عن إستعداد نصرالله للقتال في سوريا

                                         

                          علاء کامل شبيب

ماأعلنه حسن نصرالله الامين العام لحزب الله اللبناني حول إستعداده شخصيا للذهاب الى سوريا للقتال في مواجهة ماأسماه"الارهابيين التکفيريين"، هو إعلان ذو طابع و مغزى خاص جدا بحيث يؤکد أهمية الجبهة السورية بالنسبة لهذا الحزب و النظام الايراني بل وانه يتصدر حاليا قائمة اولويات الطرفين بدون منافس.

هذا الاستعداد للذهاب الى سوريا الذي جاء عقب حادثة التفجير بسيارة مفخخة في معقل الحزب بالضاحية الجنوبية لبيروت يوم الخميس الماضي، سبقه أيضا تراجعا ملحوظا لقوات الحزب المشارکة في القتال في سوريا الى جانب قوات النظام السوري أمام قوات الجيش الحر الذي بدأ بدوره يحقق تقدما ملموسا، لکن الجديد و اللافت للنظر بالموقف الجديد لنصرالله أنه يربط ذهابه لسوريا هذه المرة بالتکفيريين و ينأى بنفسه جانبا عن الاطراف السورية الثائرة الاخرى بوجه النظام و على رأسها و في مقدمتها الجيش الحر، وهو مايمکن أن يفسر بأنه بمثابة سياسة جديدة للحزب کي يکسب شيئا من التعاطف الشعبي العربي الذي فقد الکثير منه عقب تدخله السافر الى جانب قوات النظام السوري.

حسن نصرالله، و أطرافا و اوساطا سياسية و استخبارية عديدة تعلم جيدا أن الطرف الاساسي الذي ساعد على تسريب القاعدة و غيرها من الخلايا المتطرفة لسوريا، انما هو النظام الايراني بحد ذاته و الذي يکاد أن يمسك بعصا قوى الارهاب و التطرف بجانبيها الشيعي و السني و يستخدمها کلما دعت الحاجة الى ذلك و في السياق و الاتجاه الذي يخدم مصالحه تماما، کما هو الحال الان في سوريا، إذ أن المشهد الحالي يوحي بما يمکن تشبيهه بلوحة و مشهد ضبابي، وهو تماما ماأراده النظام السوري و يريده النظام الايراني أيضا، ولذلك فإن تهديده هذا من الناحية الواقعية يعني بأن حزبه يعد العدة لإرسال المزيد من القوات لجبر الانکسارات و الانهزامات و الخسائر الفادحة التي منيت بها قوات الحزب هناك.

التصعيد الاخير لنصرالله، والذي يکاد أن يکون غير مسبوقا بإعلان إستعداده للذهاب للقتال في سوريا، يطرح سؤالا، والسؤال مهم و ملح و مضمونه: أين صارت جبهة المقاومة و الممانعة؟ هل إنقلبت بقدرة قادر لتصبح جبهة خاصة موجهة ضد الشعب السوري و إرادته الحرة في التغيير؟ على نصرالله أن يعلم جيدا بأن المهم ليس المدرج في الاسطر وانما ماخلف و مابين ثنايا الاسطر، وان تصريحه الاخير قد بات مفهوما و بصورة واضحة جدا خصوصا وان الادارة الامريکية بدأت تتجاهل تزايد التدخل للنظام الايراني و حزب الله و أطرافا شيعية أخرى في العراق تابعة لطهران في الشأن السوري.

النظام الايراني و عشية مهزلة الانتخابات الاخيرة، لجأ الى سياسة الانکماش و التي رکزت على تقليص المساحات"الصغيرة في الاساس"و التي کانت مخصصة للتنفس و الحرية المقيدة، وجعله همه و اهدافه مرکزة على الجبهة السورية و الاوضاع الداخلية الوخيمة له، وقطعا أن هناك ثمة علاقة و رابط قوي جدا بين الامرين، إذ أن سقوط النظام السوري تعني سقوط قلب جبهة النظام العدوانية الارهابية في المنطقة و تلاشي مخططه الاسود للسيطرة عليها، وهو يعني أيضا تخلخل الجبهة الداخلية للنظام ولاسيما وان الشعب الايراني و مقاومته الوطنية يتطلعان بشغف الى تلك اللحظة المناسبة التي ينقضان في على هذا النظام و يخلصان إيران و المنطقة و العالم من شره المستطير. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1044 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع