العراق.. صراعات وحروب تنذر بضياع أجيال كاملة

  

بغداد - عمر الجنابي - الخليج أونلاين:حذر مسؤولون في الحكومة العراقية وناشطون حقوقيون من ضياع أجيال كاملة من الأطفال العراقيين؛ من جراء الحرب المشتعلة في بلادهم منذ أكثر من عامين، لا سيما في المناطق التي خضعت لسيطرة تنظيم الدولة.

ودعا رئيس ائتلاف الوطنية، إياد علاوي، من جانبه إلى التحذير ممّا يهدد مستقبل الأجيال القادمة إثر تداعيات النزاعات المسلحة والحرب على تنظيم الدولة، داعياً المجتمعات الدولية والعربية والإسلامية إلى تقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة لهم.

وقال علاوي في بيان، صدر الخميس الماضي 2016/6/30، وصل "الخليج أونلاين" نسخة منه: إن "تقرير منظمة (اليونيسيف) الذي نشر مؤخراً يعد تقريراً مفزعاً؛ وذلك لما فيه من مخاطر متزايدة تهدد حياة الأطفال في العراق؛ بسبب تداعيات النزاعات المسلحة والحرب على داعش والتدهور الاقتصادي والاجتماعي".

وأضاف علاوي: إن "التقرير يشير إلى وجود 3.6 مليون طفل عراقي؛ أي ما يقارب واحد من كل خمسة أطفال معرضون لخطر الموت والإصابة والعنف الجنسي، والتجنيد القسري في الاقتتال والاختطاف".

ودعا السلطتين التنفيذية والتشريعية إلى "تحمل مسؤولياتهما في التصدي للمخاطر الكارثية لهذه الظاهرة، التي تهدد بالضياع أجيالاً من العراقيين، وتأمين إيصال المساعدات الإغاثية إلى المحتاجين لها بمساهمة المنظمات الدولية بهذا الجهد الإنساني".

وكانت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (اليونيسيف) قالت في تقرير لها، الثلاثاء 2016/6/28، إن 3.6 ملايين من أطفال العراق - أي طفل من كل 5 أطفال في البلاد- معرض لمخاطر الموت والإصابة والعنف الجنسي، والاختطاف والتجنيد القسري في صفوف المجموعات المسلحة.

وكشف التقرير الذي صدر تحت عنوان "ثمن باهظ للأطفال"، أن عدد الأطفال المعرضين لهذه المخاطر ارتفع في الأشهر الـ18 الأخيرة بـ1.3 مليون طفل.

وتظهر النتائج التي تمخض عنها التقرير أن 4.7 ملايين من هؤلاء الأطفال -ثلث أطفال العراق- باتوا بحاجة إلى معونات إنسانية، في حين تواجه الأسر ظروفاً حياتية متدهورة؛ نتيجة العمليات العسكرية الجارية حول الفلوجة وقرب الموصل.

وقال بيتر هوكنز، ممثل يونيسيف الإقليمي في العراق: إن "أطفال العراق وضعوا في خط النار، وهم يستهدفون بشكل متكرر وبلا رحمة. نناشد الأطراف كافة توخي ضبط النفس واحترام وحماية الأطفال"، مشدداً على أهمية تقديم "المساعدة في منح الأطفال الدعم الذي يحتاجونه لكي يتماثلوا من أهوال الحروب".

ويقول التقرير إن 1496 طفلاً اختطفوا في العراق في الأشهر الـ36 الأخيرة؛ أي بمعدل 50 طفلاً في الشهر الواحد، أجبر كثيرون منهم على القتال أو تعرضوا للاعتداء الجنسي.

وقال هوكنز: "إن اختطاف الأطفال من بيوتهم ومدارسهم ومن الشوارع أصبح ظاهرة مخيفة"، مؤكداً أن "هؤلاء الأطفال يجري انتزاعهم من أسرهم، ويتعرضون لأبشع أشكال الاعتداء والاستغلال".

كما يكشف التقرير أـن 10% تقريباً من أطفال العراق -أي أكثر من 1.5 مليون طفل- قد أجبروا على الفرار من مساكنهم؛ نتيجة العنف منذ بداية عام 2014 ولمرات متكررة في بعض الأحيان. وتسببت الحروب في إعطاب واحدة من كل 5 مدارس؛ مما أدى إلى فقدان 3.5 ملايين طفل تقريباً لفرص التعليم.

في هذا الصدد قال الناشط الحقوقي غسان خضير: إن "انتشار ظواهر الأمية والفقر والعنف الأسري دفع آلاف الأطفال إلى الانخراط في صفوف الجماعات المتطرفة والمليشيات؛ وذلك لدوافع مادية وطائفية، لا سيما مع سهولة استغلالهم من قبل عصابات الجريمة، وسهولة تجنيدهم في صفوف المليشيات".

وأضاف في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "الصراعات والحروب والتهجير القسري والقتل على الهوية التي شهدها العراق خلفت ملايين الأطفال الأيتام"، مشيراً إلى أن "الحروب والأزمات الاجتماعية غالباً ما تمتد آثارها عبر الأجيال".

وتطرق في حديثه إلى الأطفال في مخيمات النزوح، حيث يتواصل باستمرار مع القائمين عليها، قائلاً: إن "مستقبل الأطفال أصبح مصدر قلق المنظمات الإنسانية"، مشيراً إلى أن "السلوك العدواني والتعصب المذهبي خيم على عقول هؤلاء الأطفال؛ من شدة ما قاسوه وعائلاتهم على يد تنظيم داعش تارة والمليشيات تارة أخرى".

- تجنيد أطفال

مصدر طبي طلب عدم الإفصاح عن هويته، قال في حديث خاص لمراسل "الخليج أونلاين": إن "دائرة صحة بغداد جانب الكرخ أصدرت أكثر من 200 شهادة وفاة لأطفال ومراهقين تقل أعمارهم عن السن القانوني للقتال في صفوف المليشيات، قتلوا خلال المعارك الجارية في محافظة الأنبار وصلاح الدين والموصل ضد تنظيم داعش خلال شهر حزيران (يونيو) المنصرم".

وأضاف: إن" وزارة الصحة تتحفظ على نشر هذه الأرقام المريبة التي تعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الطفل؛ خوفاً من إثارة الرأي العام ضد الحكومة العراقية".

وفي جانب متصل، وصفت لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب العراقي وضع الأطفال في المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة بـ"الخطير جداً".

وقالت مقررة اللجنة، ريزان شيخ دلير، في بيان وصل "الخليج أونلاين" نسخة منه: إن "وضع الأطفال في العراق خطر جداً، خصوصاً أولئك الذين ولدوا منذ سيطرة تنظيم (داعش) على عدد من المحافظات"، لافتة إلى أن "الحكومة العراقية تمتنع عن إصدار وثائق ثبوتية لهم، وهو ما ينذر بوقوع كارثة مستقبلية".

وأضافت: إن "هناك بعض العائلات تحاول أن تربي أطفالها على الكراهية وحب الانتقام، وهو يمكن أن يؤثر مستقبلاً في تنمية دوافع العداء والكراهية تجاه المكونات الأخرى لديهم"، داعية منظمات المجتمع المدني إلى "الانتباه على هذه الحالات، وتثقيف العائلات على التعايش السلمي وتقبل الآخرين".

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

508 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع