بغداد البكر
بِكرٌ عَفراءُ كنتِ بالامسِ سيّدتي
حينَ هجرنا عَرشَك مُرغَمينا
تَزْهينَ بِعفّتك ودِفءِ قلبكِ, حتى
في زمنٍ كان العاهرُ لكِ مؤتَمِنا
وحَولَكِ الأفّاقينَ وعُشاقُ الذاتِ
يركعونَ, ولرِضاكِ كانوا باغينا
قضمةٌ من جسدِكِ الورديّ بَغوا
وعلى أذقانِهِم,يسيل لُعابُهم الاصفرُ النتنَ
بأنيابٍ مُسَوَسَةٍ بِدودِ الارضِ,
نَهَشوا جُدرانَ قَصْركِ, وشرَفُكِ أُهينَ
ساحَتْ دِماءُ طهارَتكِ فوقَ فَرشتَكِ
الخضراءُ, يَكسوها الاصفرُ الياسمينا
ثم باعَكِ في سوقِ النخاسةِ والعبيدِ
مَن كان هو بالأمسِ عبداً للغيرِ أرْعَنا
مَلَّكوا تاجَكِ, ونَهِشوا لحمَكِ الغَضَّ
ثم وَلّوا أمرَكِ لمُتَسَوِلٍ أجرَبٍ عفِنا
للاقزامِ ، أشباهَ الرجالِ والأباليسِ ،
جاريةٌ للبَغاءِ ، أمْسَيتِ لهُمُ جسداًً رَهِنا
بِعَمامةِ إمامَكِ الطاهرِ ، لَفّوا خَصْرَكِ
طَبَّلوا وزمَّروا ودَعوكِ للرقصِ المَجِنا
جمالُكِ سيدتي ومَولاتي هوَ ذَنبَكِ
سيطمعُ الخَسيسُ بِنَهشِكِ دَهراً , بل أزْمِنا
عامر كبوته
ستوكهولم 22.07.2008
899 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع