جعفر أبو محمد.. العراقي العاشق للسيارات الكلاسيكية وحارس إرث الملوك

شفق نيوز/ داخل ورشة متواضعة في قضاء الإسكندرية بمحافظة بابل، تنبعث رائحة التاريخ ممزوجة بزيت المحركات والطلاء القديم، حيث يحتفظ جعفر أبو محمد، البالغ من العمر 51 عاماً، بمجموعة فريدة من السيارات الكلاسيكية التي يصفها بـ "الكنوز المتحركة".

جعفر هو ليس مجرد هاوٍ، بل مؤرخ ميكانيكي يرى في كل سيارة قصة وطن وذاكرة أمة، ويُعتبر حتى اليوم العراقي الوحيد الذي يمتلك 11 سيارة كلاسيكية في آن واحد.

هواية تحولت إلى رسالة

بدأ شغف جعفر قبل أكثر من 12 عاماً، حين تحوّل حب السيارات القديمة إلى مشروع شخصي لحفظ التراث، إذ يقول إن "كل سيارة عندي ليست حديداً ومحركاً، وإنما هي قصة وشاهد على زمن ذهب، وهي ليست للبيع، ولم أفكر بهذا أبداً".

ويجمع ويرمم السيارات بنفسه، بدءاً من السمكرة والدهان، وانتهاءً بالاكسسوارات الأصلية التي يستوردها خصيصاً من أمريكا، رغم ما يتطلبه ذلك من وقت وجهد وانتظار.

من أبرز مقتنياته سيارة DODGE موديل 1955 التي كانت مملوكة للملك فيصل الثاني، و JAGUAR موديل 1958 التي يؤكد أنها الوحيدة من نوعها في العراق، إضافة إلى سيارة DODGE موديل 1948 ذات سبعة مقاعد، التي يُقال إنها أُهديت من الملك فاروق إلى الملك عبد العزيز آل سعود.

كل سيارة تحمل تاريخها

ويقول جعفر، لوكالة شفق نيوز،، إن "مجموعته تضم سيارات يتراوح تاريخ تصنيعها بين عامي 1934 و1964، ولكل واحدة منها حكاية"، مبيناً أن "بعض السيارات كانت تابعة لملوك ورؤساء، وأخرى كانت مملوكة لشخصيات عراقية مرموقة هي ليست مجرد سيارات، بل هي وثائق على عجلات".

ورغم الاحتفاء الشعبي بمشاركاته في المناسبات الوطنية، كعيد الجيش ويوم بغداد، فإن التحديات التي تواجهه كثيرة، وعلى رأسها غياب الدعم الحكومي، وخاصةً من دوائر المرور، التي تقيّد حركة هذه السيارات وتعرقل مشاركتها في العروض العامة.

وبكلمات مليئة بالأسى يتابع جعفر، حديثه قائلاً إن "الناس تحب أن تشاهد تراثها، والسيارات هي تثير ذكريات جميلة، لكن لا توجد تسهيلات، لا من المرور ولا من أي جهة أخرى"، مستطرداً بالقول: "نعمل بحب، لكن الدعم صفر".

ويطالب جعفر بأن يكون هناك اهتمام رسمي بهذه الهوايات التراثية التي تحفظ جانبًا مهماً من التاريخ العراقي".

عائلة تُحب التراث

جعفر لا يعمل وحيداً، فقد انتقل الشغف إلى أولاده الذين باتوا جزءاً من هذه المسيرة التراثية، حيث يؤكد باللهجة العامية: "من يفتحون عيونهم الصبح، أول شيء يلمعون السيارة"، كما يقولها بفخر، إن "الحفاظ على هذه السيارات بات جزءاً من حياة العائلة، ورسالة يأمل أن تُورّث للأجيال القادمة".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

580 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع