سحبان فيصل محجوب *
المنظومة الكهربائية امام التحديات…كربلاء بلا كهرباء
تعد المعايير المطلوبة التي تخص عمل المنظومة الكهربائية بنحو مستقر قادر على الايفاء بمتطلبات نمو الطلب على الاحمال الكهربائية من الشروط الاساسية في بناء القواعد الصلبة لمكونات الشبكة الكهربائية العاملة ،وعند توافر هذه الشروط سوف تنعدم الانقطاعات الكهربائية العشوائية والمبرمجة منها.
ينكب المعنيون في وضع الخطط المستقبلية لمواجهة تطور الأحمال على تحليل سلوك الاستهلاك للمشتركين في خدمة الكهرباء العامة وعلى مدار السنة ، حيث يلاحظ العديد من القفزات الحادة على منحنيات الاحمال الكهربائية اليومية والفصلية والسنوية والتي يعزى سبب حصولها الى توجه المجتمع أو غالبيته للتفاعل مع احداث طارئة أو مناسبات دينية وفعاليات وطنية مختلفة بالاضافة الى تغيرات الطقس المعروفة والتي غالبا ما تكون لها انحرافات واضحة عن مسارات نمط الاستهلاك ، في نفس الوقت تجري المقارنة مع أحمال السنوات السابقة لتحديد نسبة النمو السنوي للأحمال وبحدود الدقة المطلوبة ويدعم هذا العمل العديد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وعلى وجه التحديد وزارة التخطيط التي تقوم بتزويد القائمين على إعداد الخطط الخاصة بتوسيع وتطوير المنظومة الكهربائية بعرض شامل للمشروعات المستقبلية بالاضافة الى نسبة النمو السكاني .
يجابه العاملين في مراكز السيطرة والتشغيل حالات طارئة تحتم عليهم توفير طاقة كهربائية جاهزة يجري تزويد الشبكة بها حال ظهور الحاجة الى تغطية الاحمال المفاجئة وهم بهذا يعتمدون على الاحتياط الدوار أو تشغيل وربط الوحدات الساخنة او اللجوء الى توليد الكهرباء من محطات الخزن بالضخ الكهرومائية ويتم ذلك عادة قبل عمل الاجهزة الخاصة بقطع الاحمال الاوتوماتيكي أو اليدوي والذي ينفذ على وفق أوامر فصل الاحمال الموجهة الى محطات توزيع الكهرباء الفرعية ، فالعديد من حالات ظهور الاحمال الكهربائية المفاجئة التي تجابه مكونات المنظومة على صعيد الانتاج والنقل والتحويل نزولا الى شبكات التوزيع تتزامن مع السلوك الجمعي للغالبية من المواطنين وكما تمت الاشارة اليه انفاً وعلى سبيل المثال الزيادة في الطلب على الطاقة أثناء شهر رمضان المبارك وعلى وجه التحديد عند وقت الافطار والسحور وكذلك الزيادة أثناء النقل التلفزيوني لمباريات رياضية مهمة ذات جمهور رياضي واسع بالأضافة الى أوقات عرض حلقات من مسلسل تلفزيوني يحضى بعدد كبير من المتابعين وتقفز هذه الزيادات الى حدود حرجة في مواسم حمل الذروة السنوية أثناء فصلي الشتاء والصيف نتيجة لتشغيل أجهزة التكييف الكهربائية .
إن هذه القفزات في الطلب على الأحمال الكهربائية وعلى الرغم من كونها مؤقتة الى انها تضع مؤشرات واضحة أمام المعنيين في ادارة قطاع الكهرباء لما يجب تنفيذه من حلول متكاملة لتجاوز الحالات الحرجة وضمان استمرار خدمة تجهيز الكهرباء المستقرة .
تعاني مدن وضواحي محافظة كربلاء هذه الايام وبالتزامن مع زيارة الاربعين وتوافد ألأعداد الكبيرة من القادمين اليها من داخل العراق وخارجة ومع ارتفاع درجة الحرارة الى انقطاعات كهربائية متكررة وطويلة المدة نتيجة الاحمال الزائدة وعدم القدرة على مواجهتها كما ينبغي مما يؤشر على العجز في وضع الخطط اللازمة لتفادي نتائج مثل هذه الأزمات ، فكان على المعنيين إتخاذ الاجراءات الاستثنائية اللازمة وبوقت متاح قبل وقوع المزيد من الأخفاق في تجهيز التيار الكهربائي المستمر وذلك بوساطة دراسة توزيع الأحمال على المغذيات الكهربائية العاملة وتعزيز عديدها باستحداث مغذيات داعمة لها ورفد شبكات المحافظة بمحولات توزيع تضاف الى ما تم تنصيبه سابقاً ، هذا بالأضافة الى توفير عدد من محطات التحويل المتنقلة والتي تمتاز بسرعة التنصيب والتشغيل وما الى ذلك من تحوطات مختلفة كفيلة بتجاوز تداعيات سوء الخدمة الكهربائية التي تعيشها كربلاء اليوم .
* مهندس استشاري
502 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع