الطب الشعبي و العلاج العشبي‏

                                        

                       د.هاني سالم حافظ

      

عرف المرض منذ بداية الخليقه واتجه الناس منذ القدم لعلاج امراضهم لمن عنده علم بهذه الامراض وعلاجها ولم يكن وقتها طب بالمعنى المعروف حاليا ولا يوجد الاسلوب العلمي الحديث للتشخيص والعلاج وكان العلاج متجها الى ما يخفف وطاة المرض بما هو متيسر من الاعشاب او المواد البحريه او منتجات حيوانيه او الى الايحاء الذاتي او السحر وغيرها..

وفي التاريخ القديم كان المصريون القدامى اول من اهتم بالامراض وعلاجها فقد كان(امنحوتب)اول طبيب ذكر في التاريخ وكانوا يقدسونه وسموه ( اله الطب) وفي عام 131 للميلاد ولد جالينوس في الاسكندريه والذي اصبح فيما بعد من اشهر الاطباء حيث طور طرق العلاج واهتم بجمع الاعشاب الطبيه وتصنيفها بحسب قوتها وتاثيرها العلاجي وكانت الحضاره اليونانيه تنافس غيرها في مجال الطب وبرز فيها (ابوقراط)والذي سمي بابوالطب
وفي الصين كانت العلاجات تشمل الاعشاب وانواع من الطين تمزج وتقدم للمريض وكان عندهم ما يسمى ب(الاطباء الحفاة)يجوبون القرى لعلاج المرضى وبعد البعثه النبويه ونزول القرآن الكريم كانت الاشارات الطبيه والعلاجيه قي القران واضحة في عدة آيات كريمة منها قول الله تعالى عن لسان ابراهيم عليه السلام(واذا مرضت فهو يشفيني) وعن لسان ايوب عليه السلام(رب اني مسني الشيطان بنصب وعذاب) وعن لسان عيسى عليه السلام(وابرئ الاكمه والابرص باذن الله)و قول يونس عليه السلام( رب اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين) كما جاء في الاحاديث النبويه الكثير من الدعوات للتداوي والعلاج ومنها (تداووا يا عباد الله فان الله لم يضع داء الا وضع له الشفاء الا الهرم وفي حديث آخر الا السام يعني الموت) وتطور الطب اكثر في العهد الاموي ثم العباسي حيث برز اطباء عباقره كابن سينا والرازي وابن الهيثم وابن النفيس
ورغم كل التقدم العلمي وتطور الطب فانه لازال كثير من المرضى يلجاون الى المعالجين بالاعشاب(العشابين)او ما يسمى بالطب الشعبي وهناك من يستعمل طرقا اخرى للعلاج نورد بعضا منها

1-الرقيه الشرعيه(بضم الراء) وهي قراءة آيات من القران الكريم  التي ورد فيها اسم الشفاء  وتبدا بسورة الفاتحه على المريض من قبل بعض الاتقياء المتدينين الذين لايعرف عنهم الكذب اوالدجل باوقات محدده وتكرر بمرات محدده ايضا وربما تقرا على الماء وتسقى للمريض او تكتب على ورقة وتغلف بقطعة قماش تعلق بملابس المريض وتسمى (حجاب) وقد اشتهرت عوائل كثيره بالرقيه منها بيت (شيخ كمر)الذي يعالج المس ( الجنون)او الصرع والكآبه
2- الاعشاب و هي انواع كثيرة ومتعدده واكثرها يعد من التوابل(البهارات) منها الحبة السوداء (حبة البركه)والزنجبيل(العرق الحار)والدارسين والكمون والحبة الحلوه  والحلبه ونبات السنا(السنامكي)و وكذلك بعض الزهور كزهرة البابونج والخطميه و(ورد لسان الثور)وغيرها
3- العلاجات غير العشبيه كالعسل وخاصة الغذاء الملكي وحليب الناقه ومنهم من يستعمل لسعة النحل لعلاج الام المفاصل(الروماتزم)ودهن سنام الجمل لعلاج الحروق وفي افريقيا يستعملون مسحوق قرن حيوان وحيد القرن لتقوية النشاط الجنسي وكان مصارعوا الاغريق يشربون دماء بعض الحيوانات
المفترسه كالاسود لاعتقادهم انها تكسبهم قوة اضافيه
4- الحجامه وهي امتصاص الدم من مناطق محدده من جسم المريض بطرق مختلفه وهي على نوعين:
أ-الحجامه الجافه وتستعمل فبها كاسات زجاجيه توضع فيها قطعة صغيره من القطن او القماش
وتحرق فيخرج الهواء الساخن ثم تكبس على منطقة الالم فيحصل تخلخل في الضغط داخلها بعد انطفاء الناروتمتص الجلد وتسحب كميات من الدم داخل الاوعيه الدمويه الى المنطقه مما تساعد في ازالة الاحتقان في المناطق القريبه وقد وصلت حديثا محاجم مستورده متصله بمكبس يعمل على سحب
الهواء بدلا من استعمال النار
ب-الحجامة الرطبه او (حجامة الدم)ويستعمل فيها تشريط الجلد بشفرة حاده على المنطقة المختاره قبل استعمال المحجم(كاسة الحجامه)فيتجمع الدم في الكاس ويشعر المريض ببعض الراحه
ج-وهناك طريقة اخرى عرفت منذ الازمنه القديمه وهي استعمال العلق الطبي وهي ديدان رفيعه بسمك عود الثقاب وبطول يتراوح بين 4-6 سم يكثر وجودها في المزارع التي فيها برك الماء الصافي وغير المالح وتجمع هذه الديدان لاستخدامها  لعمل الحجامه وهي شرهه جدا لامتصاص الدم حيث توضع على المنطقه المحدده كالظهر او الرقبه او الصدر وتحفز لامتصاص الدم بعمل وخزه في الجلد لاخراج قطرة من الدم تبدا بعدها العلقه بامتصاص الدم ومن الغريب ان هذه العلقة لايمكن سحبها وازالتها عن الجلد طالما هي تمتص الدم حتى لو قطعتها الى عدة قطع اما لو امتلات وشبعت فيمكن بنفخة عليها
او لمسة بسيطه فتسقط لحالها بعد ان يصبح حجمها عدة اضعاف حجمها الاصلي حتى تصبح بحجم الاصبع وقد اوصى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بالحجامه وخصص لها اياما محدده وساعات محدده في عدة احاديث صحيحة
4-
الكي وهو استخدام جمرة من النار متقده توضع على مناطق الالم ولم ينصح  رسول الله بالكي والمثل الشائع يقول اخر العلاج الكي
شرب ماء زمزم وفي الحديث النبوي (ماء زمزم لما شرب له)0 ولقد وجد كثير من المرضى الشفاء بماء زمزم وحدثني احد الزملاء وهو اختصاصي بامراض العيون واكد لي انه استخدم ماء زمزم كقطرة للعين وكانت النتائج مذهله في بعض الحالات وخاصة الحساسيه
6- زيارة اضرحة آل البيت عليهم السلام والمزارات المقدسه
7- الحمامات المعدنيه الحارة واشهره حمام العليل وعين كبريت في الموصل لعلاج بعض الامراض الجلديه والام المفاصل
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

689 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع