آخر مجلد للكتب في البصرة يحاول الحفاظ على المهنة من الاندثار

      

بغداد/البغدادية نيوز:عمل مجلد الكتب رافد هادي كاظم جاهدا في ورشته بمدينة البصرة جنوب العراق لمحاولة الحفاظ على مهنته من الاندثار.نشأ كاظم مولعا بالكتب وشغوفا بالقراءة وبدأ يتعلم ترميمها وتجليدها في الثامنة عشرة من عمره حيث قضى عامين يتدرب على الحرفة في ورشة بالمدينة. بحسب ماذكرت وكالة رويترز..

وقال كاظم (45 عاما) آخر المجلدين للكتب في البصرة "قبل 22.. 23 سنة كنت من هواة القراءة والمطالعة والأدب والكتابة. فالكتاب كان قريب لي جدا. فالكتب كلها قديمة وكتب ورقها متهشم فكنت ارسله دائما إلى المجلد يرممه ويصلحه.

لكن بمرور الأيام خلال قراءتي ومطالعتي بدأت أميل لها.. بدأت أميل للتجليد وبدأت أميل لمعالجة الورقة."وأضاف أن حبه للكتب ساعده في إتقان حرفة التجليد والترميم التي تحتاج إلى قدر كبير من الصبر والخبرة والاهتمام بالتفاصيل. مضيفا "بمرور الأيام عرفت كيف أجلد الكتاب وبدأت عند مجلد لمدة سنتين إلى أن أتقنت مداخلها ومخارج المهنة وأتقنت فنونها وأسرارها. الحمد لله إلى أن تأهلت وفتحت بعدين محل أجلد به وأرمم به الكتب القديمة."

تقع ورشة كاظم في منطقة العشار التجارية القديمة في البصرة بين المطابع وورش الخطاطين وبالقرب من أحد أقدم المقاهي في المدينة.كان الطلب على حرفة كاظم في ايام النظام السابق كبيرا حيث كان يرمم ويجلد ما بين 50 و60 كتابا في اليوم لكنه تراجع في الوقت الراهن إلى ما بين عشرة كتب و15 كتابا معظمها دينية.

وكان كل من يملك أو يبيع كتبا شيعية في الثمانينات والتسعينات معرضا للسحن. وكانت كتب المذهب الشيعي تدخل العراق مهربة من الخارج وتطبع منها نسخ بطريقة التصوير الضوئي ثم ترسل إلى المجلدين لتغليفها بطريقة لا تشي بمحتوياتها.لكن الوضع تغير كثيرا منذ سقوط نظام صدام وصارت الكتب الشيعية تباع في المكتبات والشوارع في مختف أنحاء العراق.

وتابع كاظم " ايام النظام السابق أكثر الناس كانت تهرب من واقعها بالقراءة.. فتميل إلى القراءة. حتى الناس الغير متدينين.. المدنيين كانوا يقرأون سواء هربا من الواقع أو بغضا للنظام. الكميات أول أكثر.. لأنه لاتوجد فضائيات.. ولا إنترنت.. ولا اتصال بالعالم الخارجي. اليوم العالم انفتح على العالم الخارجي كله فبدأت تقل الكتب."ويستخدم بعض المجلدين آلات أو أدوات حديثة نسبيا في حرفتهم لكن البعض الآخر يتمسك بالأدوات التقليدية القديمة.

وواصل كاظم "لحد الآن يوجد ناس لا يروق لهم إلا المهنة الحرفية ولا يروق لهم إلا المهنة اليدوية ولا يروق لهم إلا النظام البدائي. ورغم التراجع الكبير في الإقبال على تجليد وترميم الكتب يرى كاظم أن حب الناس لاقتناء الكتب سيحفظ حرفته من الاندثار.وقال "أكثر الناس تصلح الكتب القديمة لعدة أسباب. أولا كونها تحمل ذكرى جميلة من أهلها.. ذكرى مازالت حية او محنة مر بها.. ثانيا عدم ثقة الناس بالمطابع. فكتاب عمره 100 سنة محبوب من قبل الناس لانهم يحبون الشيء الاثري الشيء النادر.. الشيء الترابي."وتتألف ورشة كاظم الصغيرة من غرفتين وتضم مكتبا بسيطا من الخشب ومجموعة من الأدوات والخيوط والشرائط اللاصقة وحاويات الغراء وآلة قديمة لقص الورق تعمل يدويا.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1139 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع