تاريخ حزب الله وأمنائه العامين
الحرة - واشنطن:ثلاثة رجال دين شيعة، تولّوا منصب أمين عام حزب الله منذ تأسيسه الرسمي عام 1989. الأول كان شيخاً بعمامة بيضاء يدعى صبحي الطفيلي، والثاني كان "سيداً" بعمامة سوداء يدعى عباس الموسوي، والثالث كان "سيداً" معمماً يدعى حسن نصرالله.
في كتابه "المارد الشيعي يخرج من القمقم/ ٣٠ عاماً من الصراع بين حزب الله وإسرائيل"، يروي نيكولاس بلانفورد سيرة التعاقب على هذا المنصب، والخلفيات التي سبقت انتخاب أول أمين عام للحزب في العام ١٩٨٩.
منذ الثمانينات، وبرعاية من الحرس الثوري الإيراني، بدأ ينشأ تجمع لرجال دين شيعة على رأسهم أمينان عامان مستقبليان لحزب الله الذي سينشأ رسمياً بعد سنوات، هما صبحي الطفيلي وعباس الموسوي بالإضافة إلى الشيخ محمد يزبك. وتأخرت تسمية الحركة الناشئة حتى عام ١٩٨٤، حيث استقرت القيادة على آية قرآنية (إن حزب الله هم الغالبون) لإطلاق اسم عليها، فكان اسم "حزب الله".
في فترة الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام ١٩٨٢، كان راغب حرب الوجه العلني لـ "المقاومة" في جنوب لبنان وكان مقرباً من صبحي الطفيلي. لكن الرجل الذي كان من الوجوه البارزة للحزب الجديد الناشئ، اغتيل في ١٦ فبراير من العام ١٩٨٤. وفي الذكرى السنوية الأولى لاغتيال حرب، كما يقول بلانفورد، كشف حزب الله عن وجوده. ثم طبعت هذه الذكرى في سنتها الثامنة تاريخ حزب الله وأمنائه العامين.
رسمياً انتخب صبحي الطفيلي لمنصب أول أمين عام لحزب الله بعد مأسسته في العام ١٩٨٩، وسرعان ما خسر موقعه بعد انتهاء مدته كأمين عام في مايو ١٩٩١، وحل عباس الموسوي مكانه بعد خلافات بين تيار الطفيلي الذي كان يعتبر متشدداً وتيار عباس الموسوي وحسن نصرالله الذي كان يعتبر في حينها معتدلاً. وبحسب بلانفورد فإن الحزب في ظل إدارة الموسوي "بدأ يظهر صورته العلنية المعتدلة".
أما علاقة الموسوي بنصرلله فتعود إلى سنوات طويلة، كما يقول بلانفورد: "كان نصرالله شاباً مهتماً بالدين فتنته عظات السيد محمد حسين فضل الله.
سافر نصر الله إلى النجف لدراسة الفقه. وهناك التقى بعباس الموسوي.
كانت تلك بداية علاقة طويلة ومثمرة بين الشابين". كان الموسوي المتحدر من قرية النبي شيت البقاعية الصغيرة أكبر سناً من نصرالله بثمانية سنوات وكان يعتبره "والداً ومربياً وصديقاً" على حد تعبير بلانفورد.
في العام ١٩٧٨ طبّق النظام العراقي إجراءات صارمة على حوزات النجف، واعتقل الطلاب اللبنانيين وأبعدهم، "انسلّ السيد نصرالله إلى خارج العراق لتجنّب الاعتقال، وعاد إلى لبنان حيث انتسب إلى حوزة جديدة أسسها الموسوي في بعلبك".
في ١٦ فبراير ١٩٩٢ وفي خلال عودته من بلدة جبشيت في جنوب لبنان حيث كان أمين عام حزب الله عباس الموسوي يحيي الذكرى الثامنة لاغتيال راغب حرب، أطلقت مروحيتان اسرائيليتان صواريخ على موكب الموسوي وكان برفقة زوجته وابنه، وقتل على الفور.
كان لاغتيال الموسوي أثر بارز على طبيعة المواجهات بيت إسرائيل وحزب الله، كما يشرح بلانفورد، إذ "اتخذ الحزب لأول مرة القرار بقصف المناطق السكانية شمالي إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا"، بعدما كانت عملياته تقتصر في السابق على الأراضي اللبنانية حصراً.
اجتمع مجلس شورى حزب الله في اليوم التالي لاغتيال الموسوي، وانتخب بالإجماع حسن نصرالله البالغ من العمر ٣٢ عاماً، أميناً عاماً لحزب الله وقد استمر في منصبه ٣٢ عاماً حتى اغتياله في غارة إسرائيلية الجمعة.
968 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع