القاب عراقيه / الحلقة الأولى
الباشا
لايخفى على القاريء الكريم من ان المجتمع العراقي تعرض الى الكثير من الاختلاط بالقوميات الاخرى وكسب منها عادات وتقاليد ومصطلحات ظلت تستخدم ولغاية الان مع بعض المحدود يه بسبب طغيان الريف العراقي على بغداد التي هي الام في استخدام هذه العادات والتقاليد والمصطلحات ,,
من اكثر الفترات التي تركت بصمتها في العراق عموما وفي بغداد خصوصا هي الفتره العثمانيه والتي تخللت خلالها فترة ايرانيه خلال الاحتلال الصفوي لبغداد الذي لم يستمر طويلا ولكنه ترك ايضا بعض الاثار التي لاتزال عالقه لحد الان كما هو حال زميله التركي الذي استمر بحدود خمسة قرون وهي فتره طويله تعددت فيها الاحداث والكوارث والحروب وتركت الى يومنا هذا الكثير من التقاليد والعادات والكلمات التي كان ولايزال يستغرب منها سكان الريف ومنها يمكن التعرف على البغدادي دون غيره ,, والالقاب في بغداد كثيره ولكن اكثرها رواجا واستخدام في الفترات الماضيه وبعض منها لايزال يستخدم وهي ( الباشا , البيك , الافندي , الاغا , السيد , الشاهبندر , الدفتر دار , والسلحدار , القائم مقام , الخزندار , كتخدا , وغيرها ) ..
اليوم سنتناول الالقاب التي ظلت مواكبه للحكم العثماني في العراق وظهر تاثيرها بشكل واضح في بغداد والبصره والموصل وهي الولايات الثلاث التي كانت تحت سيطرة الدوله العثمانيه وسيكون تطرقنا من اعلى الالقاب ونزولا الى اخرها في حلقات قادمه ان شاء الله
الباشا
هي لقب تركي قديم. شاع بين الناس استخدامه ظنا منهم أن في هذه الكلمة توقيرا وتفخيما في حين أن كلمة باشا وتعني العامل بأمر السلطان,
ولا يحمل هذا اللقب أي تفخيم, بل عندما كانت مصر ولاية عثمانية( تركية) أمرالسلطان العثماني أن يحمل محمد علي والي مصر لقب( باشا) أي العامل بأمر السلطان. وبذلك يكون هذا اللقب قيدا علي الوالي وليس تكريما له. إلا أن البعض ظن أنه لقب تفخيم وبالتالي استخدم البعض لقب باشا. وان اي موظف او مسؤول هو يعمل بامر السلطان ولذلك لم تكن الكلمه تعني شيئا في بدايتها ولكنها بعد ان اصبحت لقبا لوالي مصر ومن ثم لولاة العراق اصبح لها قيمه اجتماعيه مهمه وتاثير كبير .
وأصل الكلمه من "باش" أي: "الرأس". يقال: باش التجار، أي: رئيس التجّار. و: قُبطان باشا : قائد الأسطول، أميرال تركي. و: سُو باشاه: ضابط شرطة، وهو نائب مفوضي الحي. وقد تعكس باستخدامها بعد الصفه مثل بقال باشي وغيرها ,,
وقيل انها مركَّبه من "با" أي: قدم، ومن "شاه" أي: الملك ( وتعني قدم الملك ).
ولا يبعد أن يكون هذا كقولهم في فارس قدم الملك، ونحو ذلك، وهو لقب تشريف عندهم أو رتبة، ويكون هذا كقول العامّة بمصر: "فلان إيده ورجله" كناية عن أنه يعاونه في عمله بحيث لا يستغني عنه.وقد يسمى ( نعل السلطان ) ..وكأنّ بعض أهل العلم لمّا رأى لقب "باشا" معناه (نعل السلطان) فإنه استظهر من ذلك أنّ هذا اللقب من ألقاب التحقير، (وهذا غير مستغرب على الأعاجم؛ لغلوهم وإسرافهم في الألقاب). وإنْ كان ذلك كذلك ولم أعترض عليه لاحتمال صحته ولكن الأظهر أنّ هذا اللقب للتشريف والرتبة، وهذا ماكان يشار به الى الاشخاص صاحبي اللقب من تشريف وتقدير واحترام على ارض الواقع وقيل كلمة باشا مأخوذة من اللغة القديمة لغة "آدغة" (أي لغة "عاد" التي حافظت عليها بعض القبائل الجركسيّة) وهي مؤلّفة من حرفين أحدهما (به) بمعنى: المتقدّم، و(شه) بمعنى السائق أو القائد، فيكون معنى اللفظ إجمالا (القائد الرئيس)، وتستعمل كلمة (بشه) في مصطلحات هذه اللغة لبيان الأمراء الممتازين، وكلمة (باشا) التركيّة محرّفة ومخفّفة من هذه الكلمة. وهذا اقرب الاقوال وادقها لواقع استخدام المصطلح على الطبيعه في الحياة اليوميه ..
وقيل: باشا بفتح الباء المعجمة، من الألفاظ المختصّة بالروم، وهو ذو شوكة، جعل السلطان امور الدوله بيد عدة من الأمراء وتحت سيطرته ..
واختصارا انه يعادل لقب " لورد " الانكليزي ..
والكلمه هي (( باشا )) وجمعها هو (( باشوات )) وهي كانت متداوله ايام الحكم التركي وفي مصر والعراق تحديدا وانها لاتزال مستخدمه في بعض المناطق ولكن ليست بصوره رسميه ,,
يمتاز حامل اللقب بامتيازات ماديه وتشريفيه ومظهر خاص في لباسه وعربة ركوبه او هيئة حصانه ومرافقيه وفي مكان جلوسه في المراسم والدعوات وله منح ماديه في المناسبات وله عادة صوت ورأي في القضايا المهمه والمصيريه ..
وفي العراق الحديث كان اكثر من استأثر بهذا اللقب هو المرحوم نوري باشا السعيد .. الذي شارك في الثوره العربيه الكبرى ومن مؤسسي العراق الحديث وتراس 14 حكومه عراقيه وواحده في الاتحاد الهاشمي وبالرغم من ان الالقاب منعت في عام 1933 الا انه ظل ينادى بالباشا تفخيما وتقديرا له رحمه الله ولحد الان عندما يشار اليه ..
ويمتاز االباس الخاص بالباشا بالطربوش الاحمر والبدله السموكن السوداء والقميص الابيض الذي يلف رقبته ببنيقه ملونه ويضع الاوسمه والانواط والعلامات على صدره ومنهم من يحمل عصا دليل على المرتبه العليا ..
والى لقاء قادم مع لقب آخر ..
عبد الكريم الحسيني
629 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع