بعد ستة عقود من الإغلاق: ترامب يُعيد فتح سجن ألكاتراز لاستقبال أخطر المجرمين

مونت كارلو:في خطوة مفاجئة أعادت إلى الواجهة أحد أكثر السجون رهبة في التاريخ الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه إعادة افتتاح سجن ألكاتراز، الذي أُغلق قبل ستة عقود. وقال ترامب عبر منصته "تروث سوشيال" إن السجن سيُخصص لـ"أخطر مجرمي أمريكا وأكثرهم عنفا"، مع خطط لتوسعته وتحويله إلى منشأة فيدرالية حديثة ذات إجراءات أمنية مشددة. فماهو هذا السجن؟

يقع سجن ألكاتراز على جزيرة صخرية صغيرة وسط خليج سان فرانسيسكو، وكان يُلقب لسنوات طويلة بـ"الصخرة"، نظرا لمناعته وصعوبة الفرار منه. تعود تسميته إلى الكلمة الإسبانية Alcatraces، التي تعني "البجع" أو "الطائر الغريب"، وظهرت لأول مرة في خرائط المستكشف الإسباني خوان مانويل دي أيالا عام 1775. وقد خُصصت الجزيرة عام 1850 بأمر رئاسي لتكون محمية عسكرية، وبُنيت عليها قلعة محصنة مجهزة بأكثر من مئة مدفع، لتُشكل مع مواقع أخرى ما يُعرف بـ"مثلث الدفاع" عن خليج سان فرانسيسكو. وكانت الجزيرة أيضا موقع أول منارة عاملة على الساحل الغربي للولايات المتحدة.

تحوّل ألكاتراز لاحقا إلى سجن عسكري ثم إلى سجن فيدرالي عام 1934، مع إنشاء مبنى حديث ذي بنية خرسانية قوية، بُني على يد السجناء أنفسهم بين عامي 1909 و1911. وكان الهدف من هذا السجن هو استقبال السجناء المصنّفين من أكثر المجرمين خطورة وعنفا، أو الذين عُرفوا بتمردهم على القوانين داخل مؤسسات إصلاحية أخرى.

رغم أن سجن ألكاتراز لم يبلغ أبدا سعته القصوى البالغة 336 سجينا، إلا أن اسمه اقترن بأسماء لامعة في عالم الجريمة، من أبرزهم آل كابوني، زعيم المافيا الشهير، إلى جانب جورج "ماشين غن" كيلي، وألفين "كريب كيب" كاربيس، أحد زعماء عصابة "باركر-كاربيس"، وآرثر "دوك" باركر، المعروف بجرائمه الوحشية. ومع ذلك، فإن الغالبية العظمى من نزلائه لم يكونوا من المجرمين المعروفين للعامة، بل من أصحاب السوابق داخل النظام العقابي الأمريكي، ممن رفضوا الانضباط أو اعتُبروا خطرا أمنيا.

تميز ألكاتراز، خلافا لصورته القاسية، بوجود سجين واحد في كل زنزانة، مما جعل ظروف الإقامة فيه – وفقا لبعض الروايات – أفضل من غيره من السجون الفيدرالية، وهو ما دفع بعض السجناء لطلب النقل إليه. لكن الحراسة المحكمة، وعزلة الجزيرة، والمياه الباردة المحيطة بها، جعلت من محاولات الهروب شبه مستحيلة، باستثناء حالات قليلة أشهرها محاولة الهروب عام 1962، التي بقي مصير منفذيها غامضا حتى اليوم.

ورغم إغلاقه عام 1963، لم تفقد ''الصخرة'' بريقها، بل تحوّلت لاحقا إلى معلم سياحي بارز وركيزة في الثقافة الشعبية الأمريكية،عبر الأفلام والروايات والوثائقيات. واليوم، مع إعلان ترامب عن إعادة إحيائه، يعود ألكاتراز ليطرح تساؤلات جديدة حول مستقبل العدالة والعقاب في أميركا، ومدى واقعية هذه الخطوة في ظل التحديات الحقوقية والمؤسساتية القائمة.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

576 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع