عبدالباسط عبدالصمد «معبود النساء»: يحب «فاتن» ويحفظ «الحلو حياتي» ويفضل اللون البمبي
عُرف الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، بحلاوة صوته وقوة حنجرته، إلى جانب جمال الشكل، فكان أشهر قراء القرآن الكريم في مصر والعالم العربى والإسلامى، كما لم تمنعه قراءة القرآن من وضع أرقى العطور، وارتداء أفخر الثياب، واقتناء السيارات الفارهة، وتناول بعض وجباته في الفنادق الشهيرة، حيث كان يعمل على تغيير الفكرة المأخوذة عن القراء من عدم الاهتمام بمظهرهم، وكان يرى أن قارئ القرآن يجب أن يهتم بمظهره أكثر من أي شخص آخر.
واجه الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، العديد من المطاردات والملاحقات النسائية في كل رحلة كان يقوم بها خارج البلاد، ونتيجة لشهرته، انتشرت في شوارع القاهرة تماثيل صغيرة للشيخ أطلقوا عليها «الشيخ عبد الباسط براندو»،
تشبيها بالممثل الأمريكي مارلون براندو، أحد أشهر الممثلين في القرن العشرين، وأحد أساطير السينما، وأكثر الوجوه السينمائية إثارة للجدل، ومن ضمن الألقاب التي نسبت للشيخ أيضاً لقب «معبود النساء».
وتناولت مجلة «أهل الفن»، في عددها رقم 78، سبتمبر1955، حوارًا مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، والمشاكل الأسرية التي تعرض لها نتيجة مطاردة امرأة سورية له وطلبها الزواج منه، ويستعرض «المصري لايت» وجاء نص الحوار كالآتي:
«انفجرت زوجة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وطالبت زوجها بالطلاق، وقالت إنها انتقلت من البيت القديم فى الحلمية إلى الروضة، وغيرت رقم التليفون القديم برقم جديد، وطلبت من مصلحة التليفونات، أن تكون النمرة الجديدة سرية.. ومع ذلك فقد استطاعت عشرات المعجبات الحصول على النمرة الجديدة السرية، والتليفون لا يكف عن الرنين، والشيخ عبد الباسط لا يكف عن الكلام فيه».
وأضافت السيدة فتحية زوجة الشيخ، لمجلة «أهل الفن»: «أنا ح طق.. أنا ح فرقع.. اعذرونى يا ناس، في بادئ الأمر لم أكن أغار لأنني أعلم أن المقرئ كالمغني لا يستطيع أن يعيش بغيرمعجبين، أما أن تظهر له معجبات فهذا شيء لا يقبلة العقل.. فما بالك اذا كانت المعجبات من سوريا ولبنان والعراق وليبيا أيضا!»
ويرد للشيخ عبد الباسط، على مئات الخطابات كل يوم، ويخصص لها ساعتين من وقته للرد على المعجبين والمعجبات، الذين يطلبون منه الصورة والتوقيع .. تمامًا كما يطلبونها، من عمر الشريف وفاتن حمامة!
وأضافت «أهل الفن»، أن زوجة الشيخ لا تستطيع أن تتحمل أحاديث الناس عن السيدة السورية التي تطارد زوجها الشيخ في كل مكان، وانها كلما سمعت هذة السيرة بكت بالدموع، وهي تعلم أن العلاقة بينها وبين الشيخ ليست علاقة زواج فقط ولكنها علاقة دم أيضا.
يقيم الشيخ عبد الباسط، في المنزل رقم 3 بشارع علي الجارم بالروضة، وأمام البيت تقف سيارة دودج موديل 1955 بمبية اللون، وهو يسكن في شقة بالدور الأول، مكونه من 5 غرف، وايجارها 18 جنيهًا في الشهر، ويعيش فيها مع زوجته وأولادة الخمسة.
قال لنا الشيخ عبد الباسط، إن عمره 28 عامًا، وانه متزوج من ابنة عمه منذ 9 سنوات، وأنجب منها 3 بنات وولدين، أكبرهم سعاد، وعمرها 8 سنوات، وأضغرهم جمال عبد الباسط، وعمرة 9 أشهر. ووجهت مجلة «أهل الفن»، الأسئله للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وهي:
المحرر: مبروك على السيارة الجديدة.
الشيخ عبد الباسط: أشكرك
المحرر: لديك سائق؟
الشيخ عبد الباسط: أبدا أنا اسوقها بنفسي
المحرر: وحوادث الطرق؟
الشيخ: أنا لا أرتكب حوادث على الطريق.
المحرر: ولكنك تسرح كثيرًا فكيف لم ترتكب حوادث؟
الشيخ: أولًا أنا لا أسرح وأنا أقود، وثانيًا لم أرتكب حادثًا واحدًا منذ تعلمت قيادة السيارات، ثم أنا لست سائقًا عظيمًا، انني سائق عادي، ولكني أتلافى أخطاء الآخرين.
وعندما دار الحديث عن مغامراته، قال الشيخ: «ليس لي مغامرات، وكل ما يقال لا يخرج عن طور الإشاعات"معتبرًا أن له حسادًا كثيرين يتلقفون الإشاعات وينشرونها في كل مكان، موضحًا أنه قابل الشيخ عبد الرحمن تاج، شيخ الجامع الأزهر، واستنجد به، فرد عليه شيخ الجامع الأزهر، بأنه يعلم أن أعداءه كثيرون، فيما أكد الشيخ عبد الباسط، أن جميع الأصدقاء الذين اختلطوا به، لم تظهر عليهم الاستقامة إلا بعد أن عاشروه.
ووجهت مجلة «أهل الفن»، بعض الأسئله للشيخ عبد الباسط عبد الصمد، هي:
المحرر: ماذا عن حكاية السيدة السورية؟
الشيخ: أنت تعرفها؟
المحرر: إننى أريد أن أسمعها منك أنت.
ونهض الشيخ عبد الباسط، وخرج من الغرفة، ثم عاد ومعه ورقة بخط يده كتب عليها:
«بيان للناس.. حقيقة الأمر لمن شاء أن يعلم.. إن زوج هذة السيدة، تَعرّف بي ورجاني أن أعمل على إلحاق زوجته، بمحطة الإذاعة المصرية، لأنها تهوى الموسيقى والغناء، وكنت أحسب أنني استطيع اسداء معروف إليها، لأرد للسوريين بعض ما أدين لهم به من كرم وود، غير أن زوجته،(السيدة السورية) ، تعجلت وجاءت إلى مصر، وقصدت منزلي الذي أقيم فيه مع زوجتي وأولادي الخمسة ووالدتي وأحد إخواني، وسألتني عما تم في أمرها، وكُنت قد عَلمُت انني لن استطيع أن أُلحقها بالإذاعة، فكاشفتها بحقيقة الأمر، وكلفتها بالعودة إلى بلدها.. وفجأة كاشفتني هى برغبتها في الزواج مني، وأخبرتني بأنها طُلقت من زوجها، وانها لا تستطيع العودة إلى سوريا.. فهالنى الأمر وعرضته في الحال على بعض المسؤولين في مصر، كما اتصلت ببعض موظفي الجوازات ليعملوا من جانبهم على عودتها إلى سوريا، فأخذت هي تتصل ببعض الأوساط، واستغل بعض الحاقدين هذة الفرصة لينالوا من كرامتي وسمعتي، ولكن الله جلت قدرته شملني بعطفه ورعايته».
وأضاف الشيخ للمحرر انه كتب هذا البيان لينشره على الناس في سوريا، لكي يطلعوا على القصة كاملة، بعد ان انتشر هناك انه خطف السيدة من زوجها، وانه حاول بعد ذلك أن يُصلح بينها وبين زوجها المدرس بدمشق، فلم يستطع، وهو لا يعرف عنها شيئا».
وسألت«أهل الفن»، احدى السيدات السوريات، عن رأيها في الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، فقالت: «ان الشيخ عبد الباسط رجل عظيم..اننا فى سوريا نتمنى أن نحظى بلقائه ونموت بعد كده»!
وسافر الشيخ عبد الباسط، إلى طنطا، ليقرأ في حفلة لمؤتمر نقابات العمال بنادي المهندسين، واستقبلت طنطا، الشيخ عبد الباسط، كما تستقبل فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ، كونه نجمًا لامعًا من نجوم الميكروفون، وجلس الشيخ «عبد الصمد»، في السرادق ليقرأ القرآن الكريم، واختار الشيخ عبد الباسط، سورة يوسف، ولأول مرة في طنطا، تحضر النساء إلى السرادق، ليستمعن إلى الشيخ عبد الباسط عبدالصمد، وهو يقرأ سورة يوسف، وفوجئ الحاضرون بالسيدة السورية، وهي تدخل السرادق بفستان أسود وتغطي وجهها، وتجلس فى ركن لتستمع إلى صوت الشيخ عبد الباسط، وتمسح دموعها بالمنديل، فيما قال الشيخ عبد الباسط، انه لم يرها في السرادق، فيما أكد بعض الذين يعرفون الشيخ عبد الباسط، إنها كانت هناك.
وأوضح الشيخ عبد الباسط، للمحرر، ان حكاية غضب زوجته، لا تخرج عن اشاعة أطلقها المغرضون، وان زوجته موجودة في المنزل، ولولا أن التقاليد تمنع مقابلتها للرجال لجعلتك ترى بنفسك انها موجودة، وقال الشيخ: ان زوجته وأولادها، لم يخرجوا من البيت منذ 6 أشهر، ولا يذهبون إلى السينما أبدًا، وانه لا يزوج بناته من أي انسان غريب عن اسرته.
وسأل المحرر، الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، بعض الاسئلة وكانت:
المحرر: من هو أحسن ممثل في رأيك؟
الشيخ: يوسف وهبي
المحرر: أحسن فيلم رأيته؟
الشيخ: الطريق المستقيم
المحرر: وأحسن ممثلة؟
الشيخ: فاتن حمامة.
المحرر: والمطرب الذي يُشجيك؟
الشيخ: عبد الحليم حافظ.
المحرر: وأغنيتك المفضلة؟
الشيخ: الحلو حياتى.
المحرر: لوعَرضت عليك احدى شركات السينما دورًا في فيلم نظير مبلغ 5 آلاف جنيه هل تقبل؟
الشيخ: ولا مال قارون.
المحرر: لماذا؟
الشيخ: لأنني مقرئ ولست ممثلًا.
المحرر: وهل التمثيل عيب؟
الشيخ: التمثيل ليس عيبا.. ولكن العيب أن يمثل المقرئ.. ثم لا تنس انني صعيدي.
المحرر: ومن أحسن راقصة؟
الشيخ: يقولون تحية كاريوكا.
المحرر: هل رأيتها ترقص؟
الشيخ: أستغفر الله العظيم.. أبدًا.
المحرر: وما رأيك في الرقص الشرقي؟
الشيخ: يفسد الناس.
المحرر: والباليه؟
الشيخ: يفسد الناس أيضًا.
المحرر: ماهي أمنيتك في الحياه؟
الشيخ: الستر.. واكتفاء شر النساء.. وموسى صبري!
مجلة الجيل 1959
المصدر: المدى
602 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع