طرائف "رمضانية" من التراث العربي

     

                   مُدّعي المُعجزات

كان الخليفة العباسي المأمون سهران يتسامر في إحدى ليالي رمضان مع بعض مقربيه بمن فيهم القاضي يحيى بن أكثم الذي كان مشهورا بقساوة أحكامه القضائية. وكان من بين الجلساء رجل من الظرفاء ادّعى خلال المسامرة أنه يستطيع أن يأتي بمعجزات كالتي جاء بها الأنبياء. فقال له الخليفة مجاريا إياه من باب الاستدراج: حسنا، لقد كانت لنبي الله إبراهيم معجزة هي أن النار تكون عليه بردًا وسلامًا. فسآمر الآن بإلقائك في هذه النار، فإن لم تمسّك آمنا بك وبمعجزاتك.

فقال الرجل الظريف: بل اطلب معجزة أخرى ليس فيها نار يا مولاي.
الخليفة: فمعجزة من معجزات النبي موسى بأن تلقي عصاك هذه التي في يدك فتصير ثعبانًا، أو تضرب بها البحر فينشق.
الرجل: وهذه أصعب من الأولى. اطلب معجزة أخرى أسهل يا مولاي.
الخليفة: فمعجزة المسيح عيسى عليه السلام، وهي إحياء الموتى بإذن الله.
الرجل (رافعا عصاه عاليا): إني أقبلُ بهذه المعجزة يا مولاي. سأضرب رأس القاضي يحيى الآن بعصاي فأميته ثم أحييه أمامكم بعدها. فنهض القاضي يحيى من مكانه مذعورا وتأهب للفرار من المجلس قائلاً: «لا حاجة لك بهذا يا رجل! فأنا قد آمنت بمعجزاتك».
فضحك المأمون وجلساؤه، وأمر للرجل بجائزة وصرفه بعد أن نهاه عن الممازحة بالمعجزات.

    

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1279 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع