بدل رفو
غراتس \ النمسا
من ادب المهجر
شاعرٌ سكنهُ الحزنُ دهراً
ماردٌ يعبثُ بدمعٍ مسكوب..
يُثقلُ أوجاع شاعر مهاجر..
يرشُ الملح على جروحه
فوق سهوب كازاخستان
وجبال الألب..
فيعوم المغتربُ في قلب الإعصار
وعرس الكرامة..
يَلهثُ صوبَ ينابيع الإنسانية ..
يُجَمل الطريق برقصة المطر
وشدو الاطيار..
عيون الملائكة تُحملق بالمهاجر
وبملحمة وحدتهِ وغربتهِ الأزلية ..
فلا دموع في مآقي الأرض..
ولا مناديل تقتسم قصيدة
دموعه الممتزجة بدمه على مشارف رحلاته وأسفاره..
سَكَنهُ الحزن دهراً في غُربتهِ..
مسافات تنبض رثاءً وشموخاً..
ولقاءاتٌ مع سحر الحياة..
وكأس التراب على بوابات تَتَلظى حنيناً..
لعشقهِ الأولي تحت ظلال قلعة (باشطابيا)*
وأولى قبلاته في سفر العشق الخالد.. !!
*** ***
ظمآنٌ لأمجاد وأحلام الطفولة..
لأحضان الحكايات الأولى..
لغيمةٍ لا زال ينتظرُ هطول أمطارها..
فلا زال يقتاتُ من حنان الموانئ
والسفن تسافر به بعيداً
علها تقوده لحلم الطفولة،
ويُحطم وحدة (روبنسو كروزو)**
يحمل مصباح علاء الدين
وينادي الجنَّ ليرتدي الكرامة معطفاً
أمام باب الله،
ولكن ليس كمعطف (غوغول)***.
يرتدي الكرامة..
ليرهف السمع لقصائد الحرية،
لتُحرره من العبودية والذل،
فالأوان لم يفت لكرنفالات الزيف..
لمهرجانات الخنوع والوسائد الوثيرة..
للشعراء المُزيفين،
من أن يزيحوا الأوجاع من على صدر الوطن
شيدوا الأبراج على جبال أحزان ومكابات الفقراء.
وأولاد الشهداء بشعاراتهم المزيفة.. !!
*** ***
اختلسَ الشاعر تنهداته كيلا تتيه أحلامُ أطفال الهند
وشفشاون والقوقاز وكوردستان
وأغانيهم في قاموس اغترابهِ ..
كيلا ينبثقَ الضَجيج ولفيح الأفاعي
في مواكبِ الشمس والحرية..
كَيلا تتهالك مروج أحلام الشعراء الشباب
في جنازة ليلةٍ صيفيةٍ
في عطر الغربة..
رَسمها الشاعر بلاد حرية..
قصائد إنسانية..
في غربةٍ ما زال يبحث فيها
عن ذاتهِ و بلادهِ المسافرة في دمهِ..
شاعرٌ عاش وحيداً وسَيَظلُ وحيداً.. !!
هوامش :
باشطابيا*: تعدّ قلعة باشطابيا -الواقعة في الجانب الأيمن من مدينة الموصل في محافظة نينوى شمال العراق على ضفة نهر دجلة الأيسر- من المعالم الأثرية الأصيلة التي تمثل هوية المدينة وما تزال شاهدة على الكثير من الأحداث التاريخية.
روبنسو كروزو**: يروي القاص دانيال ديفو في تحفته قصةَ الشاب الاسكتلندي روبنسون كروزو الذي كان مهووساً بالترحال والمغامرات، والذي انتهى به الحال إلى أن سقط في إحدى الجزر النائية بعد عاصفة قوية أودت بالسفينة التي كان على ظهرها، والتي سيمضي فيها أكثر من ثماني وعشرين سنة من عمره وحيداً منقطعاً عن أسباب الحضارة والمجتمع بأسره.
غوغول***: نيقولاي فاسيليفتش غوغول كاتب روسي يُعد من آباء الأدب الروسي. وُلد في في 1 أبريل 1809 وتوفي في 4 مارس 1852. من أعماله الأكثر شهرة رواية النفوس الميتة وقصته القصيرة المعطف.
1201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع