بغداد - الخليج أونلاين:يستفيد تنظيم الدولة من حالة التخبط السياسي المتواصلة في العراق، ليشن مزيداً من هجماته المتزامنة التي تهز البلاد، وتخلق جواً من العراك الإعلامي بين مختلف الأطياف السياسية التي تسارع إلى إلقاء اللوم على منافسيها، في حين تتسع الهوة ويتأخر التوصل لاتفاق.
ويشن تنظيم الدولة منذ أيام عمليات واسعة ضد مواقع أمنية ومدنية في بغداد ومحافظات أخرى، أوقعت عشرات القتلى والجرحى بين صفوف المدنيين ورجال الأمن.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد حذر السبت، من أن الأزمة السياسية في البلاد تعرقل القتال ضد تنظيم داعش، وذلك بعد سلسلة من أعنف الهجمات التي شهدتها بغداد هذا العام.
وتعاني حكومة العبادي من حالة شلل منذ أسابيع؛ بسبب معارضة الأحزاب إجراء تغيير وزاري يهدف إلى محاربة الفساد الذي يعشعش في مفاصل الدولة.
قال العبادي إن النزاع السياسي منح التنظيم مجالاً للعمل في مناطق تعاني من ضعف السيطرة الحكومة، وأثر على قوات الأمن ما سمح بوقوع أعمال إرهابية، بحسب وصفه.
وصباح اليوم الأحد، أحبطت القوات الأمنية العراقية محاولة لتنظيم الدولة للسيطرة على معمل لإنتاج الغاز السائل، في قضاء التاجي شمالي العاصمة بغداد.
وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد، العميد سعد معن، اليوم الأحد، في بيان له: إن "الإرهابيين فجروا عجلة (سيارة) مفخخة يقودها انتحاري على بوابة المعمل، أعقبه دخول ستة انتحاريين إليه"، وأضاف: "تمت معالجة الانتحاريين؛ ممّا أدى إلى نشوب حريق في ثلاثة خزانات، والقوات الأمنية الآن مسيطرة على المعمل وفرق الدفاع المدني تقوم بإطفاء الحرائق".
وأسفرت تلك العملية عن مقتل 6 عراقيين من حراس المعمل ورجال الأمن، وإصابة 20 آخرين، بالهجمات التي شنها 7 انتحاريين يرتدون أحزمة ناسفة، وفق ما أفادت وكالة الأناضول.
بدوره أكد النقيب مقدام محمد، الضابط في القوة الأمنية المكلفة بحماية قضاء التاجي، أن "انتحارياً يقود سيارة مفخخة فجرها صباح اليوم بمدخل معمل التاجي لإنتاج الغاز السائل، أعقبه اقتحام 6 انتحاريين إلى المعمل، وسيطرتهم بصورة كاملة عليه".
وأضاف: أن "قوة من الجيش العراقي حاصرت المبنى، وتبادلت إطلاق النار مع الانتحاريين وتم قتلهم جميعاً".
ويأتي هذه الهجوم غداة هجوم مماثل شنه انتحاريون من تنظيم الدولة على بلدة عامرية الفلوجة أسفر عن تدمير عدد من أبنيتها.
والجمعة 5/13، قتل 13 شخصاً على الأقل، وأصيب 23 آخرون بجروح؛ بهجوم مسلح على مقهى في بلدة "بلد"، جنوبي محافظة صلاح الدين، شمالي العراق، وفق ضابط بالشرطة.
والخميس قُتل 5 جنود من الجيش العراقي ومقاتلي العشائر، وأصيب 6 آخرون من جرّاء هجوم لتنظيم الدولة بخمس سيارات مفخخة، نفذه على منطقة البوعيثة شمالي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، في حين قتل 15 آخرون في هجوم للتنظيم بالفلوجة.
وكان تفجير قوي بسيارة ملغمة استهدف، الأربعاء 5/11، سوق عريبة، وسط مدينة الصدر، المعروفة بسكانها المؤيدين لمقتدى الصدر، أوقع عشرات القتلى والجرحى.
وقال العقيد محمد البيضاني، وهو ضابط في قيادة العمليات المشتركة: إن "داعش بدأ يلجأ إلى استهداف المنشآت الحيوية المدنية داخل المدن، بعد أن خسر ساحات القتال".
وتعرض التنظيم الذي سيطر في منتصف عام 2014 على ثلث مساحة العراق، لهزائم متوالية في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالى، وأجزاء من الموصل وكركوك، في حين تخوض القوات الأمنية العراقية ومليشيات مسلحة موالية لها، بدعم من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم معارك متواصلة ضده.
905 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع