الغرب والملالي: مسرحية الفزاعة

سعد السامرائي

الغرب والملالي: مسرحية الفزاعة

ليس الغرب وامريكا و(اسرائيل)

() بهذا الغباء حتى يعاديا إيران فعلاً، ولا إيران صادقة حين تصرخ "الموت لأمريكا" ليل نهار. الحقيقة أن بينهم تفاهمات سرّية تحت الطاولة.. الغرب هو من أتى بالملالي إلى الحكم وسلمهم إيران، لا حبًا بهم، بل لأنهم الأنسب كفزاعة دائمة لتخويف العرب. وعليه فالغرب لا يريد لإيران أن تُدمر كليًا، ولا أن تصبح قوة مهيمنة. هو فقط يريدها بالحجم المناسب الذي يرعب العرب، دون أن تتهدد مصالحه. لهذا السبب نرى ضربات "إسرائيلية" لمواقع نووية أو مصانع صواريخ إيرانية من حين لآخر وحين وصلوا لقناعة من ان ايران تماطل وتكسب الوقت من اجل ان تنتج قنبلة ذرية رغم ادعائهم من ان برنامجهم سلمي وهذه خدعة لم تنطلي على الغرب لانه هو من صنع القنبلة الذرية وهو يعرف الوسائل والطرق لهذا الإنتاج .كنا نرى تهديدات متبادلة، وضجيج إعلامي، لكنه لا يتحول إلى حرب حقيقية وكان كل ذلك جزء من مسرحية مخادعة: يجعلون إيران هي العدو، ويقدمون أنفسهم كـالمنقذ من خطرها… كي يُبرروا التطبيع مع الكيان الصهيوني، والارتماء في أحضان أمريكا..

الضحية طبعًا هو العربي البسيط

دمار في العراق وسوريا ولبنان واليمن,, تهجير، خوف، تراجع اقتصادي، ضياع هوية وفي النهاية، نحن من ندفع الثمن بدمنا، وأموالنا، واستقرارنا.

أما إيران؟ فهي كابوس مُصمم بإتقان… لا لتهديد الغرب، بل لإبقائنا في حالة ذعر دائم لكن كثير منا يسأل ما الحل اذن:

أقول ان الركض نحو أحضان الصهاينة أو المجوس أو أمريكا ليس هو الحل. بل الحل يبدأ من عندنا، من داخلنا كعرب لكننا نحتاج الى رؤية عربية جامعة، الى مشروع قومي عربي يتعامل بندية مع أي خطر: إيراني، صهيوني، أو غربي ولكن هذا يحتاج الى قيادة عربية شجاعة تتبنى هذا المشروع تبدأ من خلال

تحالفات عربية-عربية داخلية أولًا وثانيا بناء قوة ذاتية منوعة لا يشترط ان تكون كلها في قطر عربي واحد بل تكون قوة عسكرية شبيهة بما يسمى التكامل الاقتصادي.

حين كان عندنا جيش عراقي قوي، وصناعة، وسلاح، وموقف، لم تكن إيران ولا إسرائيل ولا غيرها يجرؤون على اذيتنا والان وبعد حالة ضعفنا التي شارك بها كل العرب وجزء من شعبنا المغرر بهم طائفيا ومصلحيا علينا ان نبحث عن كيفية إعادة هيبة القرار العربي .. لا نشتري أمننا من "الحامي الكاذب" اللي ينهبنا في العلن وان نبدأ أولا بفضح هذه المسرحية السمجة، التطبيع لن يكون إنقاذ، بل تسليم. لا يختلف عن الاستسلام للمجوس في تهديداتهم فإيران والصهاينة وجهان لعملة واحدة من يصدقهما فإنما يخدع نفسه. لذلك فمن يصدق أمريكا على اعتبار انها ستحررنا من هيمنة المجوس هو يتأمل أكثر من اللازم فدور ايران لم ينتهي بعد حسبما أرى .للاسف

المقاومة الوطنية الحقيقية، سواء في العراق أو فلسطين، إن كانت مستقلة وغير تابعة لإيران أو لطائفة معينة، فهي تستحق الدعم نفترض ان نلاقي دعما غير محدود لها لأنها الخطوة الأولى لنهاية الضياع. أما المليشيات الطائفية والولائية والعميلة فثبت من خلال الاحداث انها لن تستطيع ان تفعل شيئا الا ما مرسوم لها لا تحرر فلسطين ولا العراق فهي أداة تخدم مشروعًا غير عربي حتى وان رفعت شعار المقاومة وعلينا تطبيق هذه اللاءات التالية بكل ما تحمل من معنى وهي لا للتبعية لا لهيمنة الدولار لا للقواعد الامريكية لا للتغلغل الإيراني لا للاختراق الصهيوني. نعم فقط لـ القرار العربي الحر المستقل.

ما راح يحمينا إلا أنفسنا لا أمريكا تبني كرامتنا، ولا إيران تحررنا. سلاحك، إعلامك، شعبك، وحدتك… هي كل قوتك. لا نؤمن بالمعجزات بهذه الحالة بل ننتظر من خيري الامة تحقيق هذه اللاءات الواحدة تلو الأخرى ولنخرج من دور الضحية، ولنكتب مستقبلنا ومسرحيتنا بأيدينا. الكرامة لا تُمنح، بل تنتزع.
في المقال التالي سنكشف تاريخ بدأ انتفاضة الحسم وبعون الله

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1027 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع