إحذروا هذا الكاتب

                                        

                                    الدكتورة/ نوف علي المطيري

           

تعتبر الحرباء من أكثر المخلوقات قدرة على التكييف مع البيئة المحيطة بها وحماية نفسها من أعدائها, فحين تستشعر الخطر تمارس التلون بلون محيطها الذي تكون فيه لحماية نفسها من أعين الاعداء فتنجو من المخاطر التي تهددها, وفي عالم البشر هناك فئة جعلت من الحرباء قدوتها ومثلها الأعلى لاعتقادها أن التلون أفضل مناهج الحياة وأسرع الطرق لتحقيق المصالح وتناست أن تلون الحرباء ليس بهدف النفاق أو الانتهازية كما يفعل المتلونون من بني البشر بل لحماية نفسها.

بعض البشر قد يفوق الحرباء في قدرته على التلون ولبس الأقنعة حسب مصالحه الشخصية كحال بعض الكتاب, فقد ابتلينا في عالمنا العربي بكتاب يمارسون التلون في مقالاتهم ومواقفهم مرارا وتكرارا ,فيحولون الحق إلى باطل والباطل إلى حق ,ودون ادنى شعور بالخجل أو عذاب الضمير, رغم أن الكلمة أمانة فمصالحهم تبدو – من وجهة نظرهم – أهم بكثير من تضليل القراء والترويج للأكاذيب التي تخدم مصالح من يدفع لهم و يحركهم من خلف الستار .

خطر الكاتب المتلون على المجتمع أشد من سم العقارب ,فتلك الشخصيات الفارغة التي تتلون نفاقا وانتهازية تنشر الأكاذيب وتهاجم فئات من المجتمع ودول بدون قناعة شخصية بل لمجرد خدمة من يستأجر اقلامهم لخدمة مآربه.

وجود هذه النوعية من الكتاب في عالمنا العربي يعتبر ظاهرة غير صحية لأنها لا تعكس صوت الشارع الحقيقي, وأفسدت الدور المنوط بالكاتب في مجتمعه, وقللت الثقة عند القراء حتى في الكتاب المتميزين.

د.نوف علي المطيري

عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1284 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع