أنمار غازي-رووداو- ميسان:تجلس ام علي هنا في ازقة سوق العمارة القديم بروح مرحة وابتسامة لا تفارق وجهها، تعمل على صناعة خبز "السياح" المعروف محلياً بهذه التسمية، منذ اكثر من عقدين ونصف.
وتقدم ام علي وجبة الفطور لزبائنها صباح كل يوم من لحظة شروق الشمس حتى منتصف النهار.
وقالت ام علي لشبكة رووداو الإعلامية: "هذه معيشتنا، لدي اولاد يقولون لي اجلسي في المنزل ولا تعملي كفى، فأنت امرأة كبيرة فأجيبهم انني لا استطيع الجلوس دون عمل فقد تعودت على ذلك، الا اذا اصابني مكروه لا سامح الله".
وتضع أم علي البيض مع السياح ليكون "طعمه لذيذ جداً"، حسب تصريح لها، مضيفة: "انا اعمل بهذه المهنة منذ 25 عاماً، اقدم للزبائن السياح والشاي والبيض، والاكلة معروفة باكلة العرب، انظر الى هذه السياحة كم هي جميلة جداً".
تعمل ام علي المرأة الميسانية الستينية بهذه المهنة المحببة اليها بادوات بسيطة، وطريقة محترفة، تكسب منها رزقها بعد وفاة زوجها، وتحاول ابقاء هذا الموروث الشعبي من جيل الى جيل، حيث يقصدها محبو السياح من محافظات مختلفة.
شاعر شعبي من اهالي ميسان يدعى محسن العقابي يقول عن مكونات هذا الخبز ان "السياح مكون من دقيق الرز، ويطلق عليه محلياً بـ"التمن"، يطحن ويخلط مع الماء ليكون عجيناً خفيفاً وليس صلباً، فهذه الاكلة متوارثة منذ الاف السنين".
ويقدم خبز السياح مع البيض والشاي صباحاً، كوجبة افطار شهية وذات طعم لا مثيل له، فكل من يتذوقه لا ينسى نكهته، إذ يعود مرة اخرى كل من زار مدينة العمارة والمحافظات الجنوبية الاخرى الى تذوقه مرة ثانية.
https://www.rudawarabia.net/arabic/middleeast/iraq/060520228
672 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع