إنظروا كيف سيخرب الإسلاميون مجتمعنا؟؟؟

                                          

بقلم: علي بداي/ صوت العراق
حين كنا مراهقين في سبعينيات القرن الماضي كان دربنا اليومي الى المدرسة محاطاً بالبارات والنوادي وكنا نمر على محلات بيع المشروبات الكحولية بأنواعها ، دون أن يخطر على بال أحد منا الجلوس مرة في ناد وشرب الخمر أو إقتناء قنينة بيرة.

ببساطة لأن الخمر لم يكن في قائمة أهدافنا ولم يكن يتفق مع سعينا للتفوق الدراسي ولا يتسع له وقتنا المقسّم بدقة بين المدرسة وإنشغالاتنا بالبحث في مكتبات السراي والسعدون. كان ذلك قرارنا الشخصي المتخذ بقناعاتنا الكاملة .
كانت مدرستنا في الحيدرخانة في شارع الرشيد أقرب الى ساحة الميدان ، وكنا حين نجلس لفترات قصيرة في مقهى الزهاوي لقراءة الصحف نلمح " بغايا الميدان" يتخاطفن أمامنا ولم يكنّ بالنسبة لنا سوى مادة نقاش إجتماعي، فيما إذا كان " المجتمع" مسؤولاً عن سلوك البغايا وسرقات السرّاق وجنوح الجانحين من الأحداث. كنا لانصلي ولانصوم ولكننا نتحلى بصفات يفتقر اليها الكثيرون ممن يصومون ويصلون ، منها أن زميلاً لنا عرض ذات مرة على شلتنا حالة لإمرأة شابة جارة له ، فوجئت بسجن زوجها بتهمة كيدية وبقيت لاتعرف كيف تدبر أمور بيتها وصغارها. قررت المجموعة البدء بحملة فورية لجمع أكبر مايمكن جمعة من مال، وكان هناك من تبرع مباشرة في حين إشتغل الآخرون أيام عطلة الإسبوع مدفوعين بدافع الضمير الساهر ، لا إرشادات مسجد، ولا توجيهات حسينية، ولا فتوى مرجع ..الضمير فقط ..الضمير الذي لم يكن غافياً ولم يكن منشغلاً بشئ سوى أداء دور الحارس الأمين الرقيب على كل تصرف.
البارحة كتب صديق لي عن واقعة أقضت مضجعه: "هاك هذه الواقعة التي حصلت في مدينة النجف حين ذهبت أرملة و عندها أطفال أيتام الى دور الرعاية التي يسيطر عليها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر فطلب منها المسؤول أولاً ممارسة المتعة ( وهو بغاء قسري مشرعن دينياً يستغل حاجة المعوزات أدخلته الأحزاب الدينية ضمن أعرافها وسياحتها الدينية) وبعذاك سوف يعطيها حقها ورفضت المرأة ذلك لكونها شريفة و عادت بلا حقوق!!!"
ثم تناقلت الأنباء خبر بروز فارس مغوار إسمه "فاروق حسن المجيد" يأتمر بإمرة الحاج نوري المالكي "ولعله إختار هذا الإسم تيمناً بعلي حسن المجيد، أغار هذا الفطحل المسؤول عن أمن العراقيين بجيشه العرمرم ليداهم النوادي والتجمعات الليلية البغدادية وهي بمعظمها نواد لمثقفين هم أكثر العراقيين حباً ببلدهم وحرصاً على تقدمه...وكانت غنائم الفاروق الكثير من قناني الويسكي التي غنمها من نواد مجازة للآشوريين سيوزعها لاشك بالعدل حسب نظرية توزيع الغنائم.


لا أعرف بالضبط كيف يفكر قادة الأحزاب الدينية في العراق، ولا أدري إن كانوا قد قرأوا تأريخ هذه البلاد أم لا، لأن ماهو معروف عن العراق أنه في كل مراحل التأريخ كان فيه فرق المغنين والشعراء ودور اللهو والرقص وأماكن الشاربين الى جانب دور العبادة من المساجد والأديرة ودور العبادة الخاصة بالأديان الأخرى ، وعبر العصور كان المجتمع العرا قي قادراً على إنتاج آلية الضبط الإجتماعي، والموازنة اللازمة بين الديني والدنيوي دون حاجة الى قوانين ردع وتدخل شرطة، كما لم تعرف المرأة العراقية تطرفاً في الملبس أو السلوك بما يناقض أعراف المجتمع في كل العصور، بل كانت مثالاً للجدية وطرفاً فاعلاً في عملية تطور المجتمع .
ولأنني لا أعرف بالضبط الى أي المحن سيوصلنا هؤلاء والى أي الحروب الأهلية سيقودوننا، أجد لزاماً علي أن أنصح الفاروق حسن المجيد ومن أمره أن يجد له عملاً آخر غير هذه الصنعة المخزية ، ليتابع مثلاً هؤلاء الكفرة الذين يطاردون الأرامل لإجبارهن على الزنى أو مايسمونه المتعة فذلك عند الله أجدى لأن إجبار النساء على الزنى عند الله أبشع من شرب الخمر ، الم يقرأ صاحبنا القرآن؟
علي بداي

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

451 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع