مع نفحات رواية الأديبة خولة غضبان الرومي آدم عبر الأزمان

                                           

                           ميسون نعيم الرومي

      
 
  الأديبة الروائية المبدعة المهندسة خولة الرومي

       

طيبة دافئة تستكين لها النفس ، رقيقة كنسمة الصباح ، ترى الأمان في عينيها الضاحكتين ووجها الباسم ، صريحة ، جريئة  ، كحد السيف ، لاتخاف في قول الحق لومة لائم ، قارعت الظلم  ، والطغيان منذ نعومة اظفارها ، عاشت الغربة ، وعانت من البعد عن اهلها وديارها ، ، لم تيأس ، ولم تستسلم ، بل واصلت الكفاح في غربتها الموحشة ، اكملت الدراسة الثانوية ، والدراسة الجامعية ، فحصلت على الماجستير في هندسة الري ، وتوجتها بنيلها الدكتوراه في علم الجيولوجيا ، لم تنسلخ عن بيئتها ، وحب وطنها وشعبها ، فواصلت النضال كناشطة اجتماعية ولم تزل.
 حطت رحالها ليستقر بها المطاف في لندن ، حيث كانت باكورة كتابتها في بداية التسعينات ، عطرت الكلمات فاكستها رونقاً ورقـّـة وبهاء ، واصلت مشوارها جاهدة لرفع إسم بلدها وشعبها في المحافل البريطانية  ، من خلال مساهمتها في منظمات المجتمع المدني العراقية ، لها مشاركاتها في الهيئة الإدارية لرابطة الأكاديميين العراقيين ، وساعدت في أعمال ، ونشاطات المنتدى العراقي في بريطانيا .
 ومن شذرات مؤلفات الأديبة الروائية خولة غضبان الرومي رواياتها  : ـ
 رقصة الرمال
الصمت حين يلهو
التاريخ والرمال ( سلسلة قصص للأطفال)-
اضافة الى قصص قصير متعددة
 
ورواية آدم عبر الأزمان
فسحة بلاغية يطيب لي من خلالها أن أصطحبكم بين أحداثها المشوقة المنسوجة في سطورها الأنيقة ، المتلألئة الكلمات ، سحرتني بتسلسلها المشوق وانسيابية سردها المحبب الجميل ، وتناغم فصولها ، ونقدها البناء الهادف .
آدم عبر الأزمان ... تحكي قصة خلق آدم ، ونشوء الأديان منذ الخليقة بإسلوب فلسفي ، أدبي رائع ، مكسـوّة بمقاطع نثرية ، تصحب القارئ فيها الى عالم الشعر الجميل ، لتطعمها بمعلومات علمية دقيقة ، وتنبؤات للتوقعات العلمية المستقبلية  ، وبإسلوب سهل ممتنع رائع ، يداعب المشاعر الإنسانة المتضاربة  ، والصراع الأزلي القائم بين الطبيعة والإنسان من أجل البقاء ، والصراع الأبدي الدائم مع الخير والشر بإسلوب محترف قدير.
لنقرأ معا بعض من مقاطع روايتها في هذا الكتاب ، الذي يستحق القراءة لأكثر من مرة  ، حيث كتبت لتقـول : ـ
 ......رسمت السفينةعلى شاطيء تلألأت حصاه تحت ضوء السحر . كان الضوء ينطلق من ستارة الظلام ويلون السماء بالإحمرار الذي يعزف على أوتار سعف النخيل ، المتمايلة مع همسات النسيم الدافئ ......
........أسرار الطبيعة وحركة الشمس والقمر، والمد والجزر ... حتى يصبح القمر بدرا ... ساعة ابتعاد البحرين عن بعضهما فتنشق عن الأرض والصخور .. عندها يلجون ويندفعون نحو العبور .
......جماجم الحروب تقتل فينا كل رحمة وتترك جراحنا تنزف لا تموت .. ايتها المسافات بين الفكر والفكر اتركينا بسلام.. لانحتاج الى رنين السيوف كي نفهم اختلافاتنا .. دمار وخراب وهدم .. وقتل من سبقنا ليس هو الحل .. يا رب نجنا .. دعوة المظلوم في كل الأزمان البعيدة ان تصوننا وتحمينا من الكوارث وتدفع عنا المصائب ......
الحرية .. هي ما تطالب به البشرية .. والتنازل عنها هو بمثابة التنازل عن الصفة الإنسانية .. عن الإرادة والوعي والكينونة والأنا والذات ، التي منها تنطلق القرارات والمبادرات .
وفي النهاية تقول....
بعد مرورآلآف السنين .. بدأت الحياة بالإضمحلآل ..وأخذت الحضارة تنهار .. نتيجة لذوبان  ثلوج القطبين وتلوث البيئة والحروب..وفي النهاية حدثت كارثة كونية اخرى..... ........
تحية وألف وسلام للأديبة الرائعه ، خولة غضبان الرومي ومزيدا من التألق والتقدم يا إبنة العم العراقية المبدعة

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1505 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع