التأرجح على أغصان السلطة

                                                    

                     بقلم : جابر رسول الجابري

التأرجح على أغصان السلطة

تتبنى السياسة الإيرانية في العراق مبدأ مد حبال سياسية متعددة و ذات نسيج مختلف لكنها بالأخير هي من يمسك بلجامها و تطبق نواجذها على عقدة ربطها لضمان وجودها في العراق من جهة وتوجيه تلك الحبال السياسية والسيطرة على حركتها من جهة أخرى ،

من تلك الحبال السياسية مجموعة قوى أطلقت على نفسها مسمى ( البيت الشيعي ) بالرغم من وجود حبال سياسيةاخرى بمسميات متعددة ينتهي لجامها أيضا بنفس القبضة ،

البيت الشيعي مجموعة حبال ذات نسيج مختلف وألوان متعددة تملك قابلية الحركة الثعبانية إضافة الى قابلية تغيير ألوانها إقتداءا بالحرباء بهدف التمويه و حسب متطلبات المرحلة السياسية التي تعيشها لكن في الأخير تبقىحركتها وسلوكها تحت قبضة الحرس الثوري الإيراني ،

بعد الإنتخابات الأخيرة التف حبلان من حبال السياسة الإيرانية ( سائرون والفتح ) على بعضهما بعد أن غيرا ألوانهما من لون الإسلام الشيعي السياسي الى لون الديموقراطية المدنية ثم إرتبطا بعقدة واحدة تحت مسمى الكتلة الأكبر تمهيدا لإطلاق تسمية جديدة حسب متطلبات وتفسير الدستور إلا انهما إستمرا على ما كانا عليه بسبب وهن وإنكشاف نسيجهما المتخفي فأدى ذلك الى إنفراط عقدة الربط المشتركة فطغى طافيا صراع المصالح بينهما إضافة الى سببان رئيسيان كانا موجودين على الساحة السياسية ألا وهما ضغط الشارع العراقي الغاضب والرافض للعملية السياسية ولإستمرار وجود شخصياتها و أيضا إنفلات قبضة السياسة الإيرانية بعد مقتل قاسم سليماني مما أدى الى التخبط في إدارة الحبال السياسية في العراق ،

المادة السادسة والسبعون من دستور الفشل والفساد التي تشير الى ترشيح أو التكليف عن طريق الكتلة الأكبر حسب التفسير الذي استخدمته تلك الحبال السياسة تحت توجيه الحرس الثوري الا ان انفراط العقدة بينهما ادى الى نفور احدهما من الاخر للأسباب التي ذكرت أعلاه فتخلى الطرفان عن الترشيح لمنصب رئيس الوزراء حيث إبتعدا شكليا عن التدخل في الترشيح لكنهما بقيا على تأهب ليثب أحدهما على الآخر فيسحب نحوه حقوق الترشيح كلما حاول الاخر ان يتقدم ،

كل تلك الأسباب وإنفراط اللحمة السياسية دفعت بمؤسس العملية السياسية الى طرح اسماء شخصيات من لدنه لشغل المنصب الشاغر بهدف المحافظة على استمرار العملية السياسية و محاولة قطع يد الحرس الثوري الإيراني فأثار ذلك السلوك الانفرادي حفيظة ايران فأسرعت بسرية تامة لإرسال خليفة سليماني ( قاآني ) ترافقه مجموعة من القيادات المختصة للالتقاء بحبالها من اجل خلق فرصة لشد عقدة جديدة وصنع حبلا جديدا من نفس تلك الحبال حيث يمكن السيطرة عليه وتحريكه بسهولة حسب ارادتها ،

استخدم رئيس الوزراء المستقيل مبدأ القرد في تمسكه للاستمرار بإشغال منصبه على الرغم من استقالته رسميا فإستوجب عليه ترك المنصب حسب الدستور والاعتزال فورا بعد أن ثبت فشله في شغل المنصب ،

عندما يخاف القرد من النزول من أعلى الشجرة بسبب وجود حيوان مفترس في المنطقة يبدأ بالصراخ والقيام بحركات بهلوانية متعلقا ومتدليا بأغصان الأشجار بهدف خلق ضوضاء وصخب تضمن له البقاء في أعالي الأشجار ولارباك الوحش على الأرض مستثمرا حركاته في إثبات وجوده وسلطته بطريقة الصراخ وعمل البهلوانيات ،

العملية السياسية سواء بقى القرد صارخا في اعلى الأشجار او صمت أو حرك ضباع الليل الفارسية لمساعدته في طرد الاسد فان اسود الرافدين باقية على الارض وهي تصر وتطالب بالتغيير لإنشاء دولة ووطن ذو سيادة وخارج إرادة حبال العمالة السياسية التي ربطت العراق من عنقه وقادته الى الضياع في تخوم الظلام .

المملكة المتحدة

الثاني من ابريل 2020

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

737 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع