قصة نثرية قصيرة ... ملحمة الدموع

                                            

                         جابر رسول الجابري

                         


في الطريق الى عملي شاهدتُ عجوزين كان احدهما مخمور , أما الآخر فكان يغني ويرقص طرِباً مسرور , والناسُ من حولهم يبتسمون في بهجة  وسرور , كنحل الخلايا يتهافتون على باقاتِ الزهور , نظرتُ نظرةً لهم فعجبتُ من أمرِهم مبهور , تذكرت اهلي في العراق شعبٌ محروم مقهور , شعبٌ اصبحَ فيهِالدمعُ عنواناً مأثور , تذكرتُ ... حينها سالت دموعي كنبعٍ دَرْدُور , وفجأةً ... استوقفني سؤالٌ كان في البالِ مطمور , قال لي :

لم الشعوب تبتسم كلما انبلخَ النور ؟,..... الا العراق حتى في صباح العيد يبكي على القبور ,  واسترسل سائلا ...

لم العراق مظلومٌ على مرِ العصور ؟ ,

ولماذا يحكمهُ الطغاة على مرِّ الدهور ؟,

ولماذا دوما دمُ العراقيين مهدور ؟,

ولماذا يختلف عن الاوطان في كل الامور؟ ,

توقفتُ في مكاني لا أُجيب .... لان صدري فيه الحزن بركانٌ يثور , ولان حال أهلي هو نفس الحال ... رغم ان السنين عليهم تدور , لا احلام لهم رغمَّ أن الايامَ تجري والشهور , بلدي فيه دوما اسى و صراخٌ وعويل ٌوويلٌ وثبور , ورحتُ اسال نفسي :

أهو الحظ العثور ؟ ,

أم ان هناكَ سراً في الامر مصرور ,  

أم هي لعنة سومر ام اكد ام  بابل  ام آشور ؟ ,

أم بسبب نوح أم بسبب ابراهيم أو واقعة عاشور؟ ,

ذبح ابن الرسول فيها شهيدا مغدور , عراقٌ سطرت عليهِ مذابحَ الحجاج ومذابحَ هولاكو وتيمور , وأطبقت عليه السنين العجاف لا تشخصُ فيها الاالقبور , وكثيرٌ و كثيرٌ من حروبٍ مع الفرس كسيلٍ قطور ,

فلماذا رحى الحرب فقط على العراقِ تدور ؟ ,

صرختُ مقاطعاً ... وكلي لهذا السؤالَ نفور ,

يكفي اسئلةً ... أنا الضحية أنا المجزور,

اذهب لجزاري ... حاكم في القصور , لص جلاد طاغوت جاثمٌ على الصدور ,

وسله : لم تهدينا الموتَ والظلمَ ؟ أَنحنُ شعبٌ لكَمنذور ؟ , ام اِن اللهَ استواكَ علينا مغرور ,

اَترُكني أيها السؤال ... اني عجزتُ عن الجواب مدحور , فاِني لوجمعت دمِ الشهداء في بلدي لكانت سبعَ بحور , وأُغرب عني فاِني لازلتُ له مَبرور , ولو كتبتُ عن ألم العراق لعجزتْ عن وَصفهِ السُطور.

المملكة المتحدة - بيرمنجهام

الرابع عشر من حزيران عام 2014

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

868 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع