
أ.د.بشرى البستاني
حديقة نيسان ..
تتوجع الصحراءُ ما بيني وبينكَ 
نخلة ظمأى
وأشواقٌ 
وسورُ 
وجداولٌ تهفو
وجبٌّ فاغرٌ فاهُ ،
وصفصافٌ كسيرُ
تتوجعُ الصحراءُ ،
دجلةُ سعفةٌ ثكلى
وضوء يستجيرُ
صمتُ المساءِ
مباهجُ القداح ِ
جرحُ الياسمين يموجُ
فيروزُ الصباحْ
فنجانُ قهوتنا الربيعيُّ ،
النوافذُ ،
زهرة الرمان تقفلُ جرحها
في غيمة السرِّ العصيّ 
البحرُ يحملها اليّ ،
فافتحُ الصحراءَ 
ندخل آمنينْ
وتفتّح الألوانُ شرفتها لموسيقى هلالٍ 
قادمٍ من آخر الدنيا 
فهل تعب الكلامْ
أشجارهُ غيمٌ ،
وغربته سلامْ 
والليلُ يسأل أن أنامْ
لكنَّ أمواج الحديقة ليلكٌ يهفو
وحمى أرجوان ْ
والارضُ تُسحب من ضفائرها
لهاويةٍ
انينُ صباحها وجِلٌ
وداجٍ ليلها
يقتادها وحشٌ 
ويُرديها رهانْ
شبحٌ غريبُ العزف يبتلع المكان ْ
ورياحُ نيسانٍ تجىءُ بما ينوءُ 
وما يُسيءْ 
والخبزُ ازرقُ مرة اخرى ، ومرُّ 
تفاحنا الجبليُّ 
والنارنجُ  مرُّ
والنايُ ظلَّ معلقا فوق النخيلِ 
وجرحُ لوعته أغرُّ

884 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع