البنتاغون وتحديات الذكاء الاصطناعي بين تخفيض الأولوية وإعادة التموضع

اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس

البنتاغون وتحديات الذكاء الاصطناعي بين تخفيض الأولوية وإعادة التموضع

 

صورة منقولة من المقال الأصلي المبين بالملحق (ب) توضح مستوى الاستخدام الميداني للذكاء الاصطناعي

المقدمة
أقدمت وزارة الدفاع الأميركية مؤخراً على خطوة إدارية أثارت كثيراً من الجدل في الأوساط العسكرية والإعلامية، تمثلت في نقل تبعية مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO) من الارتباط المباشر بنائب وزير الدفاع إلى إشراف رئيس هيئة البحث والتطوير في الوزارة. ورغم أن القرار قد يبدو للوهلة الأولى إجراءً تنظيمياً عادياً، فإن دلالاته تتجاوز البنية الإدارية، إذ اعتبره العديد من الخبراء والمسؤولين السابقين رسالة واضحة تعني أن الذكاء الاصطناعي لم يعد يحظى بنفس الأولوية التي كان يتمتع بها داخل البنتاغون.
هذا التطور جاء في وقت يشهد العالم سباقاً محموماً على امتلاك التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي العسكري، حيث تعمل قوى كبرى مثل الصين وروسيا على إدماج هذه التقنيات بسرعة في أنظمتها القتالية وعملياتها الميدانية. وبالتالي فإن أي إشارة من واشنطن إلى تقليص مستوى الاهتمام بهذا المجال الحساس تُقرأ مباشرة على أنها تراجع استراتيجي قد ينعكس على ميزان القوى في المستقبل القريب.
هدف هذا المقال هو تسليط الضوء على خلفيات القرار الأميركي، وقراءة مبرراته الرسمية، ومناقشة الانتقادات التي وُجّهت إليه، قبل الانتقال إلى تحليل أعمق حول ما إذا كان يمثل فعلاً “تخفيضاً” لأهمية الذكاء الاصطناعي، أم أنه محاولة لإعادة تنظيمه ضمن هيكل الوزارة بصورة أكثر رسوخاً.

خلفية عن مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO)
أنشئ مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (Chief Digital & AI Office – CDAO) في أواخر عام 2021 نتيجة دمج عدة مبادرات تقنية كانت تعمل بشكل منفصل داخل وزارة الدفاع الأميركية، أبرزها مركز الذكاء الاصطناعي المشترك (JAIC) ومشروع مافن (Project Maven). وقد جاء هذا الدمج بهدف توحيد الجهود المتفرقة في مجال الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، وتوفير قيادة مركزية قادرة على وضع السياسات، والإشراف على الأبحاث والتطوير، والتعامل مع عقود المشتريات التكنولوجية الخاصة بالوزارة.
منذ تأسيسه، حظي المكتب بميزة استثنائية تمثلت في ارتباطه المباشر بنائب وزير الدفاع، ما منحه وزناً سياسياً وتنفيذياً غير معتاد، خاصة وأن مسؤولياته تتقاطع مع ثلاثة مجالات حساسة عادة ما تُقسم بين وكلاء وزارات مختلفين (السياسات، البحث والتطوير، المشتريات). هذا الموقع جعل CDAO ليس مجرد هيئة تقنية، بل أداة استراتيجية قادرة على الدفع بملفات الذكاء الاصطناعي إلى أعلى سلم أولويات البنتاغون، وربطها مباشرة بالقرارات اليومية العليا.
ولعل هذا ما يفسر المكانة الرمزية التي حازها المكتب منذ البداية، باعتباره انعكاساً لإدراك الولايات المتحدة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تكنولوجيا مستقبلية، بل ضرورة حاضرة تُحدد شكل الصراع العسكري المقبل. ولذلك فإن أي تغيير في موقعه التنظيمي داخل الوزارة يُنظر إليه على الفور كمؤشر له دلالات تتجاوز البعد الإداري البحت.

تفاصيل القرار الجديد ومبرراته المعلنة
في الرابع عشر من آب/أغسطس 2025 أصدر نائب وزير الدفاع الأميركي ستيف فاينبرغ مذكرة تضمنت إعادة تنظيم هيكلية مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO)، بحيث لم يعد يرتبط مباشرة بمكتبه، بل أصبح خاضعاً لإشراف رئيس هيئة البحث والتطوير في الوزارة إميل مايكل. وقد أكد فاينبرغ أن هذا التغيير يسري "بأثر فوري"، ما يعني أن المكتب فقد امتياز صلته المباشرة بأعلى مستوى إداري تنفيذي بعد وزير الدفاع.
التبريرات الرسمية التي رافقت القرار جاءت في سياق الحديث عن تبسيط الإجراءات ومنع تضخم البيروقراطية. فقد شدد مسؤولون في الوزارة على أن الخطوة لن تؤدي إلى إنشاء طبقات إضافية من المراجعة أو تعقيد المسارات الإدارية، بل ستُبقي المكتب قادراً على أداء مهامه القانونية دون انقطاع. وأوضحوا أن الهدف هو تحويل مكتب الذكاء الاصطناعي إلى محرك ابتكار أكثر قوة، قادر على نقل التقنيات من المختبر إلى ميدان القتال بسرعة وفاعلية.
غير أن المذكرة لم تحدد مدة هذه "المرحلة الانتقالية"، ولم تكشف ما إذا كان الوضع الجديد سيصبح دائماً أم أنه خطوة مؤقتة في سياق المراجعات التي طلب فاينبرغ إجراءها خلال الأشهر الثلاثة إلى الأربعة المقبلة. كما أُسندت إلى رئيس البحث والتطوير مهمة إعداد خطة شاملة للذكاء الاصطناعي في غضون 60 يوماً، إلى جانب تقديم مقترحات لتحديث الميثاق التأسيسي الذي يحدد صلاحيات المكتب ومسؤولياته.
بهذا المعنى، تبدو الخطوة في ظاهرها محاولة لإعادة ترتيب البيت الداخلي، لكنها في مضمونها تطرح أسئلة جوهرية حول مستقبل الذكاء الاصطناعي في البنتاغون وما إذا كان سيظل على رأس قائمة الأولويات الاستراتيجية.


الجدل والاعتراضات
أثار القرار منذ لحظته الأولى موجة من الانتقادات في أوساط الخبراء والمسؤولين السابقين في وزارة الدفاع. فقد رأى كثيرون أن نقل مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO) من تبعية نائب الوزير إلى رئيس البحث والتطوير يعني تقليصاً واضحاً لمكانته، ورسالة ضمنية بأن الذكاء الاصطناعي لم يعد يحظى بنفس الأولوية التي كانت معلنة في السنوات الأخيرة.
الفريق المتقاعد جاك شانهان، الذي قاد مشروع مافن وكان أول مدير لمركز الذكاء الاصطناعي المشترك (JAIC)، اعتبر أن هذه الخطوة "تتناقض مع الخطاب الرسمي" الذي شدد على أن تبني الذكاء الاصطناعي ضرورة عاجلة. وأضاف أن أي منظمة كانت ترفع تقاريرها مباشرة إلى نائب الوزير ثم تُنقل إلى مستوى أدنى، فإن الرسالة إلى القوات تكون واضحة: الذكاء الاصطناعي ليس في صدارة الأولويات.
وبالمثل، أعرب مايكل هورويتز، المسؤول السابق في وزارة الدفاع، عن قلقه من أن القرار يمثل تراجعاً عن الهدف الأساسي المعلن، وهو نشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع وسريع عبر جميع أفرع القوات المسلحة. واعتبر أن "تخفيض مستوى الذكاء الاصطناعي في البنتاغون مخاطرة كبيرة في هذه المرحلة"، خصوصاً وأن الخصوم الاستراتيجيين للولايات المتحدة يحرزون تقدماً ملحوظاً في دمج تقنيات القيادة الذاتية والأنظمة الذكية في ميادين القتال.
الاعتراضات لم تقتصر على البعد الرمزي فقط، بل طالت أيضاً البعد العملي. فمكتب الذكاء الاصطناعي كان على علاقة مباشرة بالقيادات المقاتلة حول العالم (COCOMs)، حيث شارك في اختبار وتطبيق أنظمة متقدمة مثل CJADC2، وهو نظام قيادة وسيطرة مدعوم بالذكاء الاصطناعي. وبالتالي، فإن غياب هذه الصلة المباشرة قد يُضعف القدرة على ربط التطوير التكنولوجي بالتطبيق العملياتي الميداني.
بهذا المعنى، فإن الاعتراضات تمحورت حول نقطتين رئيسيتين: فقدان الزخم السياسي والقيادي من خلال إبعاد المكتب عن المستويات العليا، والخوف من إبطاء الانتشار الميداني للتكنولوجيا في وقت يشهد سباقاً عالمياً محتدماً على الذكاء الاصطناعي العسكري.

القراءة التحليلية: بين التخفيض وإعادة التموضع
يطرح القرار الأميركي إشكالية مزدوجة في تفسيره. فمن جهة أولى، يبدو وكأنه تخفيض لمكانة الذكاء الاصطناعي داخل البنتاغون، إذ انتقل المكتب المسؤول عنه من ارتباط مباشر بالقيادة العليا إلى مستوى بيروقراطي أدنى. وهذه القراءة تجد سندها في تصريحات المسؤولين السابقين الذين رأوا أن الرسالة الضمنية واضحة: الذكاء الاصطناعي لم يعد يحظى بالمرتبة الاستراتيجية نفسها التي وُضعت له قبل سنوات.
لكن من جهة أخرى، يمكن النظر إلى القرار باعتباره محاولة لإعادة التموضع المؤسسي، أي إدماج الذكاء الاصطناعي بصورة أعمق في البنية الدائمة لوزارة الدفاع. فإلحاق مكتب الذكاء الاصطناعي برئيس البحث والتطوير قد يعني أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد مبادرة منفصلة أو استثنائية، بل أصبح جزءاً من منظومة الابتكار الأوسع التي تشمل كل مشاريع الوزارة. وإذا كان هذا هو المقصود فعلاً، فهو تطور يعكس انتقال الذكاء الاصطناعي من "التجربة الخاصة" إلى "القاعدة المؤسسية".
غير أن التحدي هنا يكمن في التوقيت والسرعة. فالولايات المتحدة تعلن دوماً أنها تسابق الزمن للحفاظ على تفوقها التكنولوجي في مواجهة خصومها. وإذا تحول الذكاء الاصطناعي إلى مجرد ملف ضمن ملفات البحث والتطوير، فقد يفقد زخمه وتسقط عنه صفة "الأولوية الاستراتيجية القصوى"، وهو ما قد ينعكس سلباً على سرعة الانتقال من المختبر إلى ميدان القتال.
من هذه الزاوية، يبدو القرار وكأنه يقف بين احتمالين متناقضين:
الأول - إما أن يكون فعلاً إشارة إلى تراجع في الأهمية سيؤدي إلى إبطاء التبني.
الثاني - أو أن يكون خطوة نحو ترسيخ الذكاء الاصطناعي في هيكل الوزارة بطريقة تجعل اعتماده أوسع وأكثر استدامة.
وبين هذين التفسيرين، تبقى الأسئلة مفتوحة حول ما إذا كان البنتاغون قادراً على الموازنة بين الطابع المؤسسي والسرعة التنفيذية، وهما عاملان لا غنى عنهما في سباق التسلح التكنولوجي العالمي.

انعكاسات القرار على مستقبل الذكاء الاصطناعي العسكري
تتباين انعكاسات القرار الأميركي الأخير باختلاف مستوى التحليل الذي ننظر منه. فعلى المستوى الاستراتيجي، يُخشى أن يُضعف القرار موقع الولايات المتحدة في سباق التسلح التكنولوجي مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا، اللتين تمضيان بخطى متسارعة نحو إدماج الذكاء الاصطناعي في أنظمتهما القتالية. أي تباطؤ في واشنطن قد يُقرأ كفرصة من خصومها لتعزيز الفجوة أو تقليص التفوق الأميركي التقليدي.
أما على المستوى العملياتي، فقد يؤدي خفض مستوى تبعية مكتب الذكاء الاصطناعي إلى إبطاء وتيرة تطوير ونشر الأنظمة الذكية في الميدان. على سبيل المثال، النظام المعروف باسم CJADC2، الذي يمثل حجر الأساس لمفهوم القيادة والسيطرة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ما زال بحاجة إلى دعم مباشر من القيادة العليا ليتم تطبيقه بسرعة وعلى نطاق واسع. وإذا فُقد هذا الدعم، فإن الطريق من المختبر إلى ساحة القتال قد يصبح أطول وأكثر تعقيداً.
وعلى المستوى المؤسسي، فإن إدماج المكتب في هيكل البحث والتطوير يمكن أن يكون خطوة إيجابية إذا جرى التعامل معه كوسيلة لترسيخ الذكاء الاصطناعي في كل برامج الوزارة بدلاً من عزله كمبادرة منفصلة. لكن هذا السيناريو يتطلب وضوحاً في الصلاحيات، وإرادة سياسية عليا تبقي على الذكاء الاصطناعي في مرتبة الأولوية، وإلا فإن المكتب سيتحول تدريجياً إلى مجرد وحدة تقنية تفقد قدرتها على التأثير الاستراتيجي.
في المحصلة، فإن انعكاسات القرار ستتوقف على كيفية تطبيقه عملياً: هل سيؤدي إلى تباطؤ وانتكاس في مسار تبني الذكاء الاصطناعي العسكري، أم سيشكّل مرحلة جديدة أكثر نضجاً لترسيخه في صلب المنظومة الدفاعية الأميركية؟

الخاتمة
يُظهر القرار الأخير لوزارة الدفاع الأميركية بشأن مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO) أن موقع الذكاء الاصطناعي داخل البنتاغون لا يزال موضوعاً مفتوحاً للنقاش والتجاذب بين من يعتبره أولوية استراتيجية قصوى يجب أن تبقى مرتبطة مباشرة بالقيادة العليا، ومن يرى ضرورة إدماجه في البنية المؤسسية للوزارة حتى يصبح جزءاً طبيعياً من كل برامجها ومشاريعها. وبين هذين المنظورين، يكمن التحدي الأكبر: كيف يمكن الحفاظ على سرعة التبني والابتكار في وقت يتطلب فيه سباق التسلح العالمي قرارات جريئة ومرنة؟
فالولايات المتحدة لا تملك ترف التباطؤ في هذا المجال، خاصة أن خصومها يحرزون تقدماً ملحوظاً في إدماج الذكاء الاصطناعي في أنظمتهم العسكرية. ومن ثمّ فإن النجاح أو الفشل في هذه الخطوة التنظيمية سيقاس ليس فقط بالنتائج الإدارية، بل بمدى انعكاسها على الميدان، وعلى قدرة الجيش الأميركي على الحفاظ على تفوقه في ساحة المعركة المستقبلية.
ولزيادة الاطلاع، ارفق في نهاية هذا المقال النص الأصلي للمقال المنشور في مجلة Breaking Defense باللغة الإنجليزية، إلى جانب ترجمته الكاملة إلى العربية، ليكون متاحاً للقارئ الذي يرغب في مراجعة المصدر والتعمق أكثر في تفاصيله.

المرفقات
الملحق ( آ) المقال المترجم - البنتاغون ينقل مكتب الذكاء الاصطناعي إلى البحث والتطوير
الملحق (ب) المقال الأصلي بالانجليزية - Pentagon moves AI office under R&D

الملحق ( آ )
ترجمة المقال

البنتاغون ينقل مكتب الذكاء الاصطناعي إلى البحث والتطوير، مما يثير المخاوف من “تخفيض أهمية الذكاء الاصطناعي”
ترجمة
علاء الدين حسين مكي خماس

قال الفريق المتقاعد جاك شانهان، مؤسس مركز الذكاء الاصطناعي المشترك (JAIC)، وهو المكتب الذي سبق إنشاء مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO) الحالي:
“عندما تسحب مؤسسة كانت ترتبط مباشرة بنائب الوزير أو الوزير وتنقلها إلى مكان آخر... فإن الرسالة إلى القوات واضحة وصريحة: هذا لم يعد أولوية.”

بقلم سيدني فريدبيرغ جونيور 18 آب/أغسطس 2025 3:07 مساءً

واشنطن – أمر نائب وزير الدفاع ستيف فاينبرغ بإعادة هيكلة كبرى لجهود وزارة الدفاع في مجال الذكاء الاصطناعي، شملت إعادة تنظيم اعتبرها بعض المسؤولين السابقين إشارة قد تُفسَّر على أنها تقليل من شأن المكتب الرئيسي للذكاء الاصطناعي في البنتاغون.
في مذكرة بتاريخ 14 آب/أغسطس، أطلق فاينبرغ ثلاث مراجعات رئيسية تمتد بين 60 إلى 120 يوماً، وأخضع مكتب الذكاء الاصطناعي والرقمنة (CDAO) – الذي كان يرفع تقاريره مباشرة إلى نائب الوزير إلى سلطة رئيس البحث والتطوير الجديد في البنتاغون، إميل مايكل، وذلك “اعتباراً من الآن”.
قال مسؤول دفاعي لموقع بريكنغ ديفنس مؤكداً التغيير:
“هذا الترتيب الجديد لن يضيف طبقات مراجعة أو عمليات بيروقراطية إضافية. سيواصل CDAO تنفيذ جميع مسؤولياته القانونية الحالية دون انقطاع خلال هذه المرحلة الانتقالية.”
لكن لم يُذكر كم ستستمر هذه المرحلة أو ما الذي سيأتي بعدها. قد يكون ذلك مرتبطاً بجدول المراجعات، حيث تمنح المذكرة لمايكل 120 يوماً لتقديم “مسار مقترح للمستقبل” بشأن نظامين رئيسيين لتبادل البيانات مدعومين بالذكاء الاصطناعي، يديرهما حالياً CDAO ويُستخدمان على نطاق واسع داخل وزارة الدفاع، وهما: أدفانا ونظام مافن الذكي.
كما تمنح المذكرة مايكل ثلاثة أشهر لتقديم توصيات بتحديث “توجيه وزارة الدفاع 5015.98”، وهو الميثاق المؤسس الذي يحدد صلاحيات ومسؤوليات CDAO. وإضافة لذلك، لديه 60 يوماً فقط لتقديم “استراتيجية شاملة للذكاء الاصطناعي في وزارة الدفاع” بما يتماشى مع خطة العمل الخاصة بالذكاء الاصطناعي التي أطلقها الرئيس ترامب.
أنشئ مكتب CDAO في أواخر عام 2021 من خلال دمج عدة مبادرات تقنية عالية المستوى مثل مركز الذكاء الاصطناعي المشترك (JAIC) ومشروع مافن (Project Maven)، لتنسيق استخدامات الذكاء الاصطناعي وتحسينات البيانات الضخمة في وزارة الدفاع. ويتمتع المكتب بسلطات في مجالات السياسة، والبحث والتطوير، والتجهيزات، وهي وظائف عادة ما تُقسم بين ثلاثة وكلاء وزارات مختلفين. وكان يرفع تقاريره مباشرة إلى نائب الوزير، وهو المسؤول تقليدياً عن الإدارة اليومية للوزارة.
قال المسؤول الدفاعي:
“هذا الترتيب الجديد هو الخطوة التالية لجعل وزارة الدفاع تتبنى منهجاً موحداً يقود الذكاء الاصطناعي أولاً. ومن خلال وضع CDAO تحت سلطة البحث والتطوير، فإننا نخلق محرك ابتكار قوي قادر على إيصال التفوق في الذكاء الاصطناعي من المختبر إلى ساحة المعركة.”
غير أن مسؤولاً سابقاً، طلب عدم الكشف عن اسمه، رأى أن الخطوة قد تكون مفيدة إذا كانت تعني ترسيخ الذكاء الاصطناعي كمؤسسة راسخة داخل الوزارة.
وقال:
“إذا كان هذا يشير إلى دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات الوزارة ووظائفها بشكل أساسي، فهذا أمر جيد. فالصناعة دمجت الذكاء الاصطناعي بالفعل، ومن المناسب أن تفعل الوزارة الأمر نفسه. فاليوم كل فرع من القوات لديه مكوّن خاص بالذكاء الاصطناعي، مما يضع التنفيذ في أيدي المقاتلين.”
لكن من جهة أخرى، تابع المسؤول نفسه قائلاً إن نقل الذكاء الاصطناعي الى البحث والتطوير “يبدو وكأنه يتعارض مع الحاجة إلى نشر او انفتاح سريع وعلى نطاق واسع.”
وأضاف:
“ينبغي أن تسارع الوزارة لتطبيق هذه التكنولوجيا عبر سير العمل في كل وظائف القتال. فميزان التنافسية على المحك، وخصومنا يستخدمون بالفعل تقنيات متقدمة للقيادة الذاتية في ميدان القتال. الولايات المتحدة لا تملك ترف تأخير نضوج مزايا قتالية حقيقية.”
وقال مسؤولون سابقون آخرون إن الذكاء الاصطناعي لا يزال جديداً على معظم القوات، ولذلك فهو بحاجة إلى معاملة خاصة، بما في ذلك إبقاؤه على اتصال مباشر مع المستويات العليا للقيادة.
وصرّح الفريق المتقاعد جاك شانهان، الذي قاد مشروع “مافن” وكان مدير مركز الذكاء الاصطناعي المشترك، قائلاً:
“إعادة تنظيم إدارية كهذه لا توحي بأن تبني الذكاء الاصطناعي داخل وزارة الدفاع بالدرجة العاجلة التي أكدها كبار القادة. فعندما تُسحب مؤسسة كانت ترتبط مباشرة بنائب الوزير أو الوزير وتُنقل إلى موقع آخر ادنى داخل البنتاغون، بغض النظر عن النوايا، تكون الرسالة للقوات واضحة: هذا لم يعد أولوية.”
وأشار شانهان بشكل خاص إلى أن المذكرة لم تذكر مصير علاقات CDAO الحالية مع القيادات المقاتلة (COCOMs) المنتشرة حول العالم. فقد تعاونت هذه القيادات بشكل وثيق مع CDAO لاختبار ونشر تقنيات متقدمة، بما في ذلك نسخة مبكرة من نظام القيادة والسيطرة المدعوم بالذكاء الاصطناعي المعروف باسم CJADC2.
من جانبه، وافق مايكل هورويتز، المسؤول السابق في وزارة الدفاع، على رأي شانهان، معتبراً أن وضع CDAO تحت ادارة البحث والتطوير يمثل تراجعاً عن هدف البنتاغون المعلن بتسريع نشر الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع عبر القوات المسلحة.
وقال هورويتز لموقع بريكنغ ديفنس:
“تخفيض مكانة الذكاء الاصطناعي داخل البنتاغون يبدو مخاطرة كبيرة في هذه المرحلة من التاريخ. ان نجاح هذه الخطوة سيتوقف على مدى وصول الذكاء الاصطناعي إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي داخل الخدمات العسكرية، بحيث لا تعود هناك حاجة لمؤسسة خاصة فائقة القوة تعنى به. لكن الواقع أن البنتاغون كان بطيئاً جداً بالفعل في ما يتعلق بتوسيع نطاق استخدام الذكاء الاصطناعي.”

الملحق (ب)

Pentagon moves AI office under R&D, raising fears it’s ‘demoting AI’
“When you pull an organization that was a direct report to the deputy secretary or secretary and move it somewhere else…the message to the force is loud and clear: This isn’t a priority,” said retired Lt. Gen. Jack Shanahan, who founded the predecessor to the current Chief Digital & AI Office (CDAO).
By Sydney J. Freedberg Jr. on August 18, 2025 3:07 pm

Members of the 56th Air and Space Communications Squadron at Joint Base Pearl Harbor-Hickam operate cyber systems using a Enhanced communications flyaway kit during the Global Information Dominance Experiment 3 and Architect Demonstration Evaluation 5 at Alpena Combat Readiness Training Center, Alpena, Michigan, July, 12, 2021. (U.S. Air Force photo by Tech. Sgt. Amy Picard)
WASHINGTON — Deputy Secretary of Defense Steve Feinberg has ordered a major overhaul of the military’s artificial intelligence efforts, including a reorganization that some former officials worry could be seen as a demotion for the Pentagon’s main AI office.
Feinberg’s Aug. 14 memo launches three major reviews over the next 60 to 120 days and subordinates the Chief Digital & AI Office (CDAO) — which had reported directly to Feinberg — to the Pentagon’s new R&D chief, Emil Michael, “effective immediately.”
“This realignment will not create additional review layers or bureaucratic processes,” a defense official told Breaking Defense after confirming the change. “CDAO will continue to execute all current statutory responsibilities without interruption during this transition.”
However, it’s not specified how long “this transition” will last or what comes next. It may be tied to the timeline for the reviews, as the memo gives Michael 120 days to deliver “a recommended path forward” for two high-priority AI-driven data-sharing systems currently run by CDAO and widely used at high levels in DoD, Advana and the Maven Smart System.
The memo, first reported by Defense Scoop, also gives Michael three months to recommend “updates” to DoD Directive 5015.98 [PDF], the founding charter that lays out all of CDAO’s authorities and responsibilities. The R&D chief has just 60 days to deliver “a comprehensive DoD AI strategy” aligned with President Trump’s AI Action Plan.
CDAO was created in late 2021 from a merger of multiple high-tech initiatives to coordinate AI and big-data improvements across the Department of Defense. It has authorities for policy, R&D, and procurement — three functions which are normally divided among three different under secretaries. It reported directly to the deputy secretary, who traditionally handles day-to-day management of the Department.
“This realignment is the next step in making a uniform, AI-first push for the Department of Defense,” the defense official said. “By aligning the CDAO under the USD(R&E), we create a powerful innovation engine that can deliver AI superiority from laboratory to battlefield.”
One former official, who asked not to be identified, suggested the move could be an advantage if it meant a more robust institutionalization of AI.
“If this signals the mainstreaming of AI within Department processes and functions, that is great,” the ex-official told Breaking Defense. “Industry is already mainstreaming AI, [so] it is appropriate for the Department to do so as well. Every service has an AI component today, putting implementation into the hands of warfighters.”
On the other hand, the same former official continued, moving AI under R&D “seems to fly in the face” of the need for rapid deployment on a wide scale.
“The Department should be scrambling to implement the technology across workflows in every warfighting function,” they said. “Our competitiveness is in the balance, and our opponents are already using advanced autonomy on the battlefield. The U.S. does not have the leeway to delay the maturation of ‘real’ warfighting advantages.”
Other former officials also said that AI is so new to most of the military that it still requires special treatment, including direct access to top levels of leadership.
“This reorganization would make more sense if AI integration and scaling was much further along in the Department,” said retired Air Force Lt. Gen. Jack Shanahan, who led the pioneering Project Maven and one of CDAO’s predecessor organizations, the Joint AI Center.
“An administrative reorganization like this does not suggest that AI adoption across the DoD is as urgent as senior leaders have suggested,” Shanahan told Breaking Defense. “When you pull an organization that was a direct report to the deputy secretary or secretary and move it somewhere else in the Pentagon, no matter what the intent might be, the message to the force is loud and clear: This isn’t a priority.”
In particular, Shanahan said, the memo does not mention what will happen to CDAO’s current connections to the operational Combatant Commands around the world. The COCOMs have worked closely with CDAO to both field-test and deploy cutting-edge technology, including an early version of the AI-driven command-and-control system known as CJADC2.
A former DoD policy official, Michael Horowitz, agreed with Shanahan that folding CDAO under R&D seemed to be a step backward, away from the Pentagon’s ostensible goal of deploying AI at scale, ASAP, across the armed services.
“Demoting AI within the Pentagon seems pretty risky at this point in history,” Horowitz told Breaking Defense. “The success of this move will ride on the extent to which AI has achieved escape velocity within the services [already] … such that you don’t need a super-empowered AI organization. [But] the Pentagon’s already been too slow when it comes to scaling AI adoption.”

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1216 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع