د.رعد العنبكي
هل سالت نفسك من ياترى وسوس للشيطان عندما عصى الله ومن كان شيطانه ؟
ان كلمة ( نفس ) هي كلمة في منتهى الخطورة وقد ذكرت في القران الكريم في ايات كثيرة يقول الله تبارك وتعالى في سورة ( ق ) :
( ولقد خلقنا الانسان ونعلم ماتوسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد )
ان هناك مجموعة من الناس ليست بالقليلة تحارب عدو ضعيف جدا اسمه ( الشيطان )
والناس هنا تتسائل نحن نؤمن بالله عز وجل ونذكره ونصلي في المسجد ونقراء القران ونتصدق و- - و - - و – الخ وبالرغم من ذلك فما زلنا في المعاصي والذنوب فلماذا ؟
السبب في ذلك هو اننا تركنا العدو الحقيقي وذهبنا الى عدو ضعيف يقول الله تعالى في محكم كتابه ( ان الشيطان كان ضعيفا ) انما العدو الحقيقي هو ( النفس )
نعم فالنفس هي القنبلة الموقوتة واللغم الموجود في داخل الانسان يقول الله تبارك
وتعالى في سورة ( الاسراء ):( اقراء كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )
وقوله تبارك وتعالى في سورة غافر:( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم ان الله سريع الحساب ) وقوله تعالى في سورة ( المدثر ) : ( كل نفس بما كسبت رهينه )
وقوله تبارك وتعالى في سورة ( النازعات ) : ( واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ) وقوله تعالى في سورة ( التكوير ) : ( علمت نفس ما احضرت )
لا حظوا يا سادتي ان الايات السابقة تدور حول كلمة ( النفس ) فما هي هذه النفس ؟
يقول العلماء ان الالهة التي كانت تعبد من دون الله ( اللات- والعزى – ومناة - وسواع – وود – ويغوث – ونسرى ) كل هذه الاصنام هدمت ماعدا اله مزيف مازال يعبد من دون الله ويعبده كثير من المسلمين يقول الله تعالى في سورة الفرقان :( افرايت من اتخذ الهه هواه ) ومعنى ذلك ان هوى النفس اذا تمكن من الانسان فانه لا يصغي لشرع ولا لوازع ديني ولا لامر ولا لناهي ولا لداعية ولا لعالم ولا لشيخ لذلك نجده يفعل مايريد يقول الامام البصري في بردته : وخالف النفس والشيطان واعصيهما لو نظرنا الى الجرائم الفردية المذكورة في القران الكريم :
كجريمة ( قتل قابيل لاخيه هابيل ) وجريمة ( امراة العزيز وهي الشروع في الزنا )
وجريمة ( كفر ابليس ) وكذلك قتل موسى لعدوه : سورة القصص ( ودخل المدينة على حين غفلة من اهلها فوجد فيها رجلين يقتتلان هذا من شيعته وهذا من عدوه فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان انه عدو مضل مبين ) سورة القصص : اية 15لوجدنا ان للشيطان دور بها ولكن للنفس الامارة بالسوء دور اكبر ففي
جريمة ( قتل قابيل لاخيه هابيل ) يقول الله تبارك وتعالى : ( فطوعت له نفسه قتل اخيه ) عندما تسال انسانا وقع في معصية ما وبعد ذلك ندم وتاب ما الذي دعاك لفعل هذا ؟ سوف يقول لك : اغواني الشيطان وكلامه هذا يؤدي الى ان كل فعل محرم ورائه شيطان – فيا ترى الشيطان عندما عصى الله من كان شيطانه ؟ ؟ ؟
انه مثلما يوسوس لك الشيطان فان النفس ايضا توسوس لك( ان النفس لامارة بالسوء ) ان السبب في المعاصي والذنوب اما من الشيطان واما من النفس الامارة بالسوء _ فالشيطان خطر ولكن النفس اخطر بكثير _ لذا فان مدخل الشيطان على الانسان هو ( النسيان ) فهو ينسيك الثواب والعقاب ومع ذلك تقع في المحظور قال الله عز وجل في محكم كتابه الكريم :
( وما ابرئ نفسي ان النفس لامارة بالسوء )
( اللهم اني ظلمت نفسي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت )
( وما كان الناس الا امة واحدة فاختلفوا ولولا كلمة سبقت من ربك لقضي بينهم فيما فيه يختلفون ) سورة يونس : اية 19
( والله يدعوا الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم ) سورة يونس:25
( فذلكم الله ربكم الحق فماذا بعد الحق الا الضلال فانى تصرفون ) سورة يونس:32
( ومنهم من يؤمن به ومنهم من لا يؤمن به وربك اعلم بالمفسدين ) سورة يونس:40
( ولكل امة رسول فاذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون ) سورة يونس 47
( وما تكون في شان وما تتلوا منه من قران ولا تعملون من عمل الا كنا عليكم شهودا
اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الارض ولا في السماء ولا اصغر
من ذلك ولا اكبر الا في كتاب مبين ) سورة يونس: اية 61 ( صدق الله العظيم )
وبهذا اكتفي ياسادتي لردي على تعليق الاخ صباح منصور ارجوا منه الاطلاع عليه ولكم مني اطيب المنى
اخوكم المخلص
الدكتور
رعد العنبكي
811 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع