أسامة الأطلسي
مصير قيادات الخارج.. هل يغيّر وجه الصراع في غزة؟
الأنباء التي ترددت عن استهداف إسرائيلي محتمل في قطر، وما أثير حول مصير قادة حماس المقيمين في الخارج، لم تمرّ مرور الكرام داخل غزة. ورغم ضبابية التفاصيل، إلا أن صدى هذه الأخبار أحدث ارتدادات لافتة بين السكان، حيث برزت مشاعر متباينة تتراوح بين الفرح، والارتياح، والأمل في أن تكون هذه التطورات مقدمة لنهاية الحرب.
بين معاناة الداخل وغياب القيادة
منذ سنوات، يعيش الغزيون تحت وطأة حصار خانق، حروب متكررة، ونقص حاد في الغذاء والدواء. في المقابل، ينظرون إلى قادة حماس في الخارج وهم يتنقلون بحرية بين العواصم، ويظهرون في مناسبات دبلوماسية بملابس أنيقة بعيدًا عن تفاصيل الجوع والخوف اليومي. هذا التناقض الفج جعل شريحة واسعة من الناس ترى أن غياب هؤلاء القادة – إن صح – قد يفتح نافذة لتغيير باتت الحاجة إليه ملحّة.
أصوات الناس: "نريد وقف الحرب"
الناس في غزة لا يتطلعون اليوم إلى انتصارات وهمية أو شعارات رنانة، بل إلى أبسط مقومات البقاء: أمان، غذاء، دواء، وسقف يحمي أطفالهم من البرد والقصف. "لقد تعبنا من أن نكون وقودًا لحروب لا نعرف نهايتها"، تقول سيدة خمسينية من غزة، مضيفة: "ما نريده فقط هو وقف الحرب لنعيش كبشر."
هذه الكلمات تعكس تحوّلًا عميقًا في المزاج الشعبي، من الصبر السلبي إلى المطالبة الفعلية بوقف القتال مهما كانت الظروف.
ما بعد الغياب: فرصة أم خطر؟
غياب القيادة الخارجية – إذا تأكد – يضع الحركة أمام مفترق طرق. فإما أن تتحول الفوضى إلى مزيد من المعاناة والانقسام، أو تُفتح الطريق أمام أصوات جديدة أكثر قربًا من الشارع، تعطي الأولوية لحياة الناس على حساب الأجندات الخارجية والاعتبارات الأيديولوجية.
استعادة الصوت الوطني
الأهم اليوم أن تُعاد البوصلة إلى أصل القضية: التحرر والكرامة الوطنية. لم تعد غزة قادرة على دفع ثمن حسابات إقليمية أو تحالفات خارجية. الحرب أثبتت أن القوة لا تمنح أمنًا، وأن الشعارات لا تُطعم جائعًا. ما يحتاجه الناس هو قيادة وطنية حقيقية، تفكر بمستقبلهم لا بمصالحها.
الخلاصة
قد يكون ما يحدث مجرد شائعة إعلامية، وقد يكون بداية لتحول سياسي أعمق. لكن المؤكد أن الغزيين، وسط الدمار والجوع، أوصلوا رسالتهم بوضوح: كفى حربًا. كفى شعارات. آن الأوان لحياة جديدة.
720 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع