لماذا رشحت نفسي في قائمة بابليون التي يرأسها الأخ ريان الكلداني ؟

                                                 

بقلم : د. حبيب تومي / اوسلو
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
كانت المخاضات المعقدة التي طرأت على الساحة العراقية منذ 2003 بعد سقوط النظام كانت عسيرة ، وتولد منها عملية سياسية يمكن اعتبارها فاشلة في ضوء ما آلت اليه الأوضاع بعد مضئ عقد من السنين على السقوط ، وإذا كانت جميع مكونات الشعب العراقي قد طالهم الظلم او الأرهاب او التهجير القسري او شكل من اشكال التعسف ، فلا جدال حول ذلك ، لكن زيادة على ذلك سيكون المكون المسيحي ومعه المكونات الدينية الأخرى قد اصابها الإرهاب في مقتل،حيث ان هذه المكونات في طريقها الى الأندثار من عموم المدن العراقية.

وإذا مضينا ابعد سنجد ان المكون الكلداني هو الأكثر ضرراً من بين كل هذه المكونات ، فما اصاب الآخرين قد طاله ايضاً ، زائداً حالة واحدة وهي تهميشه وإهمال شأنه سياسياً وقومياً على الساحة العراقية والكوردستانية .
لقد وجد الشعب الكلداني نفسه بعد سقوط النظام عام 2003 انه قد أقصي من العملية السياسية ، وأصبح كأنه لا جئ غير مرغوب فيه في هذا الوطن لا حقوق قومية ولا سياسية .
نحن العاملين في المسالة القومية الكلدانية ، إن كنا من المستقلين او من الأحزاب القومية او من منظمات المجتمع المدني ليس لنا اي دعم مالي او إعلامي من اي جهة ، الحكومة الكوردية لا تساعدنا والحكومة المركزية لا تساعدنا ، وأصبحنا نسبح ضد التيار مع هذا أقران لنا ، ولهم الكم الهائل من الدعم ومثال ذلك ما  يتلقاه اخواننا في الأحزاب الأخرى كالمجلس الشعبي والحركة الديمقراطية الآشورية ، فهؤلاء لهم الإسناد والدعم ونحن نسبح وكأننا مقطوعين من شجرة ، وهكذا يبقى الغريق يرحب بأي يد منقذة تمد اليه .
هكذا وجدنا بشخص الأخ الشيخ المستشار ريان الكلداني الذي مد يده للتعاون معنا ، وأنا مندهش من هذه الحملة غير المبررة على هذا الشاب الألقوشي الكلداني ، لكي اكون صريحاً هنالك كلام سلبي على الأخ ريان ، لكن هنالك كلام ايجابي كثير يذكر به ، وهذه حالة اعتيادية عن اي شخص ينشط ويتحرك في الساحة السياسية .
الأخ ريان الكلداني شاب في مقتبل العمر يتمتع بعلاقات جيدة مع اوساط شيعية ، إضافة الى علاقات طيبة مع اوساط كردية ، وإنه يساعد المسيحيين بطريقته الخاصة ، وكمثل غير حصري : كان لأحدهم بيت قد اغتصبه جاره المسلم ، فإن الشيخ ريان يتدخل فيتفاوض ويتدخل ويهدد لإرجاع البيت الى صاحبه المسيحي .
وهنالك امثلة كثيرة على هذا الدور ، كما ان الأخ ريان يعيش في وسط بغداد ومقره بالقرب من ساحة الواثق ، وأبوابه مفتوحة للجميع ، وهو مستعد لأبداء اي مساعدة يستطيعها لأي مسيحي يطلب منه المساعدة وهو بصدد الحصول على مساعدات من الحكومة العراقية للعوائل المسيحية المتعففة .
في مسألة لقب الشيخ ، فلا ادري لماذا كل هذه الضجة المفتعلة حول هذا اللقب ، المسألة وما فيها هنالك مجلس العشائر وهذا المجلس مهمته المصالحة الوطنية ، وإن الأخ ريان منح هذا اللقب ليكون عضواً في هذا المجلس ، ويأخذ وظيفة المستشار في مجلس الوزراء ، فأين الخلل ؟
وما هو الخطأ الذي ارتكبه هذا الشاب لقيامه بهذا الدور ؟
 فأولاً الأخ ريان لم ينصب نفسه شيخاً على احد ، كما انه ليس بديلاً للبطريركية ، وليس مسؤولاً عنها ، انه تابع للكنيسة الكاثوليكية الكلدانية كما نحن اتباع ورعايا هذه الكنيسة .
من جانب آخر انه ليس بديلاً عن الأحزاب السياسية ، إنه شخص يمثل نفسه ويمثل من يقف وراءه ، فأنا شخصياً احد مرشحي قائمة ( البابليون ) وإن الأخ ريان رئيسها ، وهو شخصياً سوف لا يرشح نفسه ، فلماذا كل هذه الضجة على شاب كلداني مسيحي القوشي يريد ان يخدم المسيحيين قاطبة ، وهو كان صاحب اقتراح بأن تكون قائمة بابليون شاملة ليس للكلدان فحسب بل لكل المسيحيين من الكلدان والسريان والآشوريين ، وأنا شخصياً فاتحت الأخ وسام موميكا للانضمام الى قائمة البابليون ، ولحد اليوم انا شخصياً لم أسال من هو الأول ومن هو الثاني ومن هو الخامس .. الخ في القائمة ، نحن نعمل في هذه القائمة كمكون اخوي واحد .
في مسالة ترشيح نفسي تعتبر تجربة جديدة بالنسبة لي ، ورغم انني انشد النجاح ، لكن مهما كانت النتيجة سوف اتقبلها بروح رياضية ، فالأنتخابات مسابقة يخوض غمارها المرشحون ، ولا بد من فائزين وخاسرين ، وفي كل الأحوال سوف اتلقى النتيجة بروح رياضية .
لكن إن فزت سوف اكون اميناً لكلامي ولبرنامج القائمة ، ولي افكاري الخاصة فيما يخص اتباع الديانات الأخرى غير الإسلامية وما يخص التقاعد لجميع العراقيين ، ومن الطبيعي اني لا استطيع ان اعمل المستحيل ، لكن في كل الأحوال سوف لا اكون متفرجاً  او مستمعاً فقط في البرلمان ، بل سوف اكون معارضاً لكل ما يتناقض مع مبادئي في الحياة ، وسوف اتصرف كانتماء عراقي اصيل بالدرجة الأولى ، وسوف افرض شخصيتي مهما كانت النتائج إذ ليس لي ما اخسره تحت قبة البرلمان ، هذا ما صممت عليه إن فزت في الأنتخابات ، وإن لم يحالفني الحظ سوف اتفرغ للكتابة وإكمال مشاريعي الكتابية .
وأخيراً وليس أخراً اقول :
جميل ان نتعلم كيف نختلف ، وأجمل من ذلك ان نتعلم كيف نتحاور لكي نتفق ،  فالطبيعة البشرية مبنية على الأختلاف ، وإن التوجهات والأفكار الشمولية منها المذهبية والقومية والدينية والطبقية وجدت نفسها في مربع الفشل والسقوط ، وكمثال على ذلك الفكر القومي العربي الذي فشل في تحقيق الوحدة العربية ، والفكر الطبقي المتمثل في انحلال الأتحاد السوفياتي وانهيار جدار برلين ، وبعد ذلك كان فشل حكم الأخوان المسلمين في مصر ، وبقيت الأفكار العلمانية الديمقراطية الليبرالية هي خميرة المجتمعات التي تتطور وتزدهر .
وأخيراً أقول :
إن هذا التهجم على شخصية الأخ ريان الكلداني هي بسبب لقبه الكلداني ، وهذا واضح من خلال الردود ، وهذا يدخل في مستنقع التسقيط السياسي ، وإلا اي ذنب ارتكبه الشيخ المستشار ريان الكلداني وهو يقف الى جانب ابناء شعبه ؟ ويوظف علاقته السياسية والشخصية لحصول حقوق شعبه وحقوق مواطنيه المسيحيين في قلب بغداد ، هل هذه اعمال يستحق عليها محاربته ؟ ام علينا مساندته .
 برأيي المتواضع إنها محاربة طائفية عنصرية إقصائية  ضد المكون الكلداني في بلده ، بل اكثر من ذلك ان بعض الطروحات والردود تظهر بشكل جلي فاضح محاولات دق اسفين التفرقة بين مؤسسة البطريركية الموقرة وبين ابنائها من المخلصين لقوميتهم الكلدانية . إن هذا السلوك وتلك الأفكار الشمولية قد مضى زمنها ، ولا يجوز ان يكون لها فسحة بيننا .
واختم هذا المقال بقول لا اعرف قائله :
 إن لم تستطع قول الحق فلا تؤيد الباطل .
د. حبيب تومي / اوسلو في 29 / 12 / 2013

 
    
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

392 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع