سعد السامرائي
تطبيـع دول الخليج مع الصهاينة وعلاقته بالعراق!
تطبيع بعض دول الخليج العربي مع الكيان الصهيوني لا يمكن قراءته بمعزل عن الواقع الإقليمي المليء بالمخاطر والتحديات فهناك تهديد مزدوج: هما المشروع الصهيوني الذي يطمع بما يسمى أرض الميعاد ، لكن سقف أحلامه التوسعية غالباً ما ينتهي في شمال الجزيرة العربية. ومن الناحية الاخرى هناك مشروع ملالي ايران وثورة المقبور خميني، الطائفي التوسعي، الذي يحاول ابتلاع دول الخليج العربي والبحر الأحمر عبر ذيوله من الميليشيات الطائفية التابعة له ..اذا إيران اليوم تمثل تهديداً مباشراً على أمن الخليج العربي أكثر من أي وقت مضى، فهي لا تخفي أطماعها في الهيمنة على ثرواته وممراته المائية الاستراتيجية، وتعمل عبر عملائها الطائفيين على زعزعة الاستقرار الداخلي وتمزيق النسيج الاجتماعي. هذا المشروع الفارسي يختلف عن المشروع الصهيوني من حيث اتساعه وخطورته، إذ أن طموحاته تتجاوز مجرد السيطرة الجغرافية إلى ابتلاع دول كاملة وتغيير هوياتها ودينها!.
من هذا المنطق، فإن بعض دول الخليج ترى أن الخطر الإيراني أكثر تهديداً من الخطر الصهيوني، وأن التعامل مع "الإمبريالية الصهيونية" أقل تكلفة من مواجهة "الإمبريالية المجوسية". وعليه، يصبح التطبيع خياراً استراتيجياً لحماية الذات وتوازن القوى، وإن كان مرفوضاً شعبياً وأخلاقياً وعربيا ..
هذا معناه ان التطبيع ليس حباً بالكيان الصهيوني، بل هو نتاج خوف عميق من التمدد الإيراني، ورغبة في إيجاد توازن يحمي الخليج من أطماع ملالي طهران وعملائهم الطائفيين الذين يضعون مصالح أمتهم في خدمة مشروع توسعي مريض .
لنتحدث بصراحة , من وجهة نظرنا كعراقيين وكعرب نقول ( تذكروا هذه الجملة دائما ) :لا يوجد افضلية بين احتلالين فكلا الخيارين سيكلف العراق والدول العربية خسائر كبيرة ,لكن أثر كل منهما يختلف في النوع والمدة فمن خلال ذيول ايران من الحشد والفصائل المسلحة المتغلغلة سياسيا واقتصاديا بمفاصل الدولة جعلت هذا النمط استحواذي طويل الأمد نتائجه الغاء الهوية العراقية وجعل العراق تابعا لها بكل شي يحميها من العقوبات الدولية ويجعله مخزنا قائما وواسعا تستنزفه والجميع يعلم انه يتحمل كل الضرر و تبعات ذلك من سرقات لثرواته واراضيه ومياهه وشعبه وسيتحمل عقوبات دولية من خلال تحويل موارد العراق لصالح شبكات نافذة وعميلة بدلا من المصلحة العامة للعراق وشعبه.
ماذا لو حضر الاحتلال الصهيوني؟!
تاريخياً، إسرائيل لم تُظهر نية أو قدرة على احتلال كامل للعراق فالأسلوب الإسرائيلي يميل إلى العمل العسكري أو الاستخباراتي المحدود لضرب تهديدات العراق لضرب او تحرير فلسطين ولو فؤضنا انها تسعى لاحتلال شامل للعراق فان ذلك سيواجه مقاومة عنيفة ويقود إلى اضطراب إقليمي هائل ومقاطعات دولية. كما أن انعكاسات ذلك على التركيبة الاجتماعية والدولية ستكون كارثية,لذلك هي جل ما تسعى اليه التمدد لحدود الفرات واحتلال ما بينهما .!
مقارنة نوعية للمخاطر التي ستحيط بالعراق:
لو اردنا الحديث عن مقاومة فها نحن بعد 22 سنة احتلال لا توجد بوادر مقاومة مسلحة جدية رغم كلاوات الاعلام الفيس بوكي ولن تتولد مقاومة للاحتلال الفارسي لدول الخليج العربي وان وجدت فستكون محدودة بسبب ضعفها العددي وتركيبتها السكانية التي فضلت ان تكون نسبتها اكثر من 85 % من الصوب الاخر ومن مهاجري شرق اسيا !
أما الاحتلال الإسرائيلي (لو حصل) فسيُنتج تصعيدًا عسكريًا سريعًا ومقاومة واسعة وتأثيرات إنسانية وقانونية وسياسية عالمية فلذلك لن تغامر الصهيونية كذلك فان أرض ميعادها تنتهي عند حدود شمال السعودية !.
الخلاصة العملية (النصيحة)
بدلاً من (اختيار أفضلأ من اثنين)، يكون الخيار العقلاني لِمصلحة العراقيين هو: استعادة السيادة الوطنية عبر بناء مؤسسات قوية وغير طائفية، تقوية جيش وشرطة موحدين خاضعين للدولة، محاربة الفساد في قطاع الموارد، وإجراء تحالفات دبلوماسية متوازنة تمنع أي طرف خارجي من فرض سيطرته. هذا أقل كلفة من الرضوخ لأي احتلال—فارسي كان أم صهيوني أم تركي وذلك لن يتم الا بقيام حكومة وطنية غير طائفية.
الخلاصة: رغم ان قرار دول الخليج العربي بالتطبيع مع الصهاينة هو قرار بعيد عن التضامن العربي واناني الا انه يمثل محور الصراع حول الوجود(وجودها اقصد) لذلك فهي لا يهمها ان يحتل الصهاينة الدول العربية شمال السعودية وسيناء بقدر مايهمها ان تحافظ هي على نفسها ومصالحها من احتلال فارسي جرثومي! فإيهما افضل لها عنتريات فارغة انها ستقاوم المحتل الفارسي ام تتحالف مع الصهاينة لكي يحموا دولها من جرثومة خميني ؟لا سيما ومصالحهما تتطابق هنا في منع الفرس من انتاج سلاح نووي وهذا برأي سبب تطبيع دول الخليج العربي مع الصهاينة ,اذن المشكلة تكمن باطماع المجوس لو انتهت وقسمت دولتهم لقل خطرها ان لم ينتهي ولربما تعود دولنا الخليجية لحضنها العربي.
832 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع