حسين جنكير
الأنانية الشعبية
الشعب العراقي ما بعد ٢٠٠٣ تغيرت عنده ملامح المسؤولية إلا لمن شذ وندر وهم قلة قليلة جدًّا، خرج الشعب العراقي من تجربة قاسية وهي نظام البعث حيث كان العيش معه مرير وكان الشعب يحتاج لفسحة للتغيير، ولكن عندما سقط النظام البعثي جاء نظام جديد لم يستند إلى رؤية بناءة ولا نظام متعارف مثلًا إشتراكي أو رأسمالي وما شابه فتخلخلت مصالح الشعب وتأزمت أخلاقه والمتغيرات الدولية من حروب إقتصادية وعسكرية أثرت على ضمان مستقبل الفرد عمومًا والعراق خصوصًا،
هنا الأحزاب الفاسدة في العراق اعتمدت هذا الخطر لضمان بقائها في السلطة فأصبح المواطن العراقي المتحزب ميسور الحال والمستقل متأزم الحال، مما أثر هذا الموضوع تأثيرًا سلبيًّا على الفرد العراقي الذي كان بإمكان الأحزاب أن تجعل العراقيين أكثر نبلًا وشعورًا بالمسؤولية التي كانت تلازمه لكن مصالحهم وأجنداتهم الخارجية تحول دون ذلك،
والمواطن البسيط الذي لا يفكر إلا بقوت يومه وتأمين مستقبله وهذا النموذج هم الأغلبية في كل بلد نمت فيه الأنانية بشكل مرعب حتى صار لا ينظر إلى نتائج المستقبل ولا يسعى لوطن يستمر آمنًا بكل مفاصله لأبنائه وأحفاده فصار العراقي يفكر بما في يديه اليوم، فقد حصرت الأحزاب الفاسدة العراقيين في دائرة الفقر والخروج منها إلا بإثبات الولاء لهم والعمل على كل قبيح يأمرون به ولا سيما انتخابهم الذي يؤدي إلى استمرار فسادهم ودمار العراق وضياع شعبه وفقدان أخلاقه
الفقر هو السبب الرئيسي لإنحراف البشر فبسببه يصبح المواطن مجرمًا أو فاسدًا أو أي صفة سيئة مما تحذو به لفقدان أخلاقه فنرى أن الترابط الأسري والوطني بدأ بالتفكيك بسبب الأنانية التي انتجتها الأحزاب العراقية الفاسدة في ربوع الوطن لبقائهم يعيثون في البلاد فسادا،
وهنا وهذا كضرب من المحال لو أراد العراقيون أن يضمنوا عيشهم الكريم ومستقبلًا مشرقًا للأجيال القادمة يجب أن يناهضوا الأحزاب الفاسدة ويقاطعوها ويأنفوا من التواصل معها فتجرد الأحزاب الفاسدة من المناصرين يجعلها خاوية وتسقط بلا مقاومة، فقد ساءت أحوال العراق وانهارت قيم شعبه لمدة عقدين من الزمن فما هو الحال إذا استمر الشعب على ما يفعل؟
اليوم كلنا مسؤولون عن سعادتنا وسعادة الأجيال القادمة لنمحو الأنانية المذكورة أعلاه ولنصبر في مواجهة الباطل بمقاطعتهم وهجرهم ونبذهم لتعود ملامح الجمال والسلام إلى عراقنا الحبيب.
685 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع