الى اين نحن ذاهبون؟؟

                                             

                                                        جواد البصري

 الجموع الغفيرة تتجمع أمام السفارات الأمريكية والأوربية ليس فقط العراقيين، وإنما السوريين واليمنيين والليبيين، ليس فقط خوفاً من داعش، وإنما ما هو مستقبل هذه الدول التي تشدد فيها حروب ومعارك طائفية ليس لها نهاية، والخراب الذي حل في مدنها والذي لا يعاد بنائها إلا بقدرة قادر، وليس فقط الإعمار وإنما ما زرعته هذه المعارك من فكر طائفي شرير يحرق الأخضر واليابس، وكل طرف يتمسك بالمفاهيم العدوانية التي تقضي على الآخر،

كل هذا زرع من قبل دوائر تشرف عليها مؤسسات خصصت لنشر المفهوم العنصري والطائفي؛ لتفكيك الروابط الأسرية والوطنية، والذي حصل في أمتنا العربية والإسلامية من كوارث وعلو الصوت الطائفي هو المطلوب، الإقتتال بين ابناء الوطن الواحد والذي راح ضحيته الكثير ويستمر الذبح على الهوية، وعدم وجود قيادات تؤمن بوحدة المواطنة، والحفاظ على القيم ومبادئ الدين الاسلامي جعل مرض الطائفية ينتشر ولا يتوقف.

    إنّ فراغ هذه الدول من ابنائها وكوادرها العلمية والثقافية والفنية والمستثمرين جعل هذه الدول تقاد من قبل  ميليشات وأشخاص يؤمنون بالتوجه الطائفي أكثر من إيمانهم بالوطن، وهذا ما يحدث اليوم في العراق الذي يتقاتل نوابه على الحصص الوزارية، متناسين الملايين من ابناء الوطن يعيشون في الصحارى والغربة والقتل والتشريد والتهديد، ويتجمعون امام السفارات الأوربية لطلب اللجوء والفرار من وطن خيره لغيره، يتحكم به من لا يريد الخير له ولابنائه.

    منذ عشر سنوات لم يرَ العراق نور الإستقرار والتقدم بل العكس، كان يتردى يوماً بعد يوم، ولم نجد أي منهم يدعون أنهم حريصون على هذا الوطن، إن كانوا نواباً أو وزراء أو من أصحاب الكتل الطائفية والحزبية يعترف بأن حكومة هذا وذاك فشلت، وأن خراب الإحتلال توسع والمصائب زادت والأبناء يقتلون بحجج الدفاع عن المذهب، وقبل كل شيء ما آلت إليه الإنتخابات المزيفة الأخيرة، والجميع هتف بسقوط المالكي، وجاء العبادي وبمساندة الدول الغربية والأمريكية والإقليمية لتشكيل حكومة توافقية تعيد الإستقرار وترفع الظلم عمن ظلم وأبعاده، وأن يبتعد عن المفهوم التسلطي، وأن يكون رئيس وزراء العراق وليس رئيس وزراء حزب الدعوة، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، بقى الحال كما هو عليه والتبعية للدولة الجارة إيران، والتحكم بمصير العراق لا مفر منه. إذن إن من يتصور أن العراق سوف تشرق عليه شمس الحرية والإستقرار، قد يكون حلم صعوبة تحقيقه تكمن في وجود عناصر وكتل وأحزاب لا تريد الخير ولا تؤمن به؛ لكونهم أدوات تتلاعب بهم إيران وتركيا وقطر، وأهم من صنع داعش لنخر العراق وتقسيمه وقتل ابنائه.

    وعلى ابناء العراق بكل طوائفه أن يعوا المخطط الشرير الذي رسم قبل احتلال العراق في 2003، وأن لا يبقى العراق بلد له التأثير العربي والإقليمي، لذا جعلوا منه بلد يعيش في ظلمة الطائفية والإقتتال القبلي وسرقة ثرواته ليس إلا، وهذا ما يحدث اليوم ليس في العراق فقط، وإنما في اليمن وليبيا وسوريا والبحرين ولبنان، إذن أعود وأقول إلى أين نحن ذاهبون...؟!

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1151 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع