جيل (زد) في العراق.. شباب وفتية مختلفون عن العالم

شفق نيوز/ يُصنف الجيل (Z) مواليد عام 1997 إلى عام 2012، ويأتي اختيار هذا الحرف لاستمراريّة التسلسل الأبجدي (X, Y, Z) واختصاراً لكلمة "zoomer" وتعني الجيل الذي نشأ في ظل التطورات التكنولوجية الكبيرة والتغيرات السريعة في العالم.

وفرضت التطورات التكنلوجية والمتغيرات أثراً واضحاً على هذا الجيل في جميع أنحاء العالم، ومنها العراق، من خلال المزاجية والسلوك والرغبات واليات التفكير وغير ذلك، إذ يواجه جيل z في العراق عدداً من التحديات السياسية والاقتصادية والحياتية وفق مختصين.

وفي هذا السياق، يقول استاذ علم النفس في جامعة بغداد الدكتور احمد الذهبي، ان "الباحثين حدّدوا الفترة من منتصف إلى أواخر تسعينيات القرن العشرين كسنوات بداية الميلاد وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين كسنوات نهاية الميلاد لتحديد الجيل Z

ويضيف الذهبي، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز: "يحدد هذا الجيل أيضاً بالأشخاص المولودين في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، فيما يحدد مجموعة من الباحثين ايضاً هذا الجيل بالأشخاص الذين وُلدوا بين أواخر التسعينيات وأوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، والذين يُعتبرون على دراية واسعة بالإنترنت".

ويشير إلى أن "اغلب المصادر تحدد هذا الجيل ضمن الفترة الزمنية المحددة من 1997 إلى 2012، مع أن السنوات التي تمتد إليها هذه الفترة تكون أحيانًا محل خلاف أو جدل نظرًا لصعوبة تحديد الأجيال".

ويوضح أستاذ علم النفس، أن "الجيل Z في العراق، له خصائص تختلف عن الاجيال السابقة بسبب الفترة الزمنية والتطور التكنولوجي وظهور الانترنيت، إضافة الى السمات الخاصة للعراق وما يحمله من تحديات كبيرة على مستويات عديدة لهذا الجيل".

ويلفت الذهبي، النظر إلى أن "جيل z يمتاز بالعلمية في مجال العمل ولديه اهتمام واسع بالادخار والاستثمار وهو من اكثر الاجيال حرصا على السفر، لكنهم في ذات الوقت يكون اكثر عرضة للقلق".

ويعد التواصل الاجتماعي واستخدام السوشل ميديا، من ابرز خصائص هذا الجيل الذي فتح عينه على الانترنيت ويحبذ دفء العلاقات العاطفية في البث الصوتي .

ووفق الذهبي، فإن "جيل Z في العراق مثل نظرائه في بقية أنحاء العالم الذين نشأؤا في بيئة رقمية بحتة، حيث كان الإنترنت والهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من حياتهم منذ الصغر"، لافتا الى أن "لجيل z العراقي خصائص فريدة نابعة من التحديات والظروف الاجتماعية والسياسية التي نشأ فيها".

ويرى باحثون ان جيل z في العراق يشترك بصفات عامة مع نظرائه في بعض البلدان العربية.

ووفق الباحث الاكاديمي الدكتور محمد حريب، فان "جيل Z يشابه الجيل في مصر من حيث الاعتماد على التعليم الذاتي والبحث عن الفرص أونلاين"، لافتاً إلى أن "هذا الجيل يتشارك في العراق مع جيل لبنان من ناحية التحديات السياسية والاقتصادية والحلم بالسفر والهجرة".

وينبه حريب، خلال حديثه للوكالة، إلى أن "التغيرات السريعة والتطورات التكنولوجية خلقت شرخاً كبيراً بين جيل z والاجيال التي سبقته والتي لم يكن لها دراية بالانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي"، مشيراً الى ان "التباين الكبير بين العالم الواقعي والعالم الافتراضي الذي ينغمر به هذا الجيل ترك اثراً على الصحة العقلية للبعض، ما يجعل هذا الجيل أكثر عرضة للقلق والاكتئاب والتوتر".

وكشفت دراسة نشرت في موقع "انشورنس نيوز"، أن 46% من جيل z يشعرون بالتوتر، ويشعر35% بالاكتئاب، فيما يشعر 44% مهنم بالإرهاق، و30% بالعزلة.

وسجلت منذ عام 2020 زيادة نسبة ارتفاع بلغت 25% في جيل Z الذين تم الابلاغ عن حالات تتعلق بالصحة النفسية بينهم.

تحديات الجيل في العراق

في هذا الصدد، يرى مختصون ان ابرز التحديات التي يواجهها جيل z في العراق، تتعلق بسوء البنية التحتية التعليمية وضعف المناهج وغياب التعليم التفاعلي وقلة الفرص الاقتصادية وارتفاع البطالة بين الخريجين، اضافة الى الرقابة الرقمية بسبب اراء الجيل ومشاركاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويؤكد الباحث المختص بعلم االنفس والاجتماع الدكتور حسن حمدان، لوكالة شفق نيوز، أن "جيل z في العراق تتداخل لديه جميع ادوات التكنلوجيا والعولمة ضمن نمط الشخصية، ويتعامل مع الواقع الافتراضي الذي بدأ وأثر كثيراً على البنية الذهنية وطريقة التفكير واساليب التعامل مع الاخرين ومع الظروف".

ويبين حمدان، أن "المغذيات الثقافية لهذا الجيل تختلف تماماً عن الاجيال التي سبقته، فيما اختلفت آليات التفاعل الاجتماعي لديهم عما كانت عليه لدى الاجيال السابقة"،

ويشير الى ان "لكل مجتمع خصوصيته القائمه على ثقافته وتقاليده، الا ان جيل z في العراق تاثر بالخارج بشكل كبير وانفتح على الداخل عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، مؤكدا، ان "هذا الجيل يتنصل على مواقع التواصل للعديد من القيم والافكار والتقاليد العراقية، مقابل تبني قيم وافكار خارجية".

وينوه الى ان "الجيل z اكثر مرونة من الاجيال السابقة، الا ان ثمة مشاكل وتحديات تواجه هذا الجيل"، موضحاً ان "ابرز التحديات تكمن في انفصاله عن الاجيال السابقة والذي اثر بشكل كبير على نمط التربية واسلوب التعامل مع المحيط الاجتماعي".

ترعرع الجيل zعلى التكنولجيا الرقمية، وتحدوه رغبة شديدة في التغيير تصطدم غالباً في الواقع، وهو ما يجدر بالأسر والجهات المعنية دعم هذا الجيل بتوفير بيئة عمل مناسبة، وفسح المجال أمامه للمشاركة في الحياة العامة، نظراً لما يحمله من تغاير يمكن ان تثري الواقع ويؤثر به بشكل ايجابي.

بدورها، قالت سجى صدام من مواليد 2006، إن "أكثر المصاعب التي أواجهها هو اختلافي مع اخوتي الذين هم من مواليد التسعينيات فهناك اختلاف كبير بين تفكيرهم وتفكيري".

وتضيف صدام، في حديثها لوكالة شفق نيوز: "منذ بلغت العاشرة من عمري وانا اسعى الى الاستقلال مادياً، واصبحت حالياً صاحبة حساب لبيع الملابس وتخرجت من معهد للدراسات الموسيقية".

أما محمد الزبيدي وهو من مواليد 2010، فيوضح في حديثه للوكالة، أن "عالمه الخاص هو (البلاي ستيشن) و(الإكس بوكس)، ولا يشعر بالسعادة عند الاختلاط بالاشخاص في الملاعب وغيرها"، مردفاً بالقول: "افكر في الهجرة خارج العراق، وهناك أفكار لا يمكن تطبيقها في بلدنا ،وارى ان الهجرة هي الحل الأمثل لتطوير حياتي".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

772 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع