المعري) في العصور الوسطى نظم أبيات شعرية منها:
مررت برسم في شيات فراعني
به زجل الأحجار تحت المعاول
أتتلفها شلت يميينك خلها
لمعتبر أو زائر أو متسائل
منازل قوم حدثتنا حديثهم
ولم أر أصل من حديث المنازل
ويدل هذا على أن من يدمر ماضيه فإنه يدمر مستقبله وبالتالي يصبح بلا ماضٍ وبلا حاضرٍ وبلا مستقبل، وهو موقف الرأي العام في البلاد العربية الإسلامية من المخلّفات الحضارية ومفهوم الحماية لها لدى الفئة الواعية، الرحالة العربية عبد اللطيف البغدادي من القرن الثاني عشر الميلادي يتحدث عن اهتمام السلطات العربية الإسلامية بالمخلّفات الحضارية في كتابه "الإفادة والاعتبار"، منها ليتبقى تاريخاً يتنبّه به على الأحقاب، ومنها أنها تدل على شيء من أحوال من سلف وسيرتهم وتوافر علومهم وصفاء فكرهم.
بدأت أول حملات النهب للمواقع الأثرية بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث حدثت كارثة آثارية إذ تعرضت تسعة من أصل ثلالثة عشر متحفاً من متاحف المحافضات أثناءها الى النهب والتدمير وفقدت حوالي خمسة آلاف قطعة اثرية أصيلة.
مابين عامي 1988 حتى عام 1992 وجد احد علماء الاثار شمال الموصل بـ37 كلم هذا الكنز الخرافي من الذهب ويقال انها تعود الى الملك نمرود، وفي حينها وبسبب الحصار وكانت موجودات المتحف في السرداب تم الايعاز بنقل هذا الكنز الى قبو البنك المركزي، وبعد الأحتلال بأيام حيث قامت مجموعة الجلبي مع الأمريكان بفتح الصناديق التي تحوي 650 قطعة ذهبية أثرية مختلفة الأحجام ..
وقد شاهدها الكثيرفي اليوتيوب واختفت بعدها ومعها الأرشيف اليهودي في العراق الذي كان لسنوات طويلة مطمع الاسرائيليين ولم يهدأ لهم بال حتى أصبح تحت أيديه، بدلالة أن المخابرات الأمريكية خزنت في أقبيتها أهم أرشيف يتعلق بسبي اليهود إلى بلاد ما بين النهرين، وقد سلمته لإسرائيل فيما بعد وجرى احتفال كبير بها هناك، لنتخيل القيمة التأريخية والمادية لهذه المقتنايات التي كانت في قبو البنك المركزي، وخير من فضح عمليات السرقة والاستحواذ هو السيد أنور الحمداني في برنامج ستوديو التاسعة في البغدادية.
كنوز الحضارات التي بنت صرح بلاد الرافدين من اثار ووثائق وارشيف يهودي واللقى والمقتنيات التاريخية التي سرقت من العراق على يد الجنود الاميركان وتوزعت بين دول عدة وبنسب 60% في اميركا و30% في اسرائيل وضعتها بمتحف خاص المنسوبة بالوثائق للارث اليهودي الوطني العراقي، و5% في لندن، فيما تتوزع النسبة المتبقية على بلدان أخرى.
هناك ما يقرب من 170 ألف قطعة أثرية أصبحت في حكم المفقودة، بينها 15 ألف قطعة مسجلة ضمن مقتنيات المتحف الوطني ، و10 الاف ختم اسطواني، ما يشكل أهم أرشيف في تاريخ البشرية على الإطلاق، كالإناء النذري الذي يمثل الفلسفة السومرية في مسألتي الحياة والموت، ورأس الفتاة السومرية شعباد، وكذلك رأس سرجون الأكدي، والثيران المجنحة، وغيرها من نينوى. ويمكن أن نحدد رقم تقريبي للآثار المسروقة بـ (15,000) قطعة وقد أعيد منها (4764) قطعة أثرية وما زالت (10,000) قطعة أثرية مفقودة حتى يومنا هذا وهو المتحف الئاني بعد المتحف المصري لكافة دول النامية تسبقه فقط متاحف امريكا وانكلترا وفرنسا والمانيا وروسيا وايطاليا
كما هو معلوم فأن سرقة الآثار عمل فردي لحساب صائدي الكنوز ومقتني التحف الاثرية من خلال شبكة منظمة لمافيات الأتجاروهذ ما يحصل بكل الدول التي لديها آثار موغلة بالقدم ولكن ما حصل في العراق في عام 1991 وما بعد 2003 فاق التصور والغريب هو أن يكون جيش أقوى دولة في العالم ومن حالفه، الذي يدعي أنه جاء لينشر الديمقراطية والسلام في العراق يسعى وبشكل غير مسبوق لسرقة متحف تاريخي وارشيف لليهود العراقيين عراقية قد غادرت هو العراق منذ عقود وبمساعدة مسؤولين عراقيين، والعراق عضو في اتفاقية لاهاي الدولية التي عقدت عام 1954م من أجل حماية الممتلكات الثقافية في حالة وقوع نزاع مسلّح، وعضو في منظمة اليونسكو، ولم يكن بعيداً عن تلك التطورات: فقد شارك في المنظمات التي ذُكرت آنفاً وقام بدور فاعل ومؤثر في قراراتها وتوصياتها. كما اهتمت جامعة الدول العربية والمنظمات المتفرعة عنها كالأليكسو وغيرها، وبحق فقد قامت هذه المنظمات على مدار تاريخها وفي حدود تطورها التاريخي بدور فاعل في عقد مؤتمرات الثقافة والآثار والتراث وحماية الآثار في الوطن العربي، فقد نظمت سلسلة من المؤتمرات الأثرية الخاصة بالدول العربية بلغ عددها حتى الآن سبعة عشر مؤتمراً وقد قربت تلك المؤتمرات بين وجهات النظر والأفكار المتعلقة بحماية الآثار وصيانتها وترميمها، كما اهتمت بالقضايا الأثرية العربية الموجودة في البلدان الأجنبية والسعي إلى إعادتها لبلدانها الأصلية، ووفقا للقوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية كان من المفترض أن تقوم سلطات الاحتلال الأميركي/البريطاني بحماية الآثار والمتاحف، لكنها لم تفعل بل ساهمت السرقة!!، وبدورنا نتسائل ماذا لو ظهرت آثار إنجليزية أو فرنسية قديمة فى صالة مزادات فى احدى الدول العربية ؟ ماذا سيكون رد فعل إنجلترا وفرنسا؟!
ففي منتصف الأربعينات من القرن الماضي عرضت النواة الأولى إلى أنشاء متحف للفن الشكيلي الحديث، إذ كان العراق يعيش نهضة فنية كبيرة ليلاحق الحركة الناهضة آنذاك من موسيقى وغناء، في حينها لعب (المتحف العراقي للآثار)، دوراً مهماً في تشجيع الحركة الفنية في العراق، فقد أعتاد هذا المتحف، بعد ان أستقر فيه الفنان أكرم شكري، كمدير للمختبر أثر عودته من البعثة العلمية من لندن، ان يبدئ رأيه في المعارض الفنية الدولية وضرورة المشاركة فيها.
فكرة المتحف تجسدت ليكون معرضاً دائما لكنوز الفن العراقي وكان مؤسسها الفنان نوري الراوي الذي كان يعمل في وزارة الأرشاد، وبعد أن ساهمت مؤسسة كولبنكيان بالتعاون مع الحكومة العراقية ممثلة بأمانة بغداد أنشأت قاعة كولبنكيان في الباب الشرقي عام 1961 ، وحدثت للمرة الأولى بمبادرة من الفنان نوري الراوي حيث اقنع الوزير بشراء أول مجموعة لوحات من الفنانين الرواد من بينهم عبد القادر الرسام وأكرم شكري وجواد سليم وسعاد سليم ونزيهة سليم وعطا صبري وفائق حسن وعيسى حنا وشاكر حسن آل سعيد وإسماعيل الشيخلي وآخرين ..، المتحف فيه أربع قاعات خصصت كبراها لمتحف الفن العراقي الدائم، الذي يضم النماذج المختارة من أعمال الفنانين العراقيين في حقول الفنون التشكيلية، وتولت الايام وأكتمل أرشيف منظم لكافة الأعمال التشكيلية، أحتضن المتحف الآلاف من الأسهامات التشكيلية لفنانين عراقيين وعب وأجانب: اضافة لأستضافة الكثير من المهرجانات الفنية والمعارض العربية والعالمية
في عام 1986 تم نقل مجموعة المحتف الوطني للفن الحديث في مبنى جديد في شارع حيفا ببغداد ضمن مركز صدام للفنون وكان يضم طوابق لعرض الاعمال الفنية في الرسم والنحت والخزف والكرافيك والخط العربي والزخرفة الاسلامية، وكان عدد اللوحات هو 8000 عمل مبدع وعصارة لفن عمالقة الرسم منهم الاغلب عراقيون وبعدهم العرب ثم الدوليون منذ نهاية القرن التاسع عشر ولغاية نيسان 2003.
وفي ظل الأحتلال في نيسان 2003، تعرضت اغلب مؤسسات الدولة قاطبة والمرافق الثقافية الى عمليات تخريب ونهب، خطط لها مسبقاً، كان من ظمنها مبنى مركز صدام للفنون في بغداد، الذي يضم المجموعة الدائمة للمتحف الوطني للفن الحديث تعود للرواد والتي سرقت من القاعة الخاصة باعمالهم وابرزهم:
عبد القادر الرسام وأكرم شكري وجواد سليم ونزار سليم ونزيهة سليم وفرج عبو وعطا صبري وفائق حسن وعيسى حنا وطارق مظلوم وحافظ الدروبي ومحمد غني حكمت وشاكر حسن آل سعيد وإسماعيل الشيخلي ونوري حمودي وخاد القصاب واسماعيل فتاح الترك ومديحة عمر وليلى العطار وسعاد العطار وخالد الجادر وخالد الرحال ونوري الراوي وجبرا ابراهيم ومحمود صبري وشاكر حسن آل سعيد وكاظم حيدر وسهيل الهنداوي وغيرهما
بالاضافة الى اندر لوحات الخط العبي والزخرقة الأسلامية وتلك الخزف النادرة والكرافيك والنوتات المتميزة، هناك مقالة كتبتها في الگاردينيا تحت عنوان"أطياف الماضي وذكريات عن جيل الرسامين والنحاتين العراقيين ودورههم في نهضة الفن وقيمه الفنية" بينت فيها عظمة عقول فن الرسم والنحت في العراق المعاصر.
العادات والتقاليد الشعبية تقدم لنا صورة متكاملة عن حياة أي مجتمع فمن خلالها يمكن فهم ثقافة المجتمع وواقعه الأسري، أما عن العادة الشعبية فهناك العديد من التعريفات في هذا الموضوع إلا أن معظم هذه التعريفات أجمعت على ان العادة هي نمط السلوك الذي يرتضيه الفرد أو الجماعة لأنفسهم فيميل إلى الثبات بمرور الوقت بل وللانتقال الوراثي فمن خلال هذا الانتقال بين عدة أجيال تتوسع العادات والتقاليد وتنمو ومن ثم تكتسب موقعاً في المجتمع ويبقيه متعلق بها، وللحفاظ على العادات والتقاليد الشعبية للبلد ليأخذ الطابع التذكاري، فكرت الدولة بذلك وقامت بمبادرة من أمانة بغداد بأنشاء متحف فولوكلوري شعبي.
شرعت أمانة بغداد في عام 1968 بتأسيس المتحف البغدادي الفولكلوري الشعبي الذي يضم غالبية المعالم الحياتية لسكان بغداد الأوائل حيث تم تكليف فريق عمل لعمل مجموعة من التماثيل موزعة على 45 مشهدا" يمثلون اصحاب المهن والحرف البغداديين وبعد ان انتهت كافة الأعمال أفتتح المتحف البغدادي بتاريخ 1/1/1970 بموقعه الحالي القريب من ضفاف نهر دجلة في الجهة الثانية من المدرسة المستنصرية وراح هذا المتحف على مدى الشهور والسنين يحظى بأهتمامات الكثير من الشرائح الأجتماعية من الناس على مختلف مستوياتهم الثقافية،
إذ تعرض نماذج الفنون التقليدية، والمأكولات، والحرف، والأزياء، والألعاب، وغيرها من مكونات التراث، وتقدم الحياة العراقية الشعبية للسياح، والباحثين، كما تعرف الشباب على ماضي أجدادهم ، وبدأ يستقبل الزوار من أعمار مختلفة ومن اهتمامات متنوعة كما غدا مزارا" لكل الشخصيات السياسية المهمة التي تحل في بغداد والوفود الرسمية والشعبية،
كان ينظم مساء كل يوم جمعة حفلة للمقام العراقي .في شهر رمضان الكريم يقدم المتحف سهرة رمضانية تتخللها لعبة" المحيبس " وبأنغام المربعات البغدادية. أضافة الى المطعم البغدادي الذي كان يقدم المطبخ البغدادي.
أصيب مبنى المتحف وقاعة هدايا الزوار باضرار جراء القصف الجوي، وأثناء الأحتلال لم تتعرض مقتنيات المتحف للسرقة ولكن الضرروالأهمال واسباب عديدة جعلته مغلقاً ليومنا هذا وهناك مقالة جميلة للمهندسة ايمان البستاني حول المتحف العراقي والتي نشرت في الگاردينيا يرجى الرجوع لها لأنها شاملة وموثقة.
ألا يبكي من هو مخلص لتربة بلده وجذور من انبتتها تلك التربة الطاهرة الموزعة بالقدم الكوني من علم ومعرفة وفن وو..، وهو يشاهد ضياع مقتنياته وضياع كل ذلك في غمرة احتلال غاصب مغتصب ومن جاء معه، فالآثار شهادة مادية وفنية على عظمة الأمم والحضارات، هكذا كانت آثارنا المكتشفة وهي بنسبة12% فقط كما بينته خبيرة الآثار العراقية الدكتورة لمياء الكيلاني محفوظة في متاحفنا ينوء بآثار حضارة سومر وآشور وبابل، ولاسيما الكلدان المسيحيين، أن من يطلق مسدسه على الماضي فكأنه يطلق مدفعاً على المستقبل، فضياع أي أثر او فقده يشكل خسارة لا تعوض لا للدولة صاحبة الأثر فحسب وانما للأنسانية جمعاء، ما وصلنا اليه اليوم من ضياع ومتاهة وذلك بسبب من يقود البلد من غربان وخفافيش الظلام لتقود البلد الى سلم البلدان المتنائرة وكل يحارب الآخر، ومن الله التوفيق
سرور ميرزا محمود
998 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع