محتجون يطبخون الطعام في قصر الرئيس السريلانكي
الحرة / ترجمات - واشنطن:استضاف منزل رئيس سريلانكا حفلات شواء أقامها محتجون بعد الاستيلاء عليه، السبت، متعهدين بعدم تركه إن لم يزحل نظام الحكم الحالي، في وقت لم ترد فيه أنباء عن احتجاجات جديدة في كولومبو، عاصمة البلاد، وسط أزمة سياسية مستعصية تشهدها البلاد، وفقا لما نقلته صحيفة "واشنطن بوست".
وتظهر الصور بعضهم يطبخ في قدور ضخمة وجبات من الطعام، مما قد يشير لنيتهم البقاء لفترة أطول، فيما تواجه الأحزاب السياسية في سريلانكا، والتي اجتمعت صباح الأحد، ضغوطا شديدة لتشكيل حكومة مؤقتة بسرعة بعد أن وافق رئيس البلاد ورئيس وزرائها، على التنحي في أعقاب احتجاجات عنيفة مناهضة للحكومة.
وتدفق عشرات الآلاف من الأشخاص على شوارع كولومبو في نهاية هذا الأسبوع للمطالبة بالإطاحة بالرئيس جوتابايا راجاباكسا، بسبب السياسات الاقتصادية الكارثية التي دفعت البلاد إلى الانهيار، وفقا لتعبير "واشنطن بوست".
والسبت، اقتحمت حشود غاضبة مقر الرئاسة ومكتبها، واحتفلت بالغوص في حمام السباحة والاستلقاء على سرير الرئيس، الذي قدم بعدها بقليل استقالته إلى رئيس البرلمان.
وكان الرئيس، الذي لا يزال مكان إقامته مجهولا، قد خرج من منزله قبل يوم واحد من الاحتجاجات، ولا يزال مكان وجوده مجهولا.
كما عرض رئيس الوزراء، رانيل ويكريميسينغي، الاستقالة، لكن عرضه لم يرض المحتجين الغاضبين، الذين أضرموا النار في منزله.
ويمثل الإعلان عن الاستقالات فوزا كبيرا للمحتجين، لكنه أغرق الدولة في اضطرابات سياسية بشأن ما سيحدث بعد ذلك.
وقال هاريني أماراسوريا، عضو المعارضة في البرلمان، للصحيفة الأميركية: "إنها لحظة تاريخية، حيث أنهى نضال المواطنين الحقيقيين حكم حكومة لا تحظى بشعبية ولا بالثقة".
وفي اجتماع لجميع الأحزاب، مساء السبت، قرر المشرعون تشكيل حكومة مؤقتة حتى إجراء الانتخابات. وتجري مناقشات لتعيين رئيس وزراء قبل استقالة الرئيس يوم الأربعاء.
ونقلت الصحيفة عن إيران ويكريمراثن، زعيم حزب المعارضة الرئيسي في البلاد قوله: "يمكننا الآن الانتقال إلى مسار طويل الأجل أكثر قبولا للبلاد وللمجتمع الدولي".
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، للصحفيين في تايلاند، الأحد، إن الولايات المتحدة تتابع التطورات في سريلانكا عن كثب وحث القادة السياسيين في البلاد على "تحديد وتنفيذ حلول" للاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل ومعالجة استياء الناس.
وقال بلينكن إن تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا محسوس في كل مكان و"ربما ساهم" في الأزمة في سريلانكا.
وأدت الحرب في أوكرانيا إلى ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية العالمية، مما جعل من المستحيل على الدولة التي اقتربت من الإفلاس استيراد ما تحتاجه، مما أدى إلى تفاقم صراعها الاقتصادي.
وفي مايو، أدت احتجاجات مماثلة واسعة النطاق إلى استقالة ماهيندا، شقيق راجاباكسا الأكبر من منصبه كرئيس للوزراء وأفراد آخرين من عائلته. لكن الرئيس تمسك بمنصبه، وعين رئيس وزراء سابقا لرئاسة حكومة جديدة.
ويقول الخبراء للصحيفة إن سريلانكا تعاني من الركود التضخمي، وهي فترة تتميز بالنمو البطيء وارتفاع معدلات البطالة مصحوبة بارتفاع الأسعار.
وتشير بعض التوقعات إلى أن الاقتصاد قد ينكمش بنسبة 4 إلى 6 في المئة في وقت لاحق من هذا العام، أي أن الاقتصاد سيتضرر بشكل أسوأ من تضرره بسبب كوفيد الذي ضرب الاقتصاد في عام 2020.
1239 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع