فيديو / نهر دجلة يخلّص البغداديين من الحر والحجر الصحي

              

أصبح نهر دجلة متنفس البغداديين وملجأهم للتخلص من حرارة الطقس الخانقة، وفضاء مفتوحا للهروب من رتابة الجلوس في البيت بسبب الحجر الصحي المفروض داخل البلاد للحد من تفشي فايروس كورونا.

العرب/بغداد – مع ارتفاع درجات الحرارة في بغداد حاليا لأكثر من 40 درجة مئوية، يتطلع سكان المدينة إلى تبريد أجسامهم والترفيه عن أنفسهم في وقت تُغلق فيه المسابح والمتنزهات، التي عادة ما تكون مزدحمة أثناء موجات الحرارة، وذلك في إطار إجراءات الحد من تفشي فايروس كورونا.

ويجذب نهر دجلة، الذي لا يكون في العادة مكانا جاذبا للسباحة، أعدادا متزايدة من الشباب هذه الأيام، حتى أن لاعبي المنتخب الوطني للمصارعة في العراق بسبب إغلاق الأندية الرياضية وصالات التدريب واللياقة وجدوا فيه فضاء جديدا لممارسة تدريباتهم.

وقال عبدالله قاسم، وهو لاعب في منتخب المصارعة العراقي “انتقلنا رفقة مدربنا لمواصلة تدريباتنا على حافة النهر، حتى نحافظ على لياقتنا البدنية ولا نستسلم بسبب إغلاق القاعات الرياضية في إطار الإجراءات الوقائية من فايروس كورونا”.

ويرى عماد جاسم، أحد سكان بغداد، أنه بالقفز في نهر دجلة والسباحة، تمكن من ضرب عصفورين بحجر واحد، فقد خفف إحساسه بحرارة الجو المرتفعة وتخلص نسبيا من إحساسه بأنه محبوس بعد أن اضطر لقضاء أسابيع، تقريبا، في بيته أثناء فترة حظر التجول التي فرضتها السلطات في مسعى للحد من تفشي كورونا.

وأوضح جاسم “مع هذه الحرارة الخانقة وإغلاق أماكن الترفيه من نواد ومقاه، صار النهر مكانا لنبرد أجسادنا ونتسلى قليلا ونتخلص من رتابة أوقات الفراغ الطويلة بسبب الحجر”.

وأضاف رجل آخر من سكان بغداد يدعى مجيد أن البقاء في البيت لم يعد محتملا، مؤكدا “تعبنا كثيرا من المكوث في البيت.. كورونا لن يقتلننا بل ما سيكون سببا حقيقيا في هلاكنا هو ما نمر به من حالات نفسية سيئة، من الصعب حقا علينا كبارا وصغارا تحمل هذا الوضع”.

وخففت السلطات العراقية قيود كورونا منذ يوم الأحد الماضي ليصبح حظر التجول بين الساعة السادسة مساء والخامسة صباحا بعد أن كان مفروضا بشكل كامل بعد شهر رمضان.

ويعاني العراقيون من نقص دائم في الكهرباء وانقطاعه المتواصل منذ عشرات السنين خلال أشهر الحر، إذ يحصل سكان بغداد على أقل من 10 ساعات من الكهرباء يوميا، مما يعني أن شبكة الكهرباء في البلاد لا يمكنها دعم أنظمة تكييف الهواء في المنازل لكي يمكن الاعتماد عليها، كما أن انقطاع الكهرباء يتسبب في انقطاع المياه.

ومع بداية فصل الصيف الذي ينطلق مبكرا كل عام في العراق يلجأ العراقيون إلى السباحة. وقال جاسم “سنويا نقضي الصيف بين المسابح والأماكن الترفيهية، لكن هذه السنة تسبب فايروس كورونا في حبسنا في منازلنا، لهذا فإننا لم نتوان عن المجيء للنهر لنرفه عن أنفسنا ونجتمع بالأصدقاء والأحباب”.

وتعد السباحة في دجلة والفرات هي الحل الأمثل، خاصة في المدن المطلة على هذين النهرين.

وتجدر الإشارة إلى أن للعراقيين وسائل وطرقا تقليدية لتخفيف وطأة الحر من خلال تبريد الماء واعتماد “الحب” وهو عبارة عن آنية من الفخار مخروطية الشكل مصنوعة من الطين، إلى جانب انتعاش تجارة أحواض السباحة البلاستيكية، واستعمال المراوح اليدوية المصنوعة من سعف وخوص النخيل.

وتفيد الإحصاءات الرسمية التي أصدرتها السلطات الصحية العراقية حتى الآن، أن الفايروس تسبب في وفاة حوالي 652 شخصا، وإصابة 21315.

https://www.youtube.com/watch?v=pAAvYhs9nDk&feature=emb_title

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

636 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع