بعد أن حُرم العراقيون من الفرح بعيد ميلاد المسيح السنة الماضية تزيت شوارع بغداد ومتاجرها هذه السنة بالهدايا والملابس وشجرة الكريسماس، حيث أقبل الناس على شراء ما يلزمهم للاحتفال بهذا العيد في محاولة لطرد الحزن الذي تفشى في البلاد نتيجة الفوضى والوباء.
العرب/بغداد - بدأ العراقيون يستعدون لموسم الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة، حيث تملأ دمى على شكل بابا نويل وزينة عيد الميلاد ولعب الأطفال الأكشاك في شوارع العاصمة بغداد.
وازدانت شوارع بغداد الرئيسية بهذه الأشجار حيث كانت المحال التجارية تتنافس في ما بينها لعرض أشجار الكريسماس من مختلف الأحجام والأنواع والأسعار، بعد أن أصاب هذه الأشجار ما أصاب العراق في السنوات الماضية.
وتبدو على المتسوقين، الذين يتجولون في المحلات التجارية لشراء مستلزمات العيد، ملامح البهجة والفرح بعد أن أتيحت لهم فرصة الاحتفال بالعام الجديد هذه السنة، على عكس السنة الماضية التي حُرموا فيها من الاحتفال بهذه المناسبة بسبب قيود جائحة كورونا وحظر التجوال الذي كان مفروضا في البلاد.
يقول أبوتوسكا، صاحب أحد المحال التي تعرض أشجار الزينة، “عزوف الناس عن شراء الأشجار في السنوات الماضية جاء نتيجة الوضع الأمني أو خوفا من الاستهداف أو عدم وجود الرغبة في الاحتفال، كما أن بعضهم يحتفظ بالأشجار الاصطناعية التي تدوم لسنوات، لكن هذه السنة بدأت الحركة تدب وأقبل الناس على شراء أشجار الزينة من المسيحيين وغير المسيحيين”.
ويحتفل المسيحيون بعيد الميلاد باعتباره الذكرى السنوية لميلاد المسيح، وتشمل الاحتفالات تبادل الهدايا وتزيين الأشجار في البيت، والذهاب إلى الكنيسة ومشاركة العائلة والأصدقاء الوجبات وانتظار بابا نويل الذي يأتي إلى الأطفال محملا بالهدايا.
تقول أم مارتن “نبدأ نحن المسيحيين في العراق الاستعداد للاحتفالات قبل أسبوعين من عيد الميلاد الذي يصادف الخامس والعشرين من ديسمبر، بنصب وتجهيز شجرة الميلاد. وفي صبيحة يوم العيد يستيقظ الأطفال ليجدوا هدايا بابا نويل تحت الشجرة، والتي اشتراها الأهل ووضعوها تحت الشجرة أثناء نوم الأطفال”.
وتضيف “نذهب في صبيحة العيد إلى الكنيسة لحضور قداس العيد مع اصطحاب الأطفال، وبعد العودة من الكنيسة نبدأ بتحضير وجبة الغداء التي تكون غالبًا عبارة عن ‘كبة اليخني’ بحضور الأقارب، فضلًا عن القيام بزيارة بعض الأقارب والمعارف”.
وتُبيّن أن “هذه الأجواء من تبادل الزيارات تستمر عادة من يوم الخامس والعشرين من ديسمبر حتى عيد رأس السنة الذي نجتمع فيه ليلًا لنسهر حتى حلول العام الجديد”.
وتقول “أحب أشجار الكريسماس وأفضّل الطبيعية لأن رائحتها عطرة ولونها جميل، وأنا منذ عدة سنوات أحرص على تزيين الشجرة وكل عام أتابع ما جدّ من أدوات التزيين في الأسواق”.
وبينما يتجول بين المحلات التجارية لشراء ما يحتاجه أطفاله من مستلزمات الاحتفال بالعيد، قال الحلاق العراقي سرمد “بالنسبة إلى السنة الماضية لم نستطع الاحتفال بالكريسماس لأن تفشي وباء كورونا وحظر التجوال حرمانا من ذلك، لكن هذه السنة سيكون الحال أفضل، وقد ذهبت إلى السوق لأشتري ملابس وهدايا للأطفال، وإن شاء الله سنة خير على الشعب العراقي كله”.
وعبّر البائعون والتجار عن سعادتهم بالإقبال المكثف على التسوق من جانب المحتفلين هذا العام. من هؤلاء البائع محمد جواد الذي قال “هناك إقبال مكثف على المشتريات هذه السنة، فالعائلات خرجت للتسوق على عكس السنة الماضية”.
وشوهد متسوقون يتجولون في الأسواق التجارية الكبيرة، التي تجملت بزينات رأس السنة، ويلتقطون صورا لأنفسهم أمام شجرة عيد ميلاد ضخمة. من هؤلاء حامد جمال -وهو موظف في القطاع الخاص- الذي يقول “السنة الماضية لم تكن هناك احتفالات بسبب كورونا، لكن هذه السنة هناك إقبال مكثف على التسوق، ذهبت مع عائلتي إلى السوق لشراء لوازم الاحتفال في البيت مع الأطفال”.
وقال حسن عامر (موظف) “نتمنى ألا يكون هناك حظر تجوال، وسنحتفل على عكس السنة الماضية، إن شاء الله يتوفر الأمن والأمان للشعب العراقي ويشهد العراق استقرارا أمنيا وسياسيا”.
649 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع