المكتبة الالكترونية

 د.ضرغام الدباغ / برلين


المكتبة الالكترونية

كتبت أكثر من مرة، أن الكتاب الالكتروني أصبح ضرورة حاسمة، وأن الكتاب المطبوع يحتضر، وإذا كان هناك ثمة من لا يزال يفضل الكتاب الورقي المطبوع، فذلك بحكم العادة والإدمان فقط ليس إلا، والكتاب الالكتروني سيفرض نفسه حتماً، أو بالاحرى هو الآن حاليا ضرورة حاسمة.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فإن من يعتاد على القراءة والكتابة بالكومبيوتر، فسوف يجد أن الكتابة الالكترونية أفضل بالتأكيد ولا سيما إذا أتقن العمل بالكومبيوتر وأستخدم التقنيات بكفاءة، وهي مسألة ليست سهلة، ولكنها ليست صعبة لمن يقرر ويصمم، وإذما اتقن العمل واستوعب التقنيات، فسوف لن يستطيع العودة إلى القلم والورقة، أما القراءة في الكومبيوتر، فهي أسهل، لأن القارئ يستطيع تكبير الحرف كما يشاء وينقل جملاً كاملة أو يطبعها أو يصورها، أو يلونها كما يشاء ويضع أنماط من الكتابة العربية والأجنبية ويقطع نصوصاً ويلصقها في صفحة أخرى، أو يسحب خطاً تحت الجمل المهمة. وكل ما يحتاجه هو كومبيوتر جيد ذو قدرة عالية (نسبياً) وهذا يتراوح ثمنه بين 600 ــ 700 يورو، ثم إلى مونيتور (شاشة عرض) جيدة بقيمة 120 ــ 140 يورو.
ويحتاج من يعمل بحرفنة (عمل يومي محترف ودؤوب) يحتاج إلى جهاز حفظ (فلاش) وهناك أنواع عديدة منها، وبقدرات تخزين مختلفة ومتنوعة. وتنقسم الاجهزة الحافظة (الفلاش) ذو القدرات العالية (128ـــ 500 ــ 1000 غيغا فما فوق) إلى نوعين: عادي، ونوع حديث (ٍSSD) وهو قوي وبدرجة عالية من الامان، إضافة إلى صغر حجمه. فالنوع الأبسط منه هو بحجم (500 غيغا) بحجم 3 أصابع تتسع لنحو 150 ألف كتب، ورقيق ووضعه في الجيب لا يمثل مشكلة، ولكنه غال السعر حاليا (80 يورو)، إلا أنك تؤمن على ما تريد حفظه بدرجة أمان عالية جداً.
ومكتبتي الحالية تضم نحو 70 ألف كتاب الكتروني، إضافة إلى أعمالي وهي بحجم كبير، تضم مؤلفاتي التي باتت نحو 73 كتاب، بين تأليف وترجمة. ومقالات وبحوث. ثم أني أحتاج تأمين القضايا الشخصية، ومقتنياتي من الأعمال واللوحات الفنية. والموسيقية. وتأمل قارئي العزيز أنك تضع في جيبك الصغير شيئ أصغر من علبة الكبريت، يضم 150 ألف كتاب، الحفاظ عليها وإيجاد المكان لها أمر تعد في ظروف اليوم أمراً في غاية الصعوبة ما لم نقل بدرجة الاستحالة. وحالياً مكتبتي الورقية (من الكتب المطبوعة) لا تتجاوز 800 ــ 1000 كتاب فقط، بعد أن كانت قبل عشرة سنوات حوالي 35 ألف كتاب، تبرعت بمعظمها للمكتبات العامة، واحتفظت بالكتب التالية: القواميس(ألماني، انكليزي، فرنسي، اسباني، تركي)، الموسوعات، الأطالس، وكتب ومناهج التعليم لدراسة العلوم السياسية لكافة الصفوف والدراسات العليا (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراه) والمصادر عن الدبلوماسية، وبعض الأعمال الفنية، والكتب والأعمال المهداة لي من مؤلفيها ...الخ
ولصعوبات موضوعية عديدة تجعل من حيازة الكتاب المطبوع قضية صعبة، فمكتبة متواضعة من 700 ــ 800 كتاب سوف تستلزم مكتبة بأبعاد 1 متر عرضاً وبارتفاع 2,30 مترين وثلاثون سم. أما الذين مكتبتهم تعد بالاف الكتب، فلا بد من تخصيص غرفة للمكتبة، أما إذا كانت الكتب بعشرات الآلاف من الكتب، فهذا يستدعي غرفتين، وإذا علمنا أن أيجار شقة متوسطة الجودة ليست أقل من 7 ــ10 يورو للمتر المربع الواحد، (والإيجارات تتصاعد)وهذا يعني أن صاحب المكتبة الكبيرة سيدفع شهرياً مبلغا كبيراً ليحتفظ بمكتبته، وقد تفوق قدراته المالية.
أدعوا المثقفين العراقيين والعرب إلى التحول إلى الثقافة الالكترونية، فهذه تفتح لهم أفاقا عريضة وعالما من المعرفة مترامي الأطراف. ولا يمكن الاستغناء مطلقاً عن الكومبيوتر، وليست مبالغة اليوم أعتبار من لا يعرف او يتقن أستخدام الكومبيوتر هو شخص أمي، والكومبيوتر ليس فقط للقراء والحفظ، بل بدرجة مماثلة من الاهمية، الدخول إلى عالم الأنترنيت الرحب الذي لا حدود له، والذي اصبح ضرورة لا محيص عنها في عالم البحث والدراسة، والقراءة وإعداد البحوث والدراسات والتقارير .. ولا سيما لم يتقن إحدى اللغات الاجنبية المهمة: الانكليزية، الالمانية، الفرنسية، الاسبانية، الروسية.
ولو سألني أحد ماذا أنصح كهواية وكعمل مفيد سأقول له : أمران إثنان أجعلهما نصب عينيك : تعلم الكومبيوتر من كل ولا بد، وتعلم لغة أجنبية من الثلاث الأوائل، تعلمها لدرجة الاتقان.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

891 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع

تابعونا على الفيس بوك