ما لايعرف عن العلاقات بين ايران- السودان وتنظيم القاعدة/ج2

                                          

ما لايعرف عن العلاقات بين ايران- السودان وتنظيم القاعدة الجزء الثاني

                         

الهجمات الارهابية في 11 سبتمبر

تشيرالمعلومات الاستخبارية إلى استمرار الاتصالات بين المسؤولين الأمنيين الإيرانيين وكبار الشخصيات في تنظيم القاعدة بعد عودة بن لادن إلى أفغانستان .

وكان خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11سبتمبر ,قد كشف ان ايران تبذل جهودا منسقة لتعزيز العلاقة مع تنظيم القاعدة بعد هجوم أكتوبر 2000 على  المدمرة الامريكية كول، جوبه ذلك بتريث بن لادن لانه لا يريد التفريط بمؤيديه في المملكة العربية السعودية والذين يعادون ايران والشيعة .
ذكر خالد الشيخ وبعض المعتقلين , عن رغبة المسؤولين الايرانيين تسهيل سفر أعضاء تنظيم القاعدة عبر إيران في طريقهم من وإلى أفغانستان .
حيث ابلغت السلطات الايرانية مفتشي الحدود الإيرانية بعدم ختم جوازات سفر هؤلاء المسافرين ( وخصوصا السعوديون) وكانت هذه الترتيبات مفيدة بشكل خاص لأعضاء تنظيم القاعدة من السعودية.
ووفقا لتقرير لجنة تحقيق 11 سبتمبر, فانه سافرمن ( 8 إلى 10 )من المشتركين ال (14) في هجوم 11 سبتمبر من السعودية الى داخل و خارج إيران للفترة بين أكتوبر 2000 وفبراير 2001.
 في أكتوبر 2000، زار مسؤول كبير في حزب الله المملكة العربية السعودية ( المنطقة الشرقية)  لتنسيق الأنشطة هناك. وانه يعتزم أيضا مساعدة بعض الأفراد في المملكة العربية السعودية في السفر إلى إيران خلال شهر نوفمبر 2000. حيث قام القيادي في  حزب الله  اللبناني باجراء اتصلات وتنسيق  مع حزب الله السعودي.
في أكتوبر 2000، توجهة رحلتان تحمل بعض منفذي هجوم 11 سبتمبر من ايران الى الكويت.
في نوفمبر 2000  سافراثنان من منفذي هجمات 11 سبتمبر الى بيروت قادمين من طهران
في منتصف نوفمبر توجه 3 من منفذي هجوم 11 سبتمبر من السعودية الى بيروت ومن ثم إلى إيران.
في أواخر شهر نوفمبر عام 2000 سافر اثنان من الخاطفين مرة اخرى من البحرين الى ايران.
في فبراير 2001 سافر احد الخاطفين برحلة من سوريا الى ايران ثم سافر من داخل ايران الى الحدود الافغانية.
كما أكد خالد الشيخ محمد أن العديد من خاطفي الطائرات 11 سبتمبر عبروا إيران في طريقهم إلى أفغانستان.  


افادات رمزي بن الشيبة
 بتاريخ 20 ديسمبر، 2000  , قبل ثمانية أشهر من هجمات 11 سبتمبر, حصل بن الشيبة على تأشيرة سفر سياحية لمدة أربعة أسابيع إلى إيران، مشيرا في نموذج الطلب , إلى أن الأسباب التي دعته لزيارة ايران كانت "السياحة والحج .
سافربن الشيبة إلى طهران في طريقه للاجتماع مع زعماء تنظيم القاعدة في افغانستان حسب وثائق سلطات التحقيق الالمانية.
من خلال  افادة رمزي بن الشيبة المقدمة الى مكتب التحقيقات الجنائية الالمانية ، في التحقيق "خلية هامبورغ" ان احد أعضائها المدعو محمد عطا، الذي أصبح قائد عملية 11 سبتمبر  قد شارك السكن مع بن الشيبة، في هامبورغ وعندما لم يتمكن بن الشيبة من الحصول على فيزا للدخول الى الولايات المتحدة الامريكية , أصبح المنسق الرئيسية لنقل التعليمات بين محمد عطا و العقل المدبر خالد الشيخ.
وفقا للاوراق التحقيقية للجنة 11 سبتمبر . فان عضوا آخر في خلية هامبورغ , منير المتصدق , قد ادين  من قبل محكمة ألمانية بأنه متواطئ في الهجمات وحكم عليه بالسجن 15 عاما.
أظهرت الوثائق الألمانية التي سعى المحققون الالمان  بعد أسابيع قليلة من هجمات 11 سبتمبر من الحصول عليها من السفارة الايرانية في برلين حول رحلات رمزي بن الشيبة الى ايران. حيث ابدى الايرانيون تعاون مع لجنة التحقيق الالمانية عندما سلموا اللجنة نسخة من نموذج طلب التأشيرة من صفحتين ملء بخط يد بن الشيبة ومرفق بها نسخة مصورة من جواز سفره.
واكدت لجنة التحقيق الالمانية ان بن الشيبة غادر يوم 31 يناير 2001 إلى إيران، وهبط في مطار طهران الدولي. وقال التقرير انه من المحتمل طار من أمستردام  من خلال الوثائق المصرفية التي تبين قيامه بسحب كمية من المال من هناك قبل سفره ببضعة أيام .
وخلص التقرير إلى أن الألمان لم يتمكنوا من معرفة معلومات اضافية من الإيرانيين حول انشطة بن الشيبة في إيران وعما إذا كان قد عبرالحدود في طريقه إلى أفغانستان للقاء قادة تنظيم القاعدة في أفغانستان .
في إطار التحقيق عن دور بن الشيبة في احداث 11 سبتمبر، توصلت اللجنة الى أن زيارة بن الشيبة الأولى الى افغانستان كانت في اواخر عام 1999 والتي زار فيها مخيم تدريب تنظيم القاعدة في قندهار. ، أي حوالي نفس وقت زيارة محمد  عطا واثنين آخرين من منفذي هجوم 11 سبتمبر من خلية هامبورغ  وهم، مروان الشحي وزياد الجراح. وفي ذلك الوقت تعهد بن الشيبة الولاء لأسامة بن لادن في لقاء خاص جمع بينهما .
 وخلال هذه الرحلة التي قام بها رجال  خلية هامبورج تم مناقشة تنفيذ عملية 11 سبتمبر وأن بن الشيبة مع عطا والشحي قد اجتمعا في وقت لاحق مع خالد شيخ في كراتشي لمناقشة التفاصيل بما في ذلك "كيفية قراءة جداول شركات الطيران.
بقي بن الشيبة على اتصال مستمر مع محمد عطا في الولايات المتحدة ، وفقا لتقرير لجنة التحقيق . كما كلف  بن الشيبة للقيام بواجب المسؤل المالي للعملية ، اذ قام بتحويل مبلغ 10،000 دولار إلى الخاطفين من ألمانيا، فضلا عن تحويل مبلغ  14،000 دولار  في وقت مبكر من شهر اغسطس 2001 إلى موسوي زكريا، وهو مواطن فرنسي كان في ذلك الوقت يتلقى دروس طيران في ولاية أوكلاهوما.
 وقد ذكربن الشيبة للمحققين في الولايات المتحدة , " كان من المفترض ان يكون موسوي جزء من هجوم 11 سبتمبر ، ولكن خالد الشيخ أصر على ان يكون موسوي مشاركا في "الموجة الثانية" من الهجمات على الساحل الغربي للولايات المتحدة الاميركية ".
أثناء محاكمة عضو خلية هامبورغ، عبد الغني مزودي، قدم ممثلو الادعاء العام شاهدا آخر هو ، حميد رضا زكري، الذي قال انه كان ضابط سابق في وزارة الاستخبارات الإيرانية. شهد زكاري عن اجتماع عقد في قاعدة جوية بالقرب من طهران يوم 4 مايو 2001، بين قادة ايرانيين كبار مع أحد أبناء أسامة بن لادن  " سعد" وقد تم مناقشة خطة عملية 11 سبتمبر.
كما صرح زكري انه قام في وقت سابق بوضع الترتيبات الامنية لعقد اجتماع بين سعد بن لادن وايمن الظواهري في يناير 2001.
كما ادعى ايضا انه التقى مع ضابط استخبارات امريكي في السفارة الاميركية في باكو- في يوليو 2001 وقدم له معلومات تحذيرية عن هجمات 11 سبتمبر.
ايران الملاذ الامن لاعضاء تنظيم القاعدة
واصلت ايران تقديم دعمها لتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر, حيث صرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد في 3 فبراير 2002,  لدينا عدد من التقارير تؤكد ان ايران تقدم التسهيلات من خلال السماح لاعضاء تنظيم القاعدة بالمرور عبر ايران , واضاف ان ايران اصبحت ملاذا امنا لرجال طالبان والقاعدة وان لا دليل لدينا على عزم ايران منعهم من القيام بذلك , لقد قدمت اجهزت الامن الايرانية الامن والحماية في طهران لابو مصعب الزرقاوي احد كبار قادة القاعدة والذي غادر مع مجموعته مدينة هيرات التي تقع غرب افغانستان بعد الحملة العسكرية الاميركية.
كما تشير المعلومات الاستخبارية الامريكية , ان ابو مصعب الزرقاوي غادر افغانستان في اكتوبر 2001 متوجها الى طهران حيث قدمت له الاجهزة الامنية الايرانية الامن والحماية, وقد تلقى ابو مصعب العلاج لاحدى ساقيه في طهران قبل ان يغادرها الى العراق ومن ثم الى سوريا.
في فبراير 2003 , أفادت وكالة المخابرات المركزية الاميركية بوجود سعد الابن الاكبر لاسامة بن لادن في ايران مع بعض قيادات تنظيم القاعدة, ووفقا لمسؤولين اميركيين, ان سعد بن لادن سيكون احد قادة تنظيم القاعدة بعد ان اسقطت اميركا وحلفائها نظام طالبان.
وفي جلست استماع لمجلس الشيوخ الاميركي عقدت في فبراير 2003, قال مدير الاستخبارات المركزية الاميركية" جورج تنت" ان هناك معلومات مثيرة للقلق من ان تنظيم القاعدة قد اسس وجودا له في ايران .


الخاتمة
1. قامت ايران بتنفيذ دور اساسي في بناء القدرة العسكرية لتنظيم القاعدة بمساعدة السودان في المراحل الاولى حيث تم استخدام هذه القدرة من قبل تنظيم القاعدة في تنفيذ الهجمات ضد اهداف امريكية, مثل الهجوم على السفارة الامريكية في نايروبي وهجوم مدينة الخبرفي المملكة العربية السعودية , لقد استخدم منفذوا هجوم 11 سبتمبر 2001 ايران كمحطة تنقل رئيسية من والى افغانستان.
2. من خلال لجان التحقيق الالمانية والاميركية , تيسرت ادلة قوية على ان ايران سهلت لعبور عدد من اعضاء تنظيم القاعدة الى داخل افغانستان وخارجها قبل هجمات 11 سبتمبر وان هذه التسهيلات قدمت لبعض منفذي هجوم 11 سبتمبر, وان هناك ادلة جمعتها اللجان التحقيقية على ان عناصر حزب الله كانت تتابع عن كثب سفر وتنقل كبار المنفذين الى ايران خصوصا في  نوفمبر 2000.
3. يمكن ملاحظة ان محاور تنقل عناصر تنظيم القاعدة وخصوصا منفذي هجوم 11 سبتمبر تركزت على , ايران, الكويت, البحرين, لبنان, سوريا, المملكة العربية السعودية, حيث تستطيع ايران ان تقدم الاسناد المطلوب عبر أذرعها المعلومة في هذه الدول.


الدكتور وليد الراوي
باحث في شؤون الجماعا الاسلامية المسلحة

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

709 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع