طار الراتب طار

                                             

                             بقلم : سالم ايليا

رحمَ الله المنلوجست العراقي فاضل رشيد الذي أمتعنا بمنلوجاته التي كانت تعالج قضايا المجتمع وظواهره السلبية بطريقة ساخرة ومنها منلوج ( الراتب طار ) ومطلعه :

ما تگولون شبيك أصار ـ ـ ـ مشغول وفكرك محتار
راتب هذا اليوم إنطونة ـ ـ ـ سلمتَ بيد الخاتونة
بس يومين ويوم الثالث ـ ـ ـ خلالة جناحات وطار
طار ـ ـ طار
ويبدو ان الحكومة العراقية (الرشيدة) قد تأثرت كثيراً بهذا المنلوج وأخذت زمام المبادرة من أيادي الزوجات لتوفر عليهْنَ ملامة أزواجهْنَ للإسراف في صرف الراتب فصرفت رواتب موظفيها على احتياجاتها الخاصة درءاً للمخاطر التي قد تتسبب بين الرجل والمرأة في حالة صرف الرواتب لمستحقيها وبهذا وفرت على ملايين العوائل المشاكل التي قد تحدث بين رب الأسرة وزوجته على آلية الإنفاق الأسري !! .
فعلى موظفي الدولة العراقية العمل مجاناً وعلى مقاتلي الجيش والقوات المتطوعة معهم واجب الدفاع عن الوطن دون مقابل، فالوطن مهدد من تنظيم داعش وعلى الجميع القتال لدحر العدو واثبات وطنيتهم ولتذهب عوائل الموظفين والمقاتلين الى الجحيم ـ ـ ـ فلا احد يفكر فيهم ولا احد يفكر كيف يقضون يومهم بدون طعام او شراب او كسوة، ولا من اين يدبرون قوت حياتهم اليومي ـ ـ ـ هذه مشكلتهم ، المهم رواتب رئيس الجمهورية وحاشيته ورئيس الوزراء وحاشيته ورئيس البرلمان ونوّابه مدفوعة حتى قبل بداية الشهر وفوقها الف تعظيم سلام !!، فهم الذين يعملون أناء الليل وأطراف النهار لإسعاد الشعب ورفاهيته وتوفير كل مستلزمات الخدمات الأساسية في العيش الرغيد ـ ـ فالماء متوفر والحمدلله وهواعذب من ماء زمزم ـ ـ والكهرباء فائض عن الحاجة وبدأ العراق في تصديره ـ ـ والبطاقة التموينية تصل بداية كل شهر الى باب كل عائلة عراقية كاملة بكل مفرداتها، لا بل اكثر مما ورد في تفاصيلها ـ ـ والمستشفيات وخدماتها كفنادق سبعة نجوم وليس خمسة نجوم ـ ـ والمدارس والجامعات جميعها مؤثثة ومجهزة بكل المستلزمات الدراسية ووسائل الإيضاح ـ ـ ـ علاوة على ان المتقاعد والعاجز وكبار السن مضمونة حياتهم من خلال قوانين التقاعد والرعاية الإجتماعية وجميع هذه الخدمات تقدم مجاناً لا تأخذ الحكومة قرشاً واحداً ثمناً لها ـ ـ فماذا يريد أكثر هذا الشعب (البطران) ؟ ولماذا يتظاهر للمطالبة بدفع الرواتب المتأخرة لأكثر من ستة أشهر؟ ولماذا تطالب عوائل الشهداء بدفع رواتب أبناءهم الذين ضحوا بانفسهم و بأقصى غايات الجود، أوعلى أقل تقدير صرف المنحة المقررة لتكاليف مجلس العزاء ؟ اكيد هنالك مؤامرة لتقويض العملية الديمقراطية !! فالكارت الأصفر لتخويف الشعب بعودة الدكتاتورية وفلول النظام السابق جاهز بوجه المتظاهرين .
هل تعلم الحكومة بمؤسساتها الثلاث (التشريعية ، التنفيذية والقضائية) بانها تخالف الدستور الذي وضعه مؤيديها في المادة 37 (ثالثاً) والتي تنص على ان (يحرم العمل القسري / السخرة) وحيث ان العمل في دوائر الدولة دون دفع الرواتب للعاملين ولمدة طويلة هو نوع من انواع السخرة وهذه الفقرة وضعها المشرّع منعاً لما حدث في عهد النظام السابق من تسخير الشعب للعمل المجاني وتحت يافطات عديدة ( العمل الشعبي ، المجهود الحربي ـ ـ الخ )، لكن يبدو من ان الأحزاب والأفراد الذين كانوا يكرهون النظام السابق والذين جاهدوا وتحالفوا مع المحتل لإسقاطه قد طبقوا المثل القائل : (السبب الوحيد الذي يجعل شخص معين أن يكرهك ، هو فقط لانه يريد أن يكون مثلك تماماً) .
واختتم مقالي هذا بلسان حال المواطن العراقي منشداً منلوجه ومردداً :
راتب هذا اليوم ما انطونة ـ ـ ـ كالو باكتة  البزونة
والدينار گلي شلون لونة ـ ـ ـ الراح بجيوب الحكمونة
الراتب طار ـ ـ طار ، خلالة جناحات وطار

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1036 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع