إيران: احتجاجات واسعة في يوم الطالب

                                      

                          حسن محمودي*

7 ديسمبر/ كانون الأول في إيران، سُمّي بيوم الطالب فهو يوم يعيد للذاكرة اندلاع الاحتجاجات والمقاومة الطلابيتين في إيران بوجه دكتاتورية النظام الملكي بعد الانقلاب المخزي في 19 آب/أغسطس 1953 من قبل الحكومتين الأميركية والبريطانية ضد الحكومة الوطنية للدكتور محمد مصدق رئيس الوزراء القانوني لإيران وقتها.

فحينها كان يهم للشاه للغاية أن يتظاهر أمام أسياده بأنه مسيطر على الأوضاع بالكامل وقد قمع مقاومة الشعب الإيراني، لذلك فإنه أرسل عساكره ومظلييه إلى جامعة طهران، قمعا للحركة الاحتجاجية ا لطلابية، بيد أن طلبة جامعة طهران الأحرار وضعوا جثامينهم أمام البنادق الجاهزة للرمي بيد عملاء الشاه، فسقط إثر ذلك 3 طلبة أبطال من الكلية التقنية شهداء، برصاص عملاء الشاه اسماؤهم «بزرك نيا» و«قند تشي» و«شريعت رضوي». ومنذ ذلك فقد تحول اليوم السابع من ديسمبر باعتباره يوم الطالب، إلى يوم المقاومة والاحتجاج والعصيان ضد الدكتاتورية والاستبداد.

والآن يمضي 60 عاما من ذاك الحدث وهناك دكتاتورية أكثر خطورة من نوع التطرف الديني حاكمة اليوم على إيران. ومنذ أن اتكأ الملالي على أريكة السلطة، كانوا يرون في الجامعة شوكة بعيونهم ينبغي التخلص منها. ومن هذا المنطلق، فكانوا يخافون من يوم الطالب على الدوام ولم يكن بأمر صدفة وصفهم الجامعات بأنها مقرات مجاهدي خلق (المنظمة المعارضة الرئيسة للنظام).

وفي يوم 7 ديسمبر من هذا العام، ألغى نظام الملالي كلمة الملا روحاني المعلن مسبقا في جامعة طهران خوفا من اعتراضات الطلاب في هذه الجامعة وأقاموا حفلا لإلقاء كلمة روحاني في جامعة أخرى غير هام في مكان معزول. ومنع مسؤولو النظام الطلاب من دخول قاعة الحفل بفرض اجراءات أمنية مكثفة. ولكن رغم ذلك طرح الطلاب سؤالا حول الغلاء الغير مسبوق لأسعار الخبز على روحاني وسط كلمته، وهتفوا شعار «الاستقلال والحرية وجمهورية إيرانية» احتجاجا على نظام الملالي القمعي. كما وردد الطلاب في عدد آخر من الجامعات شعار « ليطلق سراح السجناء السياسيين». وكانت قوات مكافحة الشغب تمنع الطلبة من التقاط الصور والتصوير.

ومن جانب آخر ألغى عمدة طهران اللواء الحرسي قاليباف الذي كان من المقرر ان يلقي الكلمة في جامعة شريف الصناعية، كلمته خوفا من اندلاع الاعتراضات الطلابية.

وأما في جامعة الفنون في طهران فقد منع عملاء النظام الطلبة من الدخول الى قاعة الحفل، خوفا من الاخلال فيه ولكن الطلاب احشتدوا أمام الجامعة. علاوة على طهران، شهدت مدن إيرانية أخرى منها همدان وبندر عباس وشاهرود وأحواز وبابُل تجمعات احتجاجية طلابية لهذه المناسبة. ورغم الأجواء الأمنية المشددة، فقد أحيا الطلبة الجامعيون يوم الطالب بهدير هتافاتهم المعادية للحكومة منها ”ليطلق سراح السجناء السياسيين“ و”الطالب: الموت ولا المذلة“.

وأما طلبة جامعة نوشيرواني بمدينة بابُل (من المدن الإيرانية الهامة بشمال البلاد) فقد رفعوا لافتات مكتوب عليها ”ليطلق  سراح السجناء السياسيين“ دعما للسجناء. كما وأنهم حملوا لافتات عليها شعار ”الجامعة ليست ثكنة“ و”الطالب يموت ولن يقبل المذلة“.

وفي هذا الشأن وخوفا من اندلاع مظاهرات معادية لنظام الملالي في يوم الطالب فقد أعلن حداد عادل عضو مجلس التخلف ومن قرباء خامنئي: اليوم يراقب طلابنا الباسيجيين الأوضاع في الجامعات كلها كي لا تحدث مؤامرة. وأكد عادل قائلا: إن العدو يريد أن يستغل الطاقة الطلابية خاصة في اليوم السابع من ديسمبر...

هكذا التمع اليوم السابع من ديسمبر وخلال العقود الثلاثة الماضية، رمزا وعنوانا على قمة المجتمع الإيراني فتحول إلى تقليد وشعار يتم احياؤها دوما. فكل عام وفي هكذا يوم تُضخ روح السابع من ديسمبر العصيانية في شراييين الأجيال الجديدة وسرعان ما تتحول إلى دفئ معروف عندهم!فالسابع من ديسمبر بلورة لهب خالدة مشقة للطريق، فيها دروس وعبر!

*كاتب ايراني  

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1040 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع