أحمد الحاج جود الخير
رسالة عاجلة إلى أشباه النشطاء ونظرائهم وأدعيائهم !!
بداية دعوني استهل مقالي هذا بدعوة الكتاب والمثقفين والإعلاميين كافة للكتابة عن معاناة الناس عامة وعلى مختلف الصعد ولو لمرة واحدة على الاقل، وإن لم يتعرضوا لعشر معشار مأساتهم بعد لإبراء الذمة أولا ، وقبل أن يصيبهم شيء من غبارها و تداعياتها وتبعاتها في المستقبل المنظور لا محالة ثانيا ،وأخص بالذكر أولئك الذي يزعمون على الدوام بأنهم نشطاء في مجال حقوق الإنسان مستعرضين طوال العام كم الشهادات الورقية التكريمية والتقديرية الإلكترونية - الفالصو - التي يحصلون عليها تباعا وبالهبل على طريقة - علك المخبل ترس حلكه - كما جاء في الامثال العراقية الدارجة ، وجميع الشهادات مرسلة من منظمات ومؤسسات غير موثوقة ولا معروفة بالمطلق ، وكلها ولا أقول جلها مرسلة من حسابات منظمات وهمية ،ومن مؤسسات زائفة عبثية تنتشر بكثرة على الفضاء السيبراني موجهة الى العالم العربي تحديدا لتدمير إعلامه وتعليمه وثقافته ،ولا وجود لها على أرض الواقع أساسا ،ومعظمها يُرسَلَ من حسابات أوروبية شرقية أو شمال إفريقية ولاسيما من المغرب ومصر ، وهي عبارة عن شهادات تكريم ورقية تغص بالأختام والتواقيع والشعارات البراقة والأسماء غير المعرفة ولا المعلومة ، وأحيانا تتضمن أوامر تنصيب وتعيين بمناصب رفيعة ولكن فضائية وبما يدعو للرثاء والسخرية في آن واحد ، فيما تمنح أخرى شهادات دكتوراه فخرية أو دبلوم عال في مختلف التخصصات الجامعية ، العلمية منها والانسانية ،النظرية منها والتطبيقية ، ولو كان الشخص المُكرَم غير حاصل على الشهادة الابتدائية ، كل ذلك بعد رفع صورة مُكرمٍ سابق وإزالة اسمه منها ، لغرض وضع اسم وصورة مُكرمٍ لاحق بدلا منها ، وهكذا دواليك يتم تكريم عشرات الألوف من أمثال هؤلاء المغرر بهم سنويا في أرجاء العالم العربي للضحك على ذقون الجميع واستحمارهم وسرقة بياناتهم الشخصية حاضرا ، وابتزازهم مستقبلا ، ليغرر المكرمون بدورهم عن طريق نشر هذه الشهادات والألقاب والتوصيفات الرفيعة المزيفة بأصدقائهم على مواقع التواصل ، وإيهامهم بأنهم أشخاص على قدر كبير من الاهمية والثقافة والألمعية واللوذعية المشفوعة بسعة العلاقات الدولية والاقليمية ، والأعجب هو كم التهاني والتبريكات والتعليقات التي تكتب على حسابتهم من قبل المغفلين المصدقين بهم ، أو المتزلفين لهم ، فهذا سفير السلام العالمي ، وذاك سفير سفراء الإخوة الإنسانية الدولية ، وذاك قنصل الثقافة العالمية ، وهذا بطل المحميات الطبيعية ، وآخر ممثل الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في دول الكاريبي والمحيط الهادىء مع أن بعضهم لم يسافر في حياته كلها لا الى البصرة الفيحاء ، ولا الى الموصل الحدباء ، ولا الى كردستان الخضراء داخل العراق ، فكيف به وقد عين سفيرا - ورقيا - في دول امريكا اللاتينية ، أو دول المحيط الهادىء ؟!، وهلم جرا من شهادات وهمية تكرمهم وتعينهم وتضفي عليهم من الصفات والألقاب العلمية الرنانة وبما يصل أحيانا الى منحه لقب بروفيسور ، أو استاذ مساعد دكتور ، كل ذلك على لا شيء قام به في المجال الذي تم تكريمه فيه ، وللاشيء صنعه أحدهم في التخصص الذي كرم على أساسه ، ولا مقابل أي مقال كتبه ،ولا أي بحث علمي قدمه ، ولا أي عمل انساني أو تطوعي صنعه أو اقترحه ، ولا محاضرة ألقاها ، ولا ندوة أدارها ، ولا كتاب ألفه ، ولا برنامج قدمه ، وبما تحول الى ظاهرة مقيتة وخطيرة في نفس الوقت لا أستبعد من وقوف الوحدة 8200 خلف بعض منها بهدف اشاعة الفوضى غير الخلاقة في أرجاء العالم العربي ، وبما أقترح على الجميع متابعته مليا ، ونقده عن كثب ، والتحذير من مخاطره باستمرار قبل أن يستفحل أكثر وأكثر وبما لا تحمد عقباه ، لأن بعض المكرمين بدأ يعاني واقعا من تضخم الأنا ، وانتفاخ الذات، وأخذ يصدق نفسه ، ويسوقها على أساس ما تم تكريمه ووصفه كذبا به ، وبالأخص الشهادات التي تمنح بعضهم لقب سفير السفراء ،أو شخصية العام الدولية بحلول رأس السنة الميلادية 2025 ...2024 ...2023 !
وأضيف وبعد احالة الآف الكفاءات والخبرات المحلية على التقاعد عقب تخفيض السن القانوني الى 60 سنة بدلا من 63 كما كان عليه الحال لعقود طويلة ، ومع وجود ثغرة قانونية لم ترتق ولم تعالج بعد في هذا القرار الذي ينص على الإحالة على التقاعد بعد اكمال السن القانوني وليس عند دخول السن ، ولكن الملاحظ بأن الإحالة تتم فور دخول الموظف السن القانوني حتى بات بعضهم يتشاءم من مناسبة يوم مولده التي يروج لها الفيس بوك سنويا لأنها ( = إخراجه من الخدمة الوظيفية في نفس اليوم الذي يتلقى فيه التهاني بعيد ميلاده وقد سمعت بأذني من يشتم المهنئين بهذه المناسبة بدلا من شكرهم قائلا : بعد ما عجز وشاب وأخرجوه من الوظيفة صاروا يهنئونه بعيد ميلاده ، ودوه الكتاب ، وكأنك بلسان حاله ومقاله يردد رائعة الاطرش - عُدت يا يوم مولدي .. عُدت يا أيها الشقي ، الصبا ضاع من يدي ، و غزا الشيب مفرقي ، ليت يا يوم مولدي كنتَ يوما بلا غد !!!) ، وليس بعد اكماله السن القانوني ، وبما يعني خسارة المتقاعد لعام كامل برواتبه ومخصصاته وعلاواته وترفيعاته ، بل وخسارته عاما كاملا لم يعد بمقدوره اضافته الى الخدمة التقاعدية الاجمالية كذلك وهي الأهم لأن بعضهم لم يكمل 15 عاما وهو بحاجة ماسة الى هذه السنة الاضافية ، كل ذلك من دون وجه حق انساني ، ولا تفسير قانوني يذكر ، ومع أن معظم دول العالم تزيد في سن التقاعد بدلا من خفضه للافادة من الخبرات والكفاءات لخدمة البلاد والعباد،مقابل تأمين احتياجتهم كافة بعد الاحالة على التقاعد في الدول التي ترفع والتي لا ترفع سن تقاعدها على حد سواء ، ولا صحة لاخراج كل هؤلاء مقابل تعيين موظفين جدد ليحلوا بدلا منهم فما تزال الواسطة وأخواتها هي الفيصل الفاصل ..
ومع مطالبة المتقاعدين وأصحاب الشيبة المباركة مرارا وتكرارا لتفعيل المواد 13، 14، 26 من قانون التقاعد الموحد وزيادة رواتب المتقاعدين الى مليون دينار على أقل تقدير والتي تعد من أهم مطالب المتقاعدين المدنيين والعسكريين ، اضافة الى المطالبة بالاسراع في تشريع التعديل الثاني لقانون التقاعد رقم 9 لسنة 2014 وتنفيذ المادة 36 الخاصة بالتضخم وشمول المتقاعدين المحالين إلى التقاعد قبل عام 2014 أسوة بالمحالين بعده وإذا برواتب المتقاعدين وبدلا من الاستجابة لكل المطالب السابقة وبدورها باتت تتأخر في الآونة الأخيرة عن موعد صرفها ولأيام عدة ومن مبررات ولا تفسيرات منطقية تذكر ، برغم حاجة المتقاعد الماسة الى الراتب في موعده المقرر بداية الشهر، أو حتى قبل حلوله بيوم أو يومين لسداد بدل إيجار المنازل ، دفع حساب المولدات الاهلية ، للعلاج وشراء أدوية الأمراض المزمنة ، دفع فاتورة الماء والكهرباء الوطنية ، دفع مبلغ الحصة التموينية و خدمات الغاز ورفع النفايات والانترنت والنقل وما شاكل ...
أقول ما قرأتم ولست شخصا متقاعدا بالمناسبة ، ولا أتقاضى راتبا تقاعديا لأحد أفراد الاسرة لا بالوكالة ولا بالأصالة ، إلا أن ما أسمعه وأقرأ عنه وأشاهده من تقارير يومية عن معاناة هذه الشريحة المظلومة وعلى لسان المتقاعدين أنفسهم ما يشيب له الرأس ، وأجزم بأن أصدق وأبرك ما تكتبه من معاناة الناس واخلصها هي تلك التي ليس لك فيها مصلحة دنيوية قط ..لأن بعض من أعرفهم ولا أعرفهم لم ولن يكتب عن معاناة انسانية ما إلا بعد أن يكتوي بنارها شخصيا ، أو يوظفها سياسيا ، أو يؤطرها طائفيا ، أو يدخلها في المتاهات الانتخابية ..وهذا ما أمقته وأحذر منه بدرجة 180 .
والأعجب أن بعض الكتاب والصحفيين والإعلاميين العراقيين ، لايكتب لا عن مأساة الايتام والارامل والمطلقات والعوانس والمظلومين والجياع والمحرومين ، ومثلها التفكك العائلي ، والعنف الأسري ، ولا يكتب عن معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة وعمالة الاطفال ، ولا عن المرضى المتعففين والمسنين والمشردين ، ولايكتب عن مأساة النازحين والفقراء والعاطلين والكادحين ، ولا يكتب عن خطر الرذائل والآفات المجتمعية ، ولا الكتابة في فضائل الأخلاق وأحكام الشريعة وأصول الدين ، ولا يكتب عن أزمات المياه والتصحر والجفاف والكوارث الطبيعية والجائحات الوبائية والأمية الأبجدية ،ولا عن تراجع الصناعة والزراعة والتجارة في البلاد ، ولا يكتب ولو حرفا واحدا عن معاناة أهل فلسطين ومثلهم في الصومال واليمن وليبيا والسودان ولبنان، ومن ثم يسوق نفسه مدعيا وبعد ذلك كله بالتزامن مع نشره الشهادات الورقية الالكترونية الوهمية - التي تزعم تقديره وشكره والثناء الكبير عليه لقاء جهوده الحثيثة المضنية طوال العام و في مختلف المجالات الانسانية ، و الانشطة المجتمعية - على صفحاته في مواقع التواصل الاجتماعية على،أنه "كاتب ومثقف وناشط وصحفي عراقي في مجال حقوق الإنسان !!" ..
وبالعامية "لك هاي إذا ناشط في حقوق الإنسان كما تزعم وتدعي، وهذا هو حالك الشحيح اللا وطني، واللا أخلاقي ، واللامهني، واللامنتمي المزري ،عجبا إذا لم تكن ناشطا قط وفي أي مجال من المجالات الإنسانية شكان سويت ..دنبك ؟!" . أودعناكم اغاتي
740 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع