الأديب والصحفي عثمان مصطفی خوشناو ومطبعة بلدية كركوك

ياسين الحديدي

الأديب والصحفي عثمان مصطفی خوشناو ومطبعة بلدية كركوك

تعرفت علي هذا الرجل المثقف الرائع فقط لمدة سنتان 1971-1972 في اواخر خدمته في البلدية المسئول عن المطبعه التاريخيه القادمه مع انتشار المطابع في العراق قبل الاستقلال وبعده تعرفت عليه وهو يترأس جريدة البلديه من 1959 الي نهاية اخر عدد لها 1972....
خوشناو الإنسان والأديب والمناضل المنتمي قولا وفعلا للكادحين وتحمل من انتمائه اليساري ماتحمل واختار النضال بالكلمه الرجل الذي كان ملاذا امنا وحاضنه تعمد الكثير من محيطه التنكر له دوره الريادي (السياسي والثقافي) المُعتّم عليه استغفالاً (جهلاً أو تجاهلاً)؛ نلقي ضوءاً خاطفاً على محطّات سيرته الطافحة بالمناقب :
*. في (18آذار1926) ولِد عثمان مصطفى احمد خوشناو في محلّة (بايز آغا) في مدينة (كويسنجق) و وافته المنيّة في 24 حزيران 2015 في اربيل .
*. في 1942 كوّن مع لفيف من أترابه الفتيان (کۆمەڵەی دەنگ = جمعيّة الصوت) القوميّة اليساريّة و انتخبوه رئيساً لها.
*. في نهايات 1945 قامت (جمعيّة الصوت) بحلّ نفسها وانخرط بعض أعضائها في صفوف (حشع) وأختيرالفتى عثمان مسؤولاً لتنظيمات الحزب الشيوعي العراقي في : كويه، رانيه و پشدر.
*. في سنة 1949 ألقي القبض عليه في محلّة (گاورباغي - كركوك) فحكموا عليه بالسجن خمس سنين والإقامة الجبرية تحت المراقبة ثلاث سنين؛ فقضى فترة محكوميّته في سجون (نقرة السلمان) و مدينة بعقوبة ، وفترة نفيه وإقامته الجبرية في (بدرة- لواء الكوت)
*. في عصر(18حزيران 1953) جُرِحَ جراحاً بليغة وحُسِب مع بضعة قتلى ؛ إثر إطلاق الرصاص على السجناء في سجن بغداد المركزي من قبل الشرطه
*. في (1957) قام مع كريم احمد وآخرين بإصدار جريدة في (بدرة) باسم (ڕێگای کورد= طريق الكرد) بخط اليد، و كانوا يوزّعون نسخها سرّاً على رفاقهم هناك وفي المنافي والسجون الأخرى..!
*. في سنة 1958 أطلقوا سراحه ؛ إثر ثورة 14 تمّوز أسوة بالمسجونين السياسيين والمحكومين بالنفي والإقامة الجبريّة.
*. في (1958-1959)، قام بتٲسیس اتحاد ادباء فرع كركوك، حیث إنتخبه الأدباء والكتّاب رئيساَ لفرع كركوك التابع لـ (اتحاد الأدباء العراقيين)
*. في مايس 1959 تعيّن مسئول مطبعة بلديّة كركوكو محرراً ورئيساً لـ (جريدة بلديّة كركوك) و كان له فضل مشهود في فسح المجال لنشر قصائد ومقالات الشعراء والكتاب : يوسف الحيدري، جليل القيسي، فلك الدين كاكائي، سيف الدين اسماعيل ، سرگون پولس ، صلاح فائق ، احمد محمد كركوكي، حسام داود خضر، آيدان النقيب و جلال ريبوار ومحمد الداغستاني ... في أواسط وأواخر ستّينات القرن الماضي ، بينما لمْ تكنْ هناك سوى منابر قليلة جدّاً حتى في العاصمة بغداد لتنفس جيل الستّينات !
*. في (1960-1963) عمل في هيئة تحريرمجلّة (شفق = الفجر) الصادرة باللغتين الكرديّة والعربية - نصف الشهريّة ، في كركوك .
*. في (1970-1971) إنتخبه أدباء كركوك رئيساً لفرع اتحاد الأدباء الكرد والذي أصدر مجلّة (گزنگ = الشعاع البازغ)
*. يقول الأديب المعروف فاضل العزّاوي : " ..بعد تجربتنا في جريدة (آفاق) قرّر عثمان خوشناو (مدير مطبعة كركوك التابعة للبلديّة) و هو شاعر كردي كان يكنّ الكثير من الإعجاب بنا، و يتابع الأدب العربي، قرّر تحويل جريدة (كركوك) الرسميّة إلى جريدة أدبيّة أسبوعيّة باسم (گاورباغي) فاتّصل بنا طالباً منّا تحريرها له. وهكذا انعقدت اجتماعات كثيرة في مكتبه الأنيق الذي صار مقرّاً لنا، شارك فيها مؤيّد الراوي و أنور الغسّاني و زهدي الداوودي و يوسف الحيدري " [ص 394 (الروح الحيّة ، جيل الستّينات في العراق) فاضل العزّاوي ، (ط 2) 2002 - دار المدى للثقافة والنشر] ؛ إثْرَ ثورة (14 تمّوز 1958) وقدْ تولّى الأديب عثمان خوشناو مَهَمَّة اصدارها، و صدر عددها الأوّل في 29 حزيران 1959 و صدر منها (34 عدداً) فقط (كاورباغي )، ثمّ تغيّر اسمها إلى (جريدة كركوك) في سنة 1959
بالإضافة إلى كون عثمان خوشناو شاعراً مبدعاً، كان ذا حراك صحافي مشهود كما في مجلّة (شفق) وجريدة (كركوك) وكان كاتب مقالات أدبية وكان عضواً في : (نقابة الصحافيين العراقيين) و(نقابة صحفيي كردستان) و(الإتحاد الدولي للصحفيين).
وعلى الصعيد الأدبي ترأس فرع اتحاد أدباء كركوك مرّتين :
الأولى : في (1958-1959) إذ عمل رئيساَ منتخباً لفرع كركوك التابع لـ (اتحاد الأدباء العراقيين)
والثانية في (1971-1972) إذ عمل رئيساً لفرع اتحاد الأدباء الكرد في كركوك
*. و هنا لابدّ من عرض مقتطفات من شهادة الشاعر الكبير صلاح فائق عن فقيدنا المغبون والمغدور:
"..وقد أتاح لنا الشاعر خوشناو صفحات جريدة كركوك لنشر كتاباتنا الاولى وكتابات اصدقائنا كنا نطرق باب مكتبة خوشناو ؛ فيرحب بنا ونبدأ جلستنا الثقافية مع شاعر مضياف . و هنا أتذكر جيدا احدى مفاجآته بانه يحب ان يقرأ لنا قصائد جديدة له بالعربية. وقد كانت حقاً مدهشة ، تفيض بصور ومفردات وفيها الكثير من اجواء مدينتنا وتاريخها ! جماله في صداقة حقيقية بالتضحية بوقته من أجل الاخذ بيد الكثيرين من شعراء وادباء كركوك الشباب و حماسهمالكبير في بدايات مسيرتهم و خطواتهم الاولى في مملكة الادب والثقافة والشعر
هذا الانسان الاديب الرائع؛ لمْ يأتِ حتى ذكر اسمه في فعّاليات مهرجان (كركوك عاصمة الثقافة العراقية عام 2010) والتي دامت ثمانية أسابيع!
ولم يقم له كتاب وادباء كركوك من اجل الوفاء لصاحب الكلمه اية امسيه واستذكار لدوره وحتي منتدي كاريز الاخ الاديب طارق
منشوراته :
*.(شوان و قوتابى = الراعي والطالب) مسرحيّة/ في مهاباد- 1945
*.(بەستەی باوەڕ= أهزوجة العقيدة) مجموعة شعرية/ 1958
*.(ئاوازى ژیان = لحن الحياة) / كركوك - 1959
*.(مەرگ و لەدایکبوونەوەیەکی نوێ = الموت و ولادة جديدة) مجموعة شعرية / اربيل - 1999
*.(لەگەڵ ڕۆژگاردا- گەڵا وەریوەکان = مع الأيّام،الأوراق الساقطة) مذكّرات/ اربيل -2007
*.(كويه في مسيرة الحضارة) بمشاركة آخرين/ كردستان - 2009
*.(كركوك في حضن التاريخ) / 2010
ولديه مخطوطات لم يتم نشرها الي الان
*. (إبتسامة الغروب أو اللص الذي تفضحه الشمس
و هكذا رغم كلّ ما أسلفناه ؛ دفع أديبنا المبدع خوشناو ضريبة باهظة جدّاً عنْ إستقلاليّته ، حيث ظلّ حتى رحيله الأبدي أديباً مستقلّاً غير متحزّب ، وطالته الحرب الصامتة من كلّ حدب و صوب ؛ و تضافر ضدّه النسيان والتناسي والإستغفال المقصود والتعتيم على دوره السياسي الريادي والأدبي الإبداعي والصحافي المديد . وهذا هو مصير كلّ مثقّف في العراق ؛ إذا ما خرج من الأسراب- السياسيّة بالأخص- يطاله التغييب وتضييق الخناق عليه ولازال مع الاسف لم تترجم مذكراته الموسومه مع الايام -الاوراق الساقطه
والمرحوم هو والد الشاعره الكبيره سروه عثمان التي تشرفت بمعرفتها منذ يوم واحد بالصدف لرفدي بمعلومات عن سيرته وهو النز بعد ان عجزت عن البحث عن مسيرته اليسير من عطائه ونري من اتحاد الادباء في العراق وكركوك واتحاد ادباء كردستان ان يهتموا بسيرة شخصيات ادبيه وفاء للكلمه من امثاله الجنود المجهولين

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

597 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع